بعد الثناء على الله والحمد لله رب العالمين
إن الحمدَ لله أحمدُه تعالى, وأستعينه, وأستغفره, وأعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه ، أدى الرسالة ونصح الأمة وتركها على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك .
اللهم صلِ على محمد وعلى آلِ محمد, كما صليت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد, اللهم بارك على محمدٍ وعلى آلِ محمد, كما باركت على إبراهيم وعلى آلِ إبراهيم إنك حميدٌ مجيد.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } آل عمران- آية:102.
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } النساء- آية:1.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } الأحزاب.
أما بعد،
فإن أصدقَ الحديث كلامُ الله تعالى, وإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وإن شرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة, وكل بدعةٍ ضلالة, وكل ضلالةٍ في النار.
ثم أما بعد
إن الوضع والموقف الان فى مصر أصبح خطير حيث بدأت تتلاعب بعض الأحزاب ذات القوة والمترسخة داخل الشعب المصرى منذ عقود ، ولعجب ما نسمعه منهم وما نراه هذه الأيام ، كلام جميــل ومقنع فلماذا إذا تتقدم جماعة الأخوان الأن وتتدس نفسها فى جميع المواقف السياسية … والرد عندهم هم فقط داخل مكنون قلبوهم … لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال … إن فى الجسد لمضغه أن صحت صح الجسد كله قالوا ماهية يا رسول الله قال القلب … والله سبحانه وتعالى قال … وإن تنصروا الله ينصروكم ويثبت أقدامكم … فأعلموا أنه الآن وعلى جميع المصريين يجب أن ينصروا الله فى ذات أنفسهم … وبدون الالتحاء والتوجه الى الله لن يكن لهذا البلد أمناً ولا رخاءاً ولا تقدم … فلقد شهد العالم جميعاً بأسره حركت التقدم فى العلم فى كافة فروعة فى عهذ الرسول الكريم … وفى عهد الصحابة الأخيار … فالاعتصام بالله والتوجه اليه والتضرع اليه هو الحل الوحيد لهذا البلد … وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون …
فأيام الصحابة الأخيار نحن الاسلاميون الذين صدرنا العلم والأدب والفلسفة والطب وجميع العلوم … أيام أن كانت أوروبا والعالم أجمع يعيش فى أيام الظلام والعبودية والعربدة والطغى …
إذن فالحل الوحيد أمام الشعوب العربية والشعب المصرى (خير أجناد الأرض) لن يتقدموا إلا بمعونة من الله … والمعونة لن تأتى الا بالتوجه اليه والعمل على أرضائه …
فهلموا وأعملوا واصيروا وصابروا وكونوا ذى جأش وانصروا الله فى ذات أنفسكم … وأنشروا دين الله فى الأرض … وأنشروا السلام والعدل والرحمة الى الأرض … فبغير صفات الله لن نتحلى بالقوة ولن يكون هناك رخاء ولا تقدم …
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب و يكذب فيها الصادق و يؤتمن فيها الخائن و يخون فيها الأمين و ينطق فيها الرويبضة قيل: و ما الرويبضة؟ قال : الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.
فإذا سألنا أنفسنا “هل السفيه رجل تافه”؟
وإذا سألنا أنفسنا “هل السفيه يتكلم في أمر العامة”؟
سنقوم قولا واحدا “نعم” لكلا السؤالين.
إذاً السفيه رجل تافه يتكلم في أمر العامة ، فإذا طُرحت قضية سياسية حساسة لعلع فيها، وإذا طرحت قضية اجتماعية ضرب فيها بسهم، وإذا نوقشت قضية شرعية وضع قدمه فيها وقال “دعك من أقوال فلان وفلان” وضرب أقوال أهل العلم بالحائط، هو السياسي المحنك والفقيه البحر والمصلح العدل.
وأنّى لعالم بعد هذه المصيبة أن يُفتي؟
وأنّى لداعية بعد ذاك أن يعظ؟
وأنّى لمصلح أن يُرشد؟
وفي الحديث السابق نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يقرن زمن ظهور الرويبضة (السفيه) بانهيار النظام الأخلاقي ، حيث يؤتمن الخائن ويُخوّن الأمين ويُكذب الصادق، ويُصدق الكاذب، ثم يظهر هذا السفيه ليتكلم في امور العامة ، وهو أجهل من حمار أهله.
فأصبحت هذه الأيام علامة الكل يتكلم فى جميع القنوات المسموعة والمقروءة والمرئية والمكتوبة والجميع يعتقد أنه على حق وأصبح التقدم يقاس بالكلام والصدق وفرض الرئ من الصغير على الكبير والعكس بالكلام … فيجب على كل ذى علم أن يحترم علمه … وبكثرة هذا الكلام وكثرة السياسين ورجال الأعمال لمذا لم نصبح أحسن دول العالم فى الرخاء والتقدم … يجب أن نواجه أنفسنا بالحقيقة التى أصبحنا نتجميل بكل شئ فى الحياة ونكذب على أنفسنا وعلى الناس وعلى الله سبحانه وتعالى … فيجب على الجميع وقف هذه المهازل فى الحوارات بين الكبير والصغير وبين المسلم والمسيحى وبين الأخوة بعضهم ببعض … فصقدونى لا ملاذا لنا الا التوجه والتضرع الى الله سبحانه وتعالى … ولا تقدم الا بالعمل والمضى نحو العمل …
فيا أيه المصريون جميعا … انتشروا فى الأرض وانشروا تعابير السلام والعدالة والرحمة والأخاة … وتقدموا بين الصفوف فى جميع الأوطان وأنشروا يدنكم وتعاليمكم بالمودة والرحمة بين الناس …
جزاك الله خيرا اخي في الله ارجوا الاستمرار في مقالاتك الممتازة . اللهم اجعل هذا البلد امنا مطمئنا رخاء وسائر بلاد المسلمين امين يا رب العالمي