لماذا يثير خبر سفر حلمي ومني زكي إلي أمريكا لحصول ابنهما “سليم” علي الجنسية ضجة ودهشة وذهول؟ لماذا لا نتعامل مع منطق الأشياء الطبيعي بضعفنا واحتياجاتنا؟ هل ادعي فينا أحد النبوة والعصمة؟ إذا لماذا نصنع أصناماً وأبطالاً من ورق.. تتهشم مع أقل دفقة هواء؟
أين إبراهيم عيسي؟ حمدي قنديل؟ عبد الحليم قنديل؟ كمال أبو عيطة؟ حسام عيسي؟
إنها الحياة ببهجتها وحزنها ومغرياتها.. إنه صراع المصالح والتدافع الانساني من أجل الاستمرارية ..
البطل الكامن خلف الشاشة محارباً الفساد.. والبطل في حقيقته المعربدة بلا زينة؟ ولو كان الأمر بحجم الانتاج لكانت صدمتك في عادل إمام أشد .. ولو كانت بحجم الوعظ.. لكانت في محمد صبحي أشد ..
أكرم حسني (سيد أبو حفيظة) أوع صوته للسيسي بطمأنينة شاب اخواني قضى يوم الانتخابات يصلي وينتحب ويدعو علي السيسي ..
عفاف شعيب ضايقها ألا تجد البيتزا .. وتامر عبد المنعم ضايقه منظر التكاتك في المعادي، ومحمد فؤاد هدد بالانتحار لأن أخوه مات في اكتوبر وهو بيحارب مع مبارك .. وتامر حسني بكي وقال هما اللي قالولي .. وسماح أنور اعتذرت عن فكرة حرق المتظاهرين .. الآن جميعهم يشعر بالفخر لأنه كان في الكفة التي سترجح بعد حين.. وعاود كلامه القديم .. حين يوطد الانقلاب أقدامه ويعيد دولتهم الفاسدة ..
خالد يوسف الذى دشن بروفة الثورة في فيلم هي فوضى، تنكر لكل شيء نادي به يوماً، حتي لحمدين، الذى قام بدور عبيط مسرحية الانتخابات، وراح يدافع عن حزب النور لتأييده السيسي .. ويوزع مصاحف في رمضان.. بغض النظر عن صحة الفعل من عدمه..
هل رأيتم ما كان من خالد تليمة؟ باسل عادل؟ محمود بدر؟ إنها الحياة والفرص والغنائم..
هل رأيتم الببلاوي وبهاء الدين؟ وكيف أن ركوب الدبابة أسهل بكثير من الوقوع تحتها؟
لماذا نصنع أصناماً تدهشنا وتدهسنا خلفها في حلقات الاحباط؟ ولماذا لا نصنع أنفسنا بدلاً من البحث عن نماذج جاهزة؟
من شاهد الدقائق الأخيرة في فيلم ضد الحكومة، وبكي وانتحب من مرافعة أحمد زكي، وجعلها أيقونة معلقة في أذنه للرفض والمقاومة.. كيف كان سيكون حاله لو شاهد أحمد زكي يؤيد السيسي؟
في فترة من الفترات كان هناك اقتراح إن الممثل اللي يمثل شخصية من الصحابة لا يمثل بعدها تمثيل عادي.. كي لا ينتقص من قدر الصحابي .. وتم حل المعضلة الدينية دي بأن الممثلين بطلوا يمثلوا شخصيات الصحابة .. علشان يمثلوا تمثيل عادي من الحلو أبو بوس وحاجات تانية كتير ..
هذا العالم لا يحوي قديسين ورهبان.. بل يحوي شهوات وقيم ومصالح ومبادىء نتقلب بينهم .. والشاطر هو من ترجح كفه مبادئه بكفة شهواته ومصالحه ..
أحمد حلمي مجرد شخص بياخد أجر علي دور .. مش هتفرق لو طلع فيه بدور سامي العدل أو ماجد المصري .. عمر الشريف قالها لما سألته هالة سرحان عن سر بذخه : فلوس متعتبتش فيها.. كلامه كتبه واحد غيري .. وأنا وقفت قدام الكاميرا قلته .. وأخدته عليه فلوس كتير .. شفتوا صدق مع النفس كدا؟ لدرجة إن هالة سرحان كان هيجيلها جلطة وقتية من كلامه..
لكن للأسف هيفضل عمر الشريف في نظرنا هو ميشيل شلهوب الشاذ الماجن بتاع فاتن حمامة.. وأحمد حلمي هو الكيوت الحبوب بتاع لعب عيال اللي عمل فيلم عسل اسود .. اللي كشف المؤامرة الأمريكية علي الشعب المصري .. وأهو كله أكل عيش .. وكله بيرزق ..
إلى متى ؟ ولحساب من ؟ ..
( مَآ أَنَا۠ بِبَاسِطٍۢ يَدِىَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ )
ـ انتصار بطعم الهزيمة أو هزيمة بطعم الإنتصار تراه فى العيون التائهة حيثما ذهبت ، وتستشعره من المحبطين أينما وجدت ، وتقرأه أفكارًا مختلطة فى رؤس المحيطين وقتما ظهرت . مصر مستهدفة بديهة للعيان وهناك قوى دولية صديقة قبل الأعداء لا يُخفون سرورهم من اتساع مساحة العنف وإراقة مزيد من الدماء لنصبح كسوريا أو العراق ، بل وينفقون أموالهم علانية ( إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ يُنفِقُونَ أَمْوَ ٰلَهُمْ لِيَصُدُّوا۟ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةًۭ ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓا۟ إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ ﴿٣٦﴾ الأنفال ) ، وعلى عقلائنا من كل الجهات أن يرتقوا لنظرة أكثر شمولية من الخلافات الحزبية أو الحسابات اللحظية ، فالفتنة بطبيعتها كاشفة لما فى الصدور ، وعلى التيار الإسلامى والوطنى وكل غيور أن يُخرج أفضل ما عنده من تسامح ومحبة ومزيد من البذل والعطاء وإصرار على التغير للأفضل بسلمية كاملة شاملة ، ( إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّىٰ ﴿٤﴾ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَاتَّقَىٰ ﴿٥﴾ وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَىٰ ﴿٦﴾ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ ﴿٧﴾ الليل )
ـ المواطنة المبنية على الكرامة الإنسانية والمساوة وتجريم التمييز والإقصاء هى القاعدة الأخلاقية والقانونية الأولى فى دولة الحقوق والحريات ، وبعيدًا عن الهرج والمرج والتخريب الذى لا يدفع ثمنه إلا المساكين والوطن الحائر ، فنحن أمام بدائل دموية وخراب مستعجل يُحاك جهارًا نهارًا بأيادى داخلية وتخطيط خارجى وتعاون دولى ، فإن لم يتم إصلاح اقتصادى وتحول شورى ديمقراطى بطريقة سلمية يشارك فيه الجميع بلا اقصاء ولا تمييز ، بحيث تكون مؤسسات الدولة جميعها ( إعلام وقضاء وشرطة وجيش ) على الحياد وعلى مسافة واحدة من جميع مكونات المجتمع وإتجاهاته حبًا للوطن وإعلاء من شأنه وقضاءًا على الإرهاب والإرهاب المضاد ، وإلتزامًا بالسلمية وتماسك المجتمع ومؤسسات الدولة وإدانة الإرهاب والعنف أيًا كان مصدره ( فرد أو جماعة أوحزب أو مؤسسة أو نظام أو دولة ) ، فالكوارث ستعم الجميع والعياذ بالله ، ( وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ٱبْنَىْ ءَادَمَ بِٱلْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًۭا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ ٱلْءَاخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلْمُتَّقِينَ ﴿٢٧﴾ لَئِنۢ بَسَطتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَآ أَنَا۠ بِبَاسِطٍۢ يَدِىَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّىٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلْعَـٰلَمِينَ ﴿٢٨﴾ إِنِّىٓ أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثْمِى وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَـٰبِ ٱلنَّارِ ۚ وَذَ ٰلِكَ جَزَ ٰٓؤُا۟ ٱلظَّـٰلِمِينَ ﴿٢٩﴾ فَطَوَّعَتْ لَهُۥ نَفْسُهُۥ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُۥ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ ﴿٣٠﴾ فَبَعَثَ ٱللَّهُ غُرَابًۭا يَبْحَثُ فِى ٱلْأَرْضِ لِيُرِيَهُۥ كَيْفَ يُوَ ٰرِى سَوْءَةَ أَخِيهِ ۚ قَالَ يَـٰوَيْلَتَىٰٓ أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـٰذَا ٱلْغُرَابِ فَأُوَ ٰرِىَ سَوْءَةَ أَخِى ۖ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلنَّـٰدِمِينَ ﴿٣١﴾ المائدة ) ، فالذي يبسط لك يعطيك نفعا ، والذى يبسط إليك يستغلك ويعود النفع إليه ـ لقد دفع المصريون ثمنا لا يتخيله بشر من حريتهم وحقوقهم ، فقد عُوملت المظاهرات منذ البداية وبشكل مستمر بقسوة مفرطة وسال دم الشباب من كل التيارات ، إسلامي ويساري وليبرالي ، كما دخل آلاف آخرون في غيابات السجون حتى أصبح ملف مصر في حقوق الإنسان مثار استياء عالمي متكرر ، واقتحمت الجامعات وضُرب الطلاب بالذخيرة الحية والخرطوش والغاز ، وأعلنت حالة الطوارئ في سيناء وهدمت بيوت المواطنين في رفح وتم تهجير مئات الأسر ، وظهر الإرهاب الأسود ليحصد أرواح المزيد من أبناء مصر وجنودها الأبرار وضباطها الأخيار ، وما زال المستقبل مفتوحا على مزيد من المجهول ، وفى صحيح مسلم ( والذي نفْسِي بيدِهِ ! لا تذهبُ الدُّنيا حتَّى يأتيَ على الناسِ يومٌ ، لا يَدري القاتلُ فِيمَا قَتلَ . ولا المقتولُ فيمَ قُتلَ . فقيلَ : كيفَ يكونُ ذلكَ ؟ قال : الهرْجُ . القاتلُ والمقتولُ في النارِ )
ـ ولا حل إلا فى الصُلح مع النفس .. فى الصلح مع الله .. فى توحيد الوطن ، كل الوطن ، خلف معركة مصير مصر والمصريين ، فدم المصرى كل مصرى على المصرى كل مصرى حرام حرام حرام أيُا كان دينه أو حزبه أو جماعته أو اتجاهه ، إننا بحاجة ماسة إلى إعلامٍ مُجمع غير مُفرق فالإعلام كلمة السر فى إشعال الوطن أو تقدمه بما يُناسب الحال والمآل ، وفى البخارى ( إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من رضوانِ اللهِ ، لا يُلقي لها بالًا ، يرفعُ اللهُ بها درجاتٍ ، وإنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من سخطِ اللهِ ، لا يُلقي لها بالًا ، يهوي بها في جهنَّمَ ) ، إننا بحاجة ماسة إلى رجال دين يغرثون روح المحبة والتفانى فى البناء ( يُجَـٰهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَآئِمٍۢ ) ، إننا بحاجة ماسة إلى قضاءٍ عادل ناجز سريع غير مُنحاز ( وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَٱحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَنۢ بَعْضِ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا۟ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًۭا مِّنَ ٱلنَّاسِ لَفَـٰسِقُونَ ﴿٤٩﴾ المائدة ) ، إننا بحاجة ماسة إلى عدالةٍ اجتماعية فى التوزيع ، إلى إتاحة فرص عمل أفضل للشباب ، إلى تحسين مستوى التعليم والصحة ، إلى اتقان العمل ووفرة الإنتاج ، فقهر الإرهاب والانتصار عليه يكون باستراتيجيات تنموية وإصلاح سياسي وقانوني وإنسانى وأخلاقى ، إنما الأمم الأخلاق ما بقيت … فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا … صلاح أمرك للأخلاق مرجعه … فقوّم النفس بالأخلاق تستقم … إذا أصيب القوم في أخلاقهم … فأقم عليهم مأتماً وعويلاً ، إننا بحاجة للعودة إلى المنهج الربانى والإنصياع له برضى نفس ولمبادئه التى لا خلاص إلا بها بمزيدٍ من الإخلاص ، ( إِنِّىٓ أُرِيدُ أَن تَبُوٓأَ بِإِثْمِى وَإِثْمِكَ ) لأنك تأبيت على المنهج الربانى فى الحياة الدنيا ، وما يترتب عليه من عقاب فى الدنيا قبل الآخرة ، ( وَذَلِكَ جَزَآءُ الظالمين ) والذي لا يؤمن بالآخرة يصبح مُحترفاً للظُلم ، وقد ضرب الله لنا قصة ذى القرنين : الذي آتاه الله من كل شيء سببا فأتبع سببا ، وبعد ذلك بين لنا مُهمة من أوتي الأسباب واتبع الأسباب ، وجعل قضيته في الأرض عمارة الكون وصلاحه ، وتأمين المجتمع . ( حتى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشمس وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا ياذا القرنين إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً ) فقد خيره : إمأ ان تعاقب وإما أن تُحسن ، ( قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ) حتى نوقف الظالم عند حده ( وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ عَذَاباً دُونَ ذَلِكَ ) ، ( ثُمَّ يُرَدُّ إلى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً ) ، ( وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَآءً الحسنى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً ) له الحسنى فى الدنيا قبل الأخرة
ـ كل منا فيه ملَكتان اثنتان ؛ ملكة فطرية تُحبّ الحق وتُحبّ الخير، وَملَكَة أهوائية خاضعة للهوى ، والملكتان تتصارعان ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ ) والإنسان بطبعه لا يحب الظلم إن وقع عليه ، لكنه قد يُقبل على الظلم ساعة أن يتصور أنه مقبل على ظلم الغير وقادر على ذلك دون عقاب آنى ( فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ ) ،
ـ النصر لا يخلوا من الأحزان في بيوت القتلى من المقاتلين سواء كانوا من المهزومين أو المنتصرين ، أما أصحاب القضايا العادلة الذين يضحون من أجل الأهداف السامية تجدهم بالرغم من حزنهم يفرحون باستشهاد أقربائهم وذويهم ، فحينما وقعت الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما وتقاتل الطرفان المسلمان , وظن كل منهما أن الحق بجانبه وسقط على إثر ذلك الآلاف من الشهداء وخسرت الأمة الإسلامية رجالاً نعدهم من الأبرار ، وقد تمنى على لو سلك طريقاً آخر لحل الأزمة فلم يكن يتوقع استمرار الصراع طوال هذه المدة بما فيها من نزيف للدم الغالي بين المسلمين والذى استمر حتى استتب الأمر بالمصالحة وتنازل الحسن رضي الله عنه , وأصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين وهو ذلك الصنيع الذي تنبأ به النبي صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه خيراً بقوله ( إنَّ ابني هذا سيِّدٌ وسيصلِحُ اللَّهَ بِهِ بينَ فئتينِ عَظيمتينِ منَ المسلمينَ ) ـ وها نحن اليوم نعيش صراعاً ليس فيه غالب بل الكل فيه مغلوب والخراب كاد أن يطال بيوت الجميع ، والخاسر الأكيد هو الوطن والحقيقة المرة أن المصاب أليم والخسائر في الأرواح لا تعوض ، كل طرف ماض فيما يراه ولو على جثة نفسه قبل جثة الآخر ، والوطن يتأخر على مستوى العلاقات الاجتماعية وتزداد الشروخ عمقاً والجروح تلوثاً , بل وتحول الخلاف السياسي إلى خلاف دموي ثأري ينتظر لحظة الوثوب والانتقام , وهذا مالا يرضاه عاقل لوطننا الغالى بكل مكوناته وشتى صوره ، ولا يصح أن يتعرض وطننا للسقوط بأيدي أبنائه المتصارعين ، فحاجتنا ماسة الساعة قبل الغد إلى وجود مخرج عاجل ، ورفض أى طرف لفكرة الحوار أو لمبادرات مطروحة فإنما يصب فى خانة أعداء النفس والمجتمع
ـ أليس منا رجلٌ رشيد ! إننى أناشد أصحاب الأيادي البيضاء كلٌ فى مكانه الحاملين لهموم الوطن والمدركين لخطورة استمرار الصراعات ، أن يبادروا إلى بذل مافي وسعهم نحو الإصلاح والإنتاج ومحاربة الفساد والإنطلاق نحو إيجاد حل يرضي الأطراف وينصف المظلوم ويرد الحقوق إلى أهلها ويعلي شأن الوطن
ـ الصراع على السلطة يجب أن يُدار بوسائل سلمية تحقق الهدف المرجوا من الوصول إليها وهو رفعة الوطن وخدمة المواطن وليس استعباده ونهب ثرواته للنفس أو للغير ،
ـ مصر تتعرض إلى حرب عسكرية مخابراتية اعلامية نفسية ذات تنسيق دولى محترف وليس مجرد أعمال ارهابية لبعض المهوسيين من هنا أو هناك ، مصرنا تتعرض لخطر وجودى يحتاج من كل مصرى ومن كل مصرية إلى التوحد والتماسك والتسامح لا التمزق و لا الأحقاد ولا الثارات ولا الكراهية ، فهناك شعور لدى البعض بالتعاظم والتعالى ، وتسابق لإظهار حالات الشذوذ والإلحاد والردة والتشيع لدى آخرين ، وشعور بالإحباط والذهول لدى الباحثين عن الحقوق ، وهى أمور غريبة عن الأسرة المصرية المتدينة بالفطرة ، وهى عوارض تنذر بالخطر ، إن التواضع والتماسك المجتمعى وإعلاء روح التدين والوطنية ضرورة لمواجهة هذه الأرواح الخبيثة التى لا هم لها إلا هدم الوطن والخلاص من المواطنيين ، ( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِٱلْأَخْسَرِينَ أَعْمَـٰلًا ﴿١٠٣﴾ ٱلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِى ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴿١٠٤﴾ أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِـَٔايَـٰتِ رَبِّهِمْ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتْ أَعْمَـٰلُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَزْنًۭا ﴿١٠٥﴾ ذَ ٰلِكَ جَزَآؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا۟ وَٱتَّخَذُوٓا۟ ءَايَـٰتِى وَرُسُلِى هُزُوًا ﴿١٠٦﴾ الكهف ) طاهر أبوجبل 31 / 10 / 2014
ـ مصرنا أحوج ما تكون إلى الإبتعاد عن أصوات المزايدات الرخيصة وخبراء الزور المنتشرون على شاشات الفضائيات من حكماء الدجل الإعلامي وأصوات التطرف من كل الاتجاهات
ـ ( ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُوا۟ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٤١﴾ الروم ) ، الصُلح مع النفس ، الصلح مع الله ، الإعتراف بالأخر ، المواطنة ، مصر لكل المصريين ، المصالحة الوطنية لإنقاذ البلد سياسيًا ، فترة انتقالية لإعداد إنتخابات حقيقية تعبر عن الواقع يرضى بنتيجتها الجميع ، لجان متخصصة يحتوى كلٌ منها على جميع الطوائف والاتجاهات للخروج بخطط تُلائم بين الواقع والمأمول ، ضمانات لتداول السلطة بسلمية ، دفع دية القتلى لإرضاء ذويهم بعد محاكمات عادلة ناجزة سريعة لتهدئة ثورة أهاليهم ، الإفراج الفورى عن المعتقلين فى غير تُهم قانونية واضحة وثابتة ، سيادة القانون بلا تمييز أو إقصاء ، سلطة قوية عادلة وتعاون شعبى ، انشغال الكل بإتقان عمله ، وإلا فهو الضياع بأيدينا لتحقيق مكاسب أعدائنا ، ( وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱقْتَتَلُوا۟ فَأَصْلِحُوا۟ بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنۢ بَغَتْ إِحْدَىٰهُمَا عَلَى ٱلْأُخْرَىٰ فَقَـٰتِلُوا۟ ٱلَّتِى تَبْغِى حَتَّىٰ تَفِىٓءَ إِلَىٰٓ أَمْرِ ٱللَّهِ ۚ فَإِن فَآءَتْ فَأَصْلِحُوا۟ بَيْنَهُمَا بِٱلْعَدْلِ وَأَقْسِطُوٓا۟ ۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ ﴿٩﴾ إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌۭ فَأَصْلِحُوا۟ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿١٠﴾ الحجرات ) ، فلنحذر جميعًا كمصريين فخ العنف الذى يُدفع إليه المجتمع دفعًا ، ولنحافظ على أرواحنا وممتلكاتنا الخاصة والعامة ولنقتصد فى الاستهلاك ولنتقن الإنتاج بوفرة ولنتعامل بحكمة وبُعد نظر حتى لا نُسيئ فينا حبيب ولا نُشمت فينا عدو ، وما لا نستطيع تحقيقه اليوم .. بالعزم والصبر والتوكل على الله وعونه نستطيع أن نحققه غدًا ، فعودة الأمن ، والنهوض الإقتصادى ، واستئناف حالة التحول الشورى الديمقراطى ، وإلا فهو الإنفتاح على المجهول .
وفى صحيح مسلم ( إنَّ أولَ الناسِ يُقضى يومَ القيامَةِ عليه ، رجُلٌ استُشهِد. فأتى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال : قاتَلتُ فِيكَ حتى استُشهِدتُ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ قاتَلتَ لِأَنْ يُقالَ جَريءٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه حتى أُلقِيَ في النارِ. ورجُلٌ تعلَّم العِلمَ وعلَّمه وقرَأ القرآنَ. فأُتِي به. فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: تعلَّمتُ العِلمَ وعلَّمتُه وقرَأتُ فيكَ القرآنَ. قال: كذَبتَ ولكنَّكَ تعلَّمتَ العِلمَ لِيُقالَ عالِمٌ. وقرَأتُ القُرآنَ لِيُقالَ هو قارِئٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِبَ على وجهِه حتى أُلقِي في النارِ. ورجُلٌ وسَّع اللهُ عليه وأعطاه مِن أصنافِ المالِ كلِّه. فأتَى به فعرَّفه نِعَمَه فعرَفها. قال: فما عمِلتَ فيها ؟ قال: ما ترَكتُ مِن سبيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنفَقَ فيها إلَّا أنفَقتُ فيها لكَ. قال: كذَبتَ. ولكنَّكَ فعَلتَ لِيُقالَ هو جَوَادٌ. فقد قيل. ثم أمَر به فسُحِب على وجهِه. ثم أُلقِي في النارِ ) ( وَلَا تَهِنُوا۟ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ ۖ إِن تَكُونُوا۟ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴿١٠٤﴾ النساء ) ، ( لَن يَضُرُّوكُمْ إِلَّآ أَذًۭى ۖ وَإِن يُقَـٰتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ ٱلْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنصَرُونَ ﴿١١١﴾ آل عمران ) ، لا ملل ولا كلل ولا يأس ولا إحباط ، ولنحذر جميعًا خاصة صناع القرار من ثورة دموية للمهمشين ستقضى على الأخضر واليابس إن لم نتعاون جميعًا على تحسين الإقتصاد وتفعيل الأدوار السياسية بشكل شورى ديمقراطى يؤكد تبادل السلطة ويحيى الأمل فى النفوس
ـ ( وَأَقِيمُوا۟ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُوا۟ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ﴿٣١﴾ مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُوا۟ دِينَهُمْ وَكَانُوا۟ شِيَعًۭا ۖ كُلُّ حِزْبٍۭ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) ، ( إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ) ، ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ ) ، ( تعِسَ عبدُ الدرهمِ ، تعِسَ عبدُ الدينارِ ، تعِسَ عبدُ الخَميصةِ إنْ أُعطيَ رضيَ وإنْ مُنعَ سخِط ، تعِسَ وانتكسَ وإذا شِيكَ فلا انتقَشَ ) ، ( لا تحاسَدوا ، ولا تَناجَشوا ، ولا تباغَضوا ، ولا تدابروا ، ولا يبِعْ بعضُكُم علَى بيعِ بعضٍ ، وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا المسلمُ أخو المسلمِ ، لا يظلِمُهُ ولا يخذلُهُ ، ولا يحقِرُهُ التَّقوَى ههُنا ويشيرُ إلى صدرِهِ ثلاثَ مرَّاتٍ بحسبِ امرئٍ منَ الشَّرِّ أن يحقِرَ أخاهُ المُسلمَ ، كلُّ المسلمِ علَى المسلمِ حرامٌ ، دمُهُ ، ومالُهُ ، وَعِرْضُهُ ) ، ( إنَّ اللَّهَ لا ينظرُ إلى أجسادِكُم ، ولا إلى صورِكُم ، ولَكِن ينظرُ إلى قلوبِكُم وأشارَ بأصابعِهِ إلى صدرِهِ ) ، ( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) ، ( وَأَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَا تَنَـٰزَعُوا۟ فَتَفْشَلُوا۟ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَٱصْبِرُوٓا۟ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّـٰبِرِينَ ) ، ( فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّۭ ۖ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ ٱلَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ) ، ( وَلِلَّهِ غَيْبُ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ ٱلْأَمْرُ كُلُّهُۥ فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون )
طاهر أبوجبل 31 / 10 / 2014
كلام حضرتك سليم لكن لي إعتراضين الأول أن دولة الفساد لن تعود بإذن الله و لا يغرك رموز عصر مبارك الذين ظهروا علي الساحه مرة أخري فما أن تستقر الأحوال إلا و سيختفوا بل قد يدفعوا الثمن الثاني أن ما حدث في 30 يونيو ليس إنقلاباً اللهم إلا إذا كنت تقصد أنه إنقلاباً شعبياً علي جماعة الإخوان الإرهابيين .
هذا الحرص على الجنسية الأمريكية يعنى رفضهما للجنسية المصريه وهما ليسا أهلا لها فعلى مصر سحب الجنسية المصرية منهما ……وخليهم يدرا على بلد تلمهم ………….. وياخسارة فلوسك يامصر فى المنافقين
نصنع أصناماً تدهشنا ولاتدهسنا
فعلاً فالقارىء للموضوع يجد به الحقيقة لبعض الواقع وهو (اللا مبدأ) .
الموضوع مُدهش فعلاً لأن كاتبة عين على هذا البعض .
كاتبة عاش وشاهد وتفحص وتمعن للمتلونون وهم البعض بالمجتمع المصرى .
لكن هذا البعض لايدهسنا نحن المصرييون الحقيقيون أصحاب المبدأ .
المبدأ هو أن تفعل ماتقول .
وألا مبدأ هو أن تقول ولا تفعل .
والمبدأ أنه عندما تخاطب قوماً بلغتهم فيجب كتابة أسمك باللغة التى بها خاطبتهم .
فالمبادىء لا تتجزأ سيد / أحمد القعيد .