شكرا صاحب السعاده

كانت الشكوى الدائمه عند الفنانين عندما نشاهدهم على شاشة التليفزيون ، أنه لاتوجد أدوار عندما يتقدموا فى السن ، وأن الفنان عندما يتقدم العمر به يصبح مثل خيل الحكومه التى تُضرب بالرصاص عندما تكبر،، أو ينتهى فنيا،، أو يقدم أدوارا هزيله لاتليق بتاريخه السابق
وكانوا دائما يضربون المثل بالفنان فريد شوقى رحمه الله ، بأنه هو الوحيد الذى استمر يؤدى أدوار البطوله حتى وهو فى مراحل عمره المتقدمه
ولكن الذى بهرنى فعلا وكسر كل القواعد هو الفنان عادل امام ، وبصرف النظر عن الانتقادات التى وُجهت اليه على مدار حياته الفنيه
الا أن المتابع لهذا الفنان يدهش من اصراره ومثابرته ، فهو لم يبدأ فى أدوار بطوله ، بل بدأ بأدوار صغيره فى مسرحيات فؤاد المهندس وبعض الأفلام ،، واستطاع أن يصنع شئ يلفت النظر اليه ماهو لاأدرى ، فهو لم يعتمد على وسامه أو حركات بهلوانيه لكى يلفت نظر المشاهد ، ولكنه كان دائما سهلا ممتنعا ، أدواره تجعلك تشعرأنها سهله جدا أى واحد يؤديها ومع ذلك ومع التعمق تحس أنه لايوجد من يؤديها بطريقته ولايوجد من يؤديها سوى عادل امام
_ الموهبه هى منحه منحها الله للانسان ولكن كيفية تو ظيف هذه الموهبه وتسويقها بحيث تُصبح متجدده ومتوهجه باستمرار هذا هو النجاح ، وهذا هو مايتميز به هذا الفنان ، الذكاء فى استغلال موهبه منحها له الله بحيث يستمر على القمه طوال هذه السنوات
_ كل مره نظن أن ليس هناك جديد فى المرحله العمريه التى يمر بها ليقدمه ، فيفاجئنا بموضوع اما يتناسب مع أحوال الوطن وما يمر به من أزمات بحيث لو تتبعنا أعماله لوجدناها تأريخ لكل مرحله مر بها الوطن من مشكلات أو أحداث مهمه مثل اللعب مع الكبار ، وتحفته مع وحيد حامد طيور الظلام ، والارهاب والكباب
واما يلعب على مشاعرنا مع مراحل عمره فى صورة الأب الذى لايريد أن يفرط فى ابنته بصوره كوميديه فى عريس من جهه أمنيه
_يلهث دائما ليبقى فى بؤرة الأحداث متوهجا بفيلم أو دراما تليفزيونيه ،،،،حديث طويل يمتد بطول عمره الإنسانى وقد أضفى على هذا العمر الإنسانى المحدود عمرا فنيا طويلا ومتجددا من الأعمال الفنيه التى تُواكب كل حدث يمر به البلد ، وكل مشاعر انسانيه تواكب كل مرحله عمريه لدى المشاهد
_ كنت دائما أندهش من قدرته على الإستمرار ، وأندهش أكثر عندما أجد السن يجعله يدخل الى مواضيع ومشاعر جديده ، ويتقدم به العمر وهو مازال على القمه
-ويدهشنى بساطة مسلسله فى رمضان وبساطة الفكره التى جعلتنا نفكر بعمق فى أناس حولنا قد لاندرى ولانشعر بهم ولكنهم هم ببساطه مصدر سعاده فى حياتنا ، وهو بكل بساطه وشياكه يجسد هذه الفكره ، فهو فى المسلسل أب وجد يريد أن يسعد كل من حوله ويعرف أن سعادته مستمده من سعادة الآخرين ، اختار له اسم بهجت اى انه انسان يشع البهجه اينما يحل ، وهو يؤدى بمنتهى البساطه ، بساطه فى الحركه والتعبير والأداء
ربما هذه الشخصيه فيها من عادل امام نفسه وحرصه على أن يحيط نفسه بأولادة وعائلته ، ولكنه بذكائه المعهود يجيد توظيف كل واحد فيهم فيما يبدع فيه
كما انه يحيط نفسه بفريق عمل من المبدعين ويسعى الى تجديد دماء هذا الفريق بضم كل من يلفت الأنظار اليه فى أى دور ولو صغير
يدهشنى فيه أيضا عدم اعتماده منذ أن امتهن التمثيل على وسامه أو شباب فهو يدرك بذكاء ظاهر أن هذين العاملين يقصفان عمر الممثل وينهيان حياته الفنيه بسرعه
انما الإعتماد على الموهبه والذكاء فى اختيار المواضيع هما العاملان اللذان يطيلان عمر الممثل
هناك كثيرون اعتلوا القمه وانتهوا بانتهاء فترة الشباب لأنهم اعتمدوا على عوامل متغيره ، ولكن من يعتمد على الثوابت من الموهبه والذكاء هو من يستمر
شكرا صاحب السعاده أسعدتنا
مصر أشرقت
amal abdalla

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

• وداعا عبد الرحمن الأبنودى
• سريع ورخيص
• غاده عبد الرازق ولغة الحوار
• حيرتينى يامصر
• انتى جايه تشتغلى ايه