عندما كانت تعانى مصر في أواخر عصر مبارك من تحلل في بنية الدولة وضعضعة في هيبة النظام وظهور مظاهر الطائفية سياسيا واجتماعيا وجهويا وتفشى ظاهرة التوحش والبلطجة على سطح المجتمع لدرجة استخدام النظام السياسى لها في معاركه الانتخابية والاجتماعية وحتى لبناء تماسك ظاهرى هش حوله كما حدث في واقعة مباراة الجزائر .. كانت مظاهر هذا التوحش تترسخ وتوجد لبنيتها ركائز سواء داخل مناطق سكنية مستبعده اجتماعيا ومتريفة وواقعة في أغلبها تحت هيمنة خطاب سلفى مدعوم بتقاليد عرفية .. وكان عنف الشرطه يتبادل مع هذه البنيات التواطؤ ويركز على طبيعة الاختراق الفوقى لها عن طريق تكوين كوادر من المخترقين كانوا في حقيقة الأمر يزدادون بهذه العلاقة نفوذا وتدعيما في كلا الاتجاهين .. من يومها وجدت هذه التكوينات دفاعات عنصرية وطائفية لتبرير وجودها الاجتماعى واعتبرت تصرفاتها المرفوضه من قيم الطبقة المتوسطه المصرية ( حامية القيم والاخلاق كما تقول عن نفسها ) .. وأصبح الازدواج المجتمعى واقعا .. فحتى بعض مظاهر الرفض في مجتمعات تجد حماية من مجتعات أخرى ( أصبحت مظاهر الإدمان والتخدير مزعجة في بيئة ومقبولة وعلامة تميز في بيئة أخرى ) .. لهذا من الطبيعى أن تجد ظاهرة التحرش والإعتداء على الإناث وحتى الإغتصاب العلنى حشودا تقوم بها وتساعد عليها وتحميها بأجسامها متفرجة وقابله .. عندما تتلبس الحشود روح القطيع لاتغيب القيم فقط .. بل يغيب الانسان ذاته ويتحول لموضوع .. عندما ملأت ملعب استاد بورسعيد حشود معادية وكارهة للأهلى لأسباب جهوية وتاريخية واجتماعية ليس هذا مجالها .. استطاعت الحثالة أن تمر خلالها بقتل اكثر من 70 ضحية في خلال أقل من نصف ساعة .. وعندما أنتفض سكان المدينة دفاعا عن شرف وسمعة مدينتهم وأحاطوا المستشفيات وبقية جمهور الأهلى بالحماية والتبرع بالدم والتعاطف الانسانى ..استطاع الجانب الآخر بعد فترة الاستيعاب استعادة الروح العدائية سواء في القاهرة أو بورسعيد واستنفرت كل عوامل الطائفية والعنصرية لتمرير الجريمة باعتبارها حدثا عاديا .. وانظروا مثلا حكايات الكرة وما يتم فيها .. ومحاولات وخطاب واحد حقير زى مرتضى منصور وهو يتلاعب بقضية مثل هذه .. انهيار كثير من أسس البناء الاجتماعى الذى كنا نعرفه ينذر فعلا بحالات من التوحش وروح القطيع تكاد تطالعنا في كل مظاهر الحياة .. وحتى كرد فعل للقهر الذى يعيشه هذا الانسان المصرى المستبعد من كل مظاهر الرعاية في الدولة المصرية ..
وصف القسم
أحداث مصر اليوم 2019 شاهد اخر اخبار الاحداث المصرية الاخيرة الان
بحث جريدة أحداث
COPYRIGHT (C) 2024موقع جريدة احداث اليوم : احد مواقع شبكة مصريات