نجحنا في إنجاز أول وأهم خطوة في بناء دولتنا الحديثة بعد ثورة 25 يناير.. أجريت انتخابات مجلس الشعب التي تخوف الكثيرون من إجرائها وتوقعوا فشلها وشلالات من الدم والمعارك والصدامات القبلية والايديولوجية.. لكن إرادة الشعب هي التي انتصرت وفوتت الفرصة علي كل مغرض وصاحب مصلحة في عدم الاستقرار وبقاء الأوضاع علي ما هي عليه من فوضي وانعدام أمني وشلل في الاقتصاد وغيرها من السلبيات التي كادت تسقط الدولة بعد اسقاط النظام.
ولكن بعد أن انتهت المراحل الثلاث لانتخابات مجلس الشعب وفوز التيارات الاسلامية بالأغلبية تحت قبة البرلمان.. بدأت المخاوف في العديد من القطاعات بسبب توجهات هذه التيارات وتصريحات رموزها واقطابها التي تنطوي معظمها علي تهديدات وليس تطمينات أو اصلاحات.. ومن أبرز هذه التوجهات ما صرح به عدد كبير من أقطاب الاخوان ونوابهم الذين وفقوا في الانتخابات حول الصحافة والملفات التي أعدوها وعلي رأسها تصريحات الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمي باسم جماعة الاخوان المسلمين والتي تناولت هجوما علي الصحافة والصحفيين لم يحدث مثله في أكثر العهود السابقة ديكتاتورية.. هذه التصريحات التي تمثل تهديدا أكثر منها تصريحا لا أعرف سببها في هذا التوقيت وهل يعلم د. غزلان ان الصحافة سلطة رقابية وشعبية حتي ولو لم ينص علي ذلك في دستور أو قانون.. وإلا فما هو دور الصحافة في المجتمع.. هل هو انتقام من بعض الذي تحاملوا علي الاخوان في العهود الماضية أم ان الاخوان لا يحبون الديمقراطية والشفافية.. والغريب أيضا انه ليس د. غزلان وحده الذي هدد وتوعد بالغاء سلطة الصحافة وحبس الصحفيين وبيع الصحف القومية.. بل ان هناك مرشحين للاخوان ببعض المحافظات كانت في صدارة برامجهم الصحافة وما أعدوه لها من مذابح ومشانق وكأن مشاكل مصر كلها هي الصحافة التي تحتاج إلي الذبح من وجهة نظرهم.. وليس هناك مشاكل اقتصادية صعبة وقضايا سياسية واجتماعية مهمة تحتاج إلي اهتمام كافة التيارات في المرحلة القادمة حتي ننهض بمصر التي مازالت مهددة بالانهيار والسقوط.. والأغرب انني كنت حريصا علي انتخاب الاخوان والسلفيين فردي وقوائم في مدينة نصر في جولتي الانتخابات بالمرحلة الأولي في مدينة نصر ولست نادما علي اختياري لكن أتمني أن يمارس الاخوان سياسية وليس دينا واقتصادا وليس صحافة واعتقد ان هذا هو ما سيحدث لأن الواقع الذي سيواجهونه يختلف عما يصرحون به.. كما انهم لن يكونوا سلطة تنفيذية ولكنهم سيؤثرون من الناحية التشريعية وأتمني أن يكون هناك عقلانية في بحث ومناقشة كل الأمور.
نفس الشيء بالنسبة للسلفيين فمعظم تصريحاتهم حول السياحة وما سيفعلونة في هذا القطاع الحيوي الذي يدر دخلا كبيرا لمصر يساعدها في محنتها الاقتصادية.
أرجو من الاخوة الذين حرصنا علي انتخابهم والاتيان بهم إلي البرلمان أن يحققوا ما نهدف إليه من اصلاح وتقدم وأن يتصالحوا مع أنفسهم ومع الشعب كله بكافة تياراته وطوائفه فنحن مصريون وإذا لم ينجز من أتينا بهم إلي البرلمان فلن يعودوا إليه مرة أخري أيضا بإرادة الشعب.
إبراهيم أبو كيله
انتخابات مجلس النوب
الإخوان والصحافة.. والسلفيون والسياحة
اضيف بتاريخ: Sunday, January 15th, 2012 في 10:52
كلمات جريدة احداث: احداث, انتخابات, مجلس الشعب, مصر
اسمح لى ان اناقضك انت لم تنتخب لا اخوان ولا سلفيين واضح من اسلوب الكلام انك تهيج الناس على الاسلاميين السياحه الصحافه والشعب ولو انت عندك مقترحات قدمها لمجلس الشعب لايهم من الاغلبيه والاقليه المقترحات لصالح الشعب وليس فئه واحده انت تفهم ولعل الاخوان والسلفيين خيرا والله اعلم فلم نجرب ولكن ساعدوهم وقدموا لهم المقترحات لان فى الماضى كان الناس تقدم الولاء وفروض الطاعه ارجوكم لصالح مصر