اختبار صعب وعبء ثقيل ألقي على الإخوان والتيارات الإسلامية بفوزهم المتوقع في نتائج الانتخابات البرلمانية وتوليهم مسئولية قيادة مصر في المرحلة القادمة وليست جائزة وفرحة وتفضيلا على عكس مايتوقع الجميع.. فقد رأي المواطن المصري فيهم الامل لتصحيح المسار وتحقيق العدالة والتنمية والنهوض بمصر واجراء تغيير جوهري يشعر به المواطن وعلى هؤلاء ان يكونوا على قدر المسئولية وان يستعينوا بكافة طوائف المجتمع التي لديها الفكر والرؤية للمساعدة في اعداد وتنفيذ مشروع تنموي لمصر الحديثة والا ستكون النتيجة كارثية.
نعم انه اختبار صعب في ظروف شديدة التعقيد على كافة المستويات سواء الداخلية او الخارجية.. فالناس لاتشعر بالامن والاقتصاد يمر بظروف معقدة والاستثمارات هربت او تجمدت والسياحة وصلت لادني المستويات والبترول اصبح لايغطي احتياجات الاستهلاك المحلي المتوحش في ظل دعم هائل لايتناسب وحالة الاقتصاد والدخل والبطالة نالت كل بيت والدخول لاتغطي الاحتياجات والاسعار في انفلات وتغلغل الفساد والرشوة والمحسوبية في كافة القطاعات وانتشار العشوائيات وتوقفت الشوارع وظهرت ازمة مرور مستعصية بكافة المدن الكبري خاصة القاهرة وقتلت الصناعة بفعل فاعل وتدهورت الزراعة وتقادمت البنية الاساسية تماما وانتشر المصلحون المتحدثون مدعو الفكر في مئات القنوات الفضائية كل يحلم ويفكر وينتقد من اجل الكلام او بقدر ماتدفع القنوات حتي لايحدث الوئام بين كيانات المجتمع وتظل الفرقة هي الاساس.
ظهرت ملامح المستقبل السياسي لمصر مع ظهور مؤشرات نتائج المرحلة الاولي للانتخابات وقال الشعب كلمته واعطي الثقة كاملة رغم تخوفه الشديد من مرشحي التيارات الاسلامية وبعض القوي السياسية الاخرى وعلى التيارات الاسلامية خاصة ازالة هذا التخوف سريعا ومد يدها الفوري لكافة التيارات الفكرية وشرائح المجتمع خاصة الاخوة الاقباط واشراكهم في الفكر والتخطيط المستقبلي بما يمكن من نزع فتيل اية فتنة قد يحاول المتربصون بمصر عملها.
مصر تحتاج حاليا لاعادة هيكلة سريعة في كافة اركان الدولة ووضع الاسس لبناء دولة عصرية تحترم حقوق الانسان والرأي والرأي الاخر وعلى الاخوان ان يسترجعوا تجربتهم مع النظام القديم الذي كان لايحترم افكارهم ويلقي بهم في السجون بسببها عند التعامل مع أصحاب الافكار الاخرى حتي يتم وضع كل شئ في موضعه المناسب.
مصر ليست حجابا أو نقابا او بنطلون جينز ترتديه فتاة أو شاب أو تعاملات مالية اسلامية او فائدة بنكية.. لكنها مصر الكيان الاقليمي الكبير قائدة وحامية راية الاسلام والعروبة ببشرها واقتصادها وصناعتها.. وهذا مايجب ان يدركه ساسة المستقبل ولاتكون التفاهات والشكليات هي المسيطرة على الافكار والاعمال.. نريد خريطة طريق تغرس في نفوسنا الامل لمستقبل جديد نريد من يحدد مستقبل الصناعة ومستقبل استصلاح وزراعة الاراضي والقضاء على البطالة ووضع حد ادني واقصي للاجور.. نريد من يحدثنا عن سماحة الاسلام ووسطيته بعد ان كره العالم اصحاب الذقون الذين يتحدثون عن القتل والارهاب فقط.
محمد تعلب
انتخابات مجلس النوب
مصر ليست حجاباً أو بنطلون جينز
اضيف بتاريخ: Sunday, December 4th, 2011 في 01:08
كلمات جريدة احداث: انتخابات, مجلس الشعب, مصر