آمن وأيقنت أن هذا الشعب الأبي ذو شكيمة وعزيمة لا تلين. وهبه الله الفطنة والكياسة والحنكة والعبقرية علي تصنيف وتمييز الغث من السمين. والصالح النافع من الطالح القابع الطامع.
ترقب من بعيد الأسد العجوز رابضاً علي حافة الغابة ومن حوله تلهو الأشبال بمقتنيات الغابة المسروقة واللبوءة بجوار الأسد ترقب لعب الأبناء وصمت الأسد الذي خرصت وعجزت قدرته ورعايته لشئون الغابة.. هكذا لمح الحالمون الطامعون اللاهون بالمقتنيات شبلاً عظيماً وجدوا فيه خطراً يتهددهم فعقدوا العزم علي الإطاحة به قبل أن يطيح بهم جميعاً.. فقال عفريت من الجن منهم “الأشبال” أنا آتي بالشبل العظيم. وأجهز كل العفاريت للميدان. وعلي غرة ألقي به في بحر لُجيّ. ليس له من قرار.
وقال الآخر: أنا آتي به وأحكم العقدة والرباط.. ودقت طبول الحرب وكل الأشبال بادرت بالنزال واللهو واللعب بالمقتنيات. لكن الشبل العظيم غاب عن الميدان. واللي حَضَّر العفريت ما صرفوش. واللي ربط العقدة استعصي عليه الحل.. وبعد ما حلوا أعصابنا وفرايسنا من خوفنا علي المقتنيات بقي الشبل العظيم وحده دون أن يخوض الحرب التي خاضوها منتصراً عليهم.
هنا كاد يطيش عقلي من هول ما رأيت وضربت كفاً بكف. فهذا ليس عصر الأساطير والخرافات. فالحرب دارت رحاها بالميدان وموقدوها أعدوا العدة والعتاد وسلاحاً ماضياً فتاكاً. ولا جنوا منها غنيمة ولا أصواتاً. وهناك من امتنع عن النزال عن قصد وعمد وجمع كل الغنايم في السروال دون أن يخوض غمار الحرب. والنتيجة طبعاً معروفة. صائب السهم خسران. واللي مانزلش الميدان كسبان.. ولما انصرفت العفاريت. كل العفاريت من الميدان قلت: حكمتك يا رب يا صاحب الغفران.. مصر مَن أرادها بسوء قَصَم اللَّه ظهره.. وفرَّق في الوديان عصبته. وشتت شمله.
ولما مكر الماكرون بالشبل العظم غير عابئين بالمقتنيات “الأرض والعرض والوطن” وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال.. أزال الله عنهم الأمن والاعتصام وأذاقهم لباس الجوع والخوف.
وإذا كان هذا ما آل إليه حال الأشبال أعود وأقول لكبيرهم الذي علمهم السحر “الشبل العظيم” إياك إياك والمقتنيات. فالأسد العجوز مازال رابضاً علي حافة الغابة. “فلا صدق ولا صلي. ولكن كذب وتولي”.. وكل ما أخشاه أن يصبح الشبل العظيم أسداً عجوزاً.
بعيداً عن الرمز والإلماح عبرت مصر أولي خطوات الديمقراطية بانتخابات مجلس الشعب التي أوشكت علي الانتهاء بكفاءة واقتدار بعدما كبد حزب الكنبة كل من راهن علي عدم إنجاحها واكتمالها الهزيمة والخسران.. وغني كل الشرفاء الأبطال زوجة وشيخاً وعجوزاً “وقف الخلق ينظرون جميعاً كيف أبني قواعد المجد وحدي.. وعظيمة يا مصر”..
علي الوجه المقابل ما معني أن يكون هناك مجلس شوري وهناك المجالس القومية المتخصصة التي تقوم عن طريق لجان المجلس بنفس الدور الذي يقوم به مجلس الشوري من توصيات وليست تشريعات. فالتشريع مصدره مجلس الشعب. فإذا كانت المجالس القومية المتخصصة تضم في عضويتها شيوخ العلم والفن والأدب والاجتماع والصناعة والكثير من المناصب القيادية بالدولة. فلماذا نكرر الدور التشريعي والرقابي والقانوني لمجلس مواز لمجلس الشعب.. اللهم إلا للترضية والمجاملات لتلك الشخصيات.
السيد بدر
انتخابات مجلس النوب
مصر مَن أرادها بسوء .. قَصَم اللَّه ظهره
اضيف بتاريخ: Saturday, December 3rd, 2011 في 06:57
كلمات جريدة احداث: احداث, انتخابات, مجلس الشعب, مصر
لكلامك الإحترام .