أيام قليلة وتجرى الانتخابات لمجلسي الشعب والشورى. ومما لا شك فيه أننا تعلمنا كثيراً من التجارب الخاطئة وأصبح لدينا جهاز مناعة قوي نحسن الاختيار به فيمن يمثلنا فيهما.. فالمواطن البسيط الذي كان لا يهتم بالسياسة قبل قيام الثورة أصبح متابعاً لكل ما يجري علي الساحة ومهتماً. فلم تعد هناك أمية سياسية. والأمور باتت واضحة. وإذا افترضنا أن الانتخابات التي ستجري هذه المرة سوف تأتي ببعض الأسماء التي لا نرضي عن توجهات أصحابها لانتمائهم الحزبي. أو من التيارات الدينية ستكون تجربة للمواطن لكي يحكم علي الأداء خلال السنوات الأربع مدة الدورة التشريعية. وبالتالي سنكون قد حققنا تجربة حقيقية نختار فيها الأمثل ليمثلنا تحت قبة البرلمان.. فالثبات والدوام لأشخاص معينة غير موجود الآن. فالناخب هو صاحب الكلمة.. لكن ما يثير الدهشة كثرة الكلام في القنوات الفضائية والتشكيك في إجراء انتخابات في جو من الديمقراطية. الأمر الذي يعد خروجاً علي سيادة الوطن والمواطن. فالدستور هو الذي يحدد الأسس التي تقوم عليها حياة الإنسان. وعلاقته بنفسه وبغيره. وبحقوقه وواجباته. وسلطان الدولة والشعب هو مصدر السلطات. وهو صاحب السيادة.
فالكلمة لها أثر فعال في توجيه سير الأمور وهي سلاح ذو حدين. وعندما ينطق بها الفرد ويذيعها وتنتشر بين الناس يجب أن يكون لها ضوابط لا تتعداها. والفارق بين الفرد الفطن وغيره إنما هو قدرته علي التحكم في لسانه فلا يتكلم بالكلمة إلا في وقتها وموضعها. وبعد روية وأناة وتفكير.. فعظمة الإنسان فيما يحسن من عمل. لا فيما يتقلد من مناصب.
ويا ليت الذين يتكلمون دون داع أو مبرر ويهرفون بما لا يعرفون. ولا يدركون مصلحة بلدهم يأخذون العبرة والعظة من التحديات الخطيرة التي تواجهنا ويقفون موقفاً موحداً حتي نعبر الأزمات التي نعاني منها.
محمد زين العابدين
انتخابات مجلس النوب
كلام في الانتخابات المصرية
اضيف بتاريخ: Saturday, November 19th, 2011 في 06:20
كلمات جريدة احداث: انتخابات, مجلس الشعب, مصر