قنابل للبيع

أيام قليلة وتبدأ الانتخابات المصرية البرلمانية والتي ذهب البعض في وصفها بأنها أهم انتخابات في تاريخ مصر الحديث.. لأنها بداية لمرحلة جديدة ومختلفة عن كل السنوات السابقة فهي التي- لو اكتملت- ربما تحدد ملامح مصر الجديدة.
آخرون يخشون تلك الانتخابات ويحذرون منها من خلال نظرتهم لما يحدث الآن علي الساحة السياسية من تناحر وصراع لمن تكون الغلبة في تلك الانتخابات ومن القادر علي اقتناص أكبر عدد من المقاعد في المجلسين.
ربما اتفق مع وجهتي النظر ولكن أميل قليلاً للرأي الثاني بخوفي علي بلدي ومستقبل ابنائها لسبب آخر شاهدته بعيني في كل المناطق التي زرتها خاصة في قري الصعيد ألا وهو الانتشار الرهيب لكميات وأنواع الأسلحة من مسدسات وبنادق آلية وغير آلية غير مرخصة والتي يحملها صغار السن يجوبون بها الشوارع ويتفاخرون بها وكأنها دليل قوة ونفوذ.. ففي معظم أفراح القري وبعض المدن تجد من يدخل لتحية العريس بإطلاق دفعة من طلقات الرصاص.. وفي أي مشاجرة عادية تسمع الآن صوت الطلقات وكأننا في حرب.
رأيت أنواعا غريبة من الأسلحة في أيدي الشباب وعندما سألت مستغرباً ما هذا ومن أين؟! جاءت الإجابة أشد غرابة قالوا: ما تراه أمامك ما هو إلا قطع صغيرة من أسلحة أصبحت عادية ولا غرابة فيها.. فهناك رشاشات ومدافع مضادة للطائرات لدي البعض بل هناك قنابل يدوية دخلت سوق السلاح الآن تباع الواحدة بمبلغ لا يزيد علي 200 جنيه.. جاء معظمها مهرباً من الحدود الليبية .
ازداد خوفي ليس فقط من هؤلاء الشباب الذين يتفاخرون بالبنادق الآلية والرشاشات الآن ولكن لما نحن مقبلون عليه من صراع الانتخابات الذي سوف يدخل كل قرية ومدينة وسط حالة من الانفلات والغياب الأمني.
سؤالي الآن.. هل يستطيع اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية مع رجال الأمن الحد من هذا الخطر الداهم الذي ينتظرنا وجمع هذه الأسلحة خاصة بعد أن فشلت دعوة تسليم الأسلحة طواعية..؟ أم أننا ننتظر وقوع الكارثة؟!

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

• علينا ان نرضى بنتيجة الانتخابات الرئاسية
• إنقاذ مصر.. بالإرادة الشعبية
• برلمان قندهار بين الشرعية الثورية والشرعية الإلهية
• برلمان التوافق والصراع
• الإخوان والصحافة.. والسلفيون والسياحة