كل ما يحدث في وطني ليس له سوى وصف واحد هو “الفوضى” التي ضربت عقولنا بعد أن ضربت شوارعنا ومواصلاتنا وأعمالنا.. حتي إن صفوة المجتمع ورموزه وحكماءه استجابوا لشهوة الفوضي فوجدنا صراعاً دائراً بين جناحي العدالة القضاة والمحامين وهو صراع لن يكون فيه فائز ومهزوم فالجميع خاسرون وحينما يتصارع أهل القانون فلمن نحتكم.
وإذا كان رئيس الوزراء تدخل واجتمع مع حكماء الطرفين وأنهي الأزمة فمن يضمن عدم تجددها خاصة أنها لم تكن الأزمة الأولي ولن تكون الأخيرة.. ومن يتدخل بين علماء الإسلام لنزع فتيل الأزمة المتفجرة بين الشيخ أبي إسحق الحويني ومفتي الجمهورية علي جمعة والتي وصلت إلي ساحات المحاكم في تطور جديد وخطير بين علمائنا.. فالفوضي لم تترك شيئاً إلا وضربته بعنف حتي ثقتنا في علمائنا تهتز بشدة.. فليس من المقبول أن يتعدي الشيخ الجليل أبو إسحق علي فضيلة المفتي باللفظ وليس من المقبول أن يرد المفتي برفع دعوي قضائية ولكنها الفوضي التي أصبحت كالوباء ينتشر من مكان لآخر مثل “الإنفلونزا”.. ولا أدري أين تسامح العلماء وأين آدب الاختلاف بين العلماء.
أما فوضي الفتاوي فحدث ولا حرج فبعد فتوي عدم الزواج من الفلول ظهرت فتوي أكثر طرافة تفيد بأن التصويت في الانتخابات المقبلة حرام للفلول والليبراليين والعلمانيين والأقباط.. وأن من يعطي صوته لأحد من هؤلاء فعليه الكفارة والغريب أن فضيلة الشيخ صاحب الفتوي هو نفسه صاحب فتوي أن الثورة حرام وعدم جواز الخروج علي الحاكم بل وأن محاكمة مبارك حرام لأنه سلطان ولا يجوز إهانته.. ومن يقرأ فتاوي الشيخ السابقة سيتهم صاحب الفتوي بأنه من الفلول وهكذا سنطبق عليه فتواه وعدم الزواج منه وعدم انتخابه.
والآن بعد أن زاد الحديث عن الفلول حتي أصبحنا نعتقد أنهم أكثر شراً من الكفار.. وأن التعامل والتعاون مع اليهود جائز باعتبارهم من أهل الكتاب.. أما الفلول فمن أهل العذاب ومن يصافح فلولاً فقد خرج من ملة الإسلام.. الآن نحن في حاجة ماسة لتعريف واضح ومحدد ومانع وجامع للفلول.. وهل يحق لهم الصلاة في مصلانا أم أن لهم معابدهم الخاصة.
الفتوي لا تستحق بالطبع التعليق عليها أو تفنيدها فهي من باب الشهرة ومحاولة واضحة للفت نظر الإعلام وتسليط الضوء علي صاحبها.. ولن أتحدث عن المواصفات والشروط الواجب توافرها فيمن يتصدي للإفتاء.. فكل هذا حديث معروف للعامة.. بل هي فتوي منطقية جداً في زمن الفوضي الذي اختلط فيه الحابل بالنابل وأصبح البحث عن رجل رشيد لا يستجيب لشهوة الفوضي وبريق الانفلات كالبحث عن مصباح علاء الدين في زمن “الشات”.
وأعود لصاحب الفتاوي المثيرة للجدل وأسأله إن كان قتل الفلول حلالاً أم حراماً وهل يستحق كفارة أم أنه تكفير للذنوب.. فقد سبقه من أفتي بجواز قتل “ميكي ماوس”.. وأهل أموال الفلول غنيمة لنا ونساؤهم سبايانا أم أنهم يعيشون علي أرضنا ووجبت علينا حمايتهم؟ أفيدونا أفادكم الله.
.. وأخيراً..
أعتقد أن لجنة الانتخابات يجب أن تحدد رموزا انتخابية معينة ومحددة للفلول حتي نستطيع تمييزهم عن الآخرين ولتكن رموزهم “الجردل” و”الكنكة” مع الاعتذار للفنان عادل إمام.. ولكن الخوف كل الخوف أن يفوزوا.
أيمن نصر الله
انتخابات مجلس النوب
الجردل و الكنكة
اضيف بتاريخ: Friday, November 4th, 2011 في 11:48
كلمات جريدة احداث: احداث, انتخابات, مجلس الشعب, مصر