انتى جايه تشتغلى ايه
(انتى جايه تشتغلى ايه ) جمله قالها الدكتور البرادعى مستشهدا بالجمله الشهيره لميرى منيب فى المسرحيه الكوميديه الشهيره وساخرا من الموقف الذى نحن فيه من انتخاب رئيس قبل الدستور الذى يحدد صلاحيات الرئيس ، قالها الرجل على سبيل السخريه مما يحدث ومما نحن فيه من كوميديا سوداء
وبالصدفه البحته وجدتنى اتكلم فى اليوم التالى مع رجل بسيط من الشعب المصرى ، هذا الرجل يفهم هذه الوظيفه بمفهوم مختلف ، هالنى تفسيره ومنطقه البسيط لهذه الوظيفه وربما هذا المنطق هو ما يفسر التساؤل الدائم عن سبب احجام كثير من الشعب المصرى عن التصويت فى انتخابات الرئاسه
هذا الشخص هو عم سيد بواب العماره التى فى مواجهتنا ،رجل بسيط أسمر اللون فلا تدرى ان كان مصريا أم أن له أصول سودانيه ، دائم الحركه والعمل وكانه شاب فى العشربن مع اننى أظن أنه قد تجاوز السبعين ،وتتعجب كثيرا عندما تراه يتصدى لكل مشاكل العماره باخلاص وتفانى وكانها ملكه حتى تكاد تنسى تدريجيا أنه بواب العماره وليس صاحبها
كنت أركن عربيتى ووجدته يفاجئنى بالسؤال / من انتخبتى ياأستاذه
قلت له / فى الجوله الاولى لم أنتخب أحد
قال لى /لماذا قلت وانا ألملم حاجاتى وأقفل العربه /لأننى مازلت أبحث عن شخص غير موجود فيمن رشحوا أنفسهم ، ربما يكون شخص بمواصفات الحلم الذى حلمناه جميعا ثم أفقنا من الحلم فلم نجد هذا الشخص على أرض الواقع
ووجدتنى أساله وأنا أهم بالانصراف ومن رشحت أنت ياعم سيد ؟
قال لى / لم أرشح أحدا ولن أرشح أحد فى الانتخابات الجايه قلت له بتململ لماذا؟
قال لى / لأننى ببساطه لاأريد رئيس جمهوريه ووجدتنى أنظر اليه بدهشه من هذا الرجل الذى لم يصيب قدرا من التعليم لكى يفتى فى هذه المسائل ، ولكن اجتراء الرجل على هذه الفكره شدنى وجعلنى أسأله / ولماذا لاتريد رئيس جمهوريه
أجاب الرجل ببساطه / ولماذا رئيس للجمهوريه ماذا يفعل ؟ هل هو الذى يعمل ويعطينى مرتبى آخر الشهر أجبته بتساؤل / أُمال مين أجابنى بثقه / احنا …احنا اللى بنشتغل منظومة عمل زى مبيقولوا فى التليفزيون تبدأ بالصُغير وتنتهى بالكِبير فى الحكومه وفى أشغالنا الخاصه كلنا بنشتغل هوه لما الثوره قامت وكانت الميادين مليانه بالمليونيات هل توقفنا عن العمل قلت له / لأ قال/ عظيم يبقى الدوله كانت ماشيه بينا احنا مش برئيس الجمهوريه
قلت له وقد بدأ حديثه يثير اهتمامى / ومن سيصبح رمز للدوله ومن سيمثل مصر فى المحافل الدوليه ويتكلم باسمها
قال لى /مش مهم واحد مُعين ، فيه كتير رئيس الوزراء وزير الخارجيه أى مُفوض من المُفوضين اللى بيقولوا عليهم، يُفوضوه يتكلم باسمنا وهوه دارس ويفهم فى المسائل دى أكتر من الرئيس
قلت له / لكن انت زعلان من الرئيس ليه ؟ قال لى / زعلان علشان أجيب واحد أعمله اعلانات بالملايين اللى ماعرفش أعدها طيب لو باقى على مصلحتنا صحيح كان عمل بالفلوس دى مشروع يشغل فيه الشباب ويقول أنا عملت كذا وده يبقى احسن اعلان عنه اعلان شُغل وانتاج مش صور وكلام فارغ
وبعدين لما أجيبه رئيس أديله مرتب كبير قوى مااعرفش أد ايه ، لكن أنا والغلابه اللى بندفعه ، وبعدين يقعد فى القصور الجمهوريه ويكلفنا فلوس، ملايين كتيره اشى صيانه القصور ، واشى موظفين ، واشى حرس جمهورى ، كل ده على حساب مين ؟ مش على حساب الغلابه اللى زى وزى غيرى ، ولما ييجى يروح فى أى حته ، يزور أى حاجه، نوقف المرور بالساعات ونجيب حرس يحرسه يتكلف الشئ الفلانى وعربيات مصفحه تمنها الشئ الفلانى ، وبعد كده لو جه واحد غلبان غلط وقرب من الموكب وقدم له شكوى يبقى عايز يغتاله ، وبلد كلها يضيع مستقبلها زى بورسعيد يُقف حالها علشان واحد اتجرأ وقرب من الرئيس ، مش الرئيس ده ياأستاذه لازم يكون بابه وقلبه مفتوح للجميع
قلت له / ايوه لكن فيه أصول للكلام معاه أو القُرب منه فيه ناس موجوده علشان تُوصل شكوى أى واحد مش الحكايه مفتوحه كده بدون ضوابط ولاقواعد
قال وقد ازدادت نبرة حماسه / أُصول ايه بس وقواعد ايه ماهو لو اتبعنا القواعد والأصول اللى حضرتك بتقولى عليها عمرنا ماحنوصل ولو بعد 100 سنه .. ياستى قولى ياباسط … اذا كانوا ماقدروش يصحوا الرئيس علشان ينقذوا 1400 واحد غرقوا لما غرقت العباره خافوا يصحوه والناس بتموت، يبقى فيه حد حيعرف يوصل له ويكلمه ويعرض عليه شكوته
قلت له / طيب مافيه صلاحيات أُخرى للرئيس ووظايف أخرى ياعم سيد غير كده
قال لى/ طب قوليلى ياأستاذه أنا مش عارف غير ان الرئيس بيبقى انسان عادى ولما يبقى رئيس بيتغير، يبقى هو وأسرته فوق الروؤس وحاشيته فوق الرؤوس ، واللى بيقرب منهم يبقى مرضى عنه ، واللى بيبعدوه عنهم يبقى خارج جنتهم ، طيب وأنا ليه أجيب رئيس وأديله مرتب كبير، ده غير المليارات والامتيازات اللى بياخدها هوه وأسرته ،، وحتى لما أشيله وآجى أحاكمه أتكلف ملايين علشان أنقله من المستشفى اللى بيتعالج فيها على حسابى للمحكمه اللى بتحاكمه ولما يتنقل للسجن يتكلف غير الناس المسجونه العاديه
وبعد ده كله يعاملنى كأنى مش صاحب البلد دى ، مع انى أنا وغيرى اللى بنشتغل فى البلد دى والمليارات اللى بينهبوها هى نتيجة شغلنا
قلت له/ طيب ياعم سيد وتعيينه لرئيس الوزراء والوزراء واتخازه قرار الحرب ورئاسته للسلطه التنفيذيه
قال لى / أنا مش عارف بس لازم الناس دى مايعينهاش واحد ، لازم الوزير أو رئيس الوزاره يكون بدا فى الوزاره من أول السلم زيه زى لامؤخذه الصنايعى الى بيبتدى فى الصنعه من اول السلم ، يكون عارف مشاكل الوزاره واختصاصاتها والفلوس اللى فيها وحيصرفها على ايه ، ويوصل فيها بناء على رضا الى بيشتغلوا فيها ، وبناء على مهارته ، مش يهبط غلى الوزاره ببراشوت علشان رئيس الدوله عينه ، ولاهوه عارف عن الوزاره حاجه ولاعن مشاكلها، وأول ماييجى يعرف ينشال أو يمشى على غير السياسه اللى عايزينها يتشال
قلت / منطق غريب وتفكير أغرب لكن وجهة نظر برضه ياعم سيد
قال لى / شوفى ياأستاذه احنا لما قامت الثوره مين الى حمى البلد دى لما سحبوا الأمن منها
قلت له / الشعب :احنا الى حمينا البلد ووقفنا كلنا فى لجان شعبيه قفلنا الشوارع بالمتاريس ونظمنا الأمن والمرور ونجحنا .. لكن الناس ماتقدرش تعمل كده على طول، الناس وراها أشغالها وأعمالها وحياتها والأمن ده وظيفة ناس تانين
قال لى / انا عارف انه وظيفة ناس تانيين ، لكن أنا عايز أقولك ان احنا الشعب مش عايزين وصايه من حد نقدر نشتغل ونقدر نأمن حياتنا
والى هذا الكم من الحوار توقفت مع عم سيد ولم آخذ هذا الكلام على محمل الجد فقد قلت فى نفسى أن الرجل أصابه اليأس مما حدث فى العهد السابق ومما يسمعه وهو رجل بسيط التعليم ، ربما كان عنده وجهة نظر عفويه تستحق أن يسمعها الانسان
ولكن عندما سمعت الدكتور البرادعى فى حديثه مع لميس الحديدى وهو من هو … من حيث تدرجه فى المناصب الى أن وصل الى مدير الطاقه الذريه والى جائزة نوبل وهو من له باع طويل فى المحافل الدوليه والدراسه القانونيه
ومع ذلك وجدت تشابه فى المنطقين فالدكتور البرادعى يصوغ الفكرة العفويه ( التى تبلورت عند المصرى البسيط ومنعته من الاقبال على الانتخابات الرئاسيه مثل البرلمانيه ) بطريقه علميه ، فهو يسخر من وظيفه لم توضع مواد الدستور التى تُحدد اختصاصتها ،وبالتالى لايستطيع أحد أن ينتخب رئيس بدون صلاحيات أو ينتخب رئيس طبقا لمواد الدستور القديمه الملعوب فيها لتجعل الرئيس بهذه الصلاحيات فرعون
وجدتنى أقول هى نفس الفكره ولكن الرجل البسيط توصل لها بفطرته البسيطه وبحكمة المصرى التى تظل معه طوال السنين ،صحيح انتى جايه تشتغلى ايه
مصر أشرقت
Amal abdalla
مصر أشرقت
انتخابات الرئاسة
انتى جايه تشتغلى ايه
اضيف بتاريخ: Tuesday, June 12th, 2012 في 01:06
كلمات جريدة احداث: احداث, انتخابات, مصر, مصر اشرقت
أنا قلت نفس الجملة لقناة الجزيرة قبل الانتخابات لو مرسى نجح فى ظل الحكم العسكرى هايكون مجرد من كل الصلاحيات وهايبقى زى عادل خيرى مع مارى منيب ( انت بتشتغلى ايه)