ابتسمت الإعلامية المتميزة في قناة “دريم” جيهان منصور. وهي تعلن لمشاهدي برنامجها. ان ثوار الفيوم لم يحرقوا المقر الانتخابي لحملة الفريق شفيق.. وانما احرقوا محتوياته فقط!. وحرصوا علي ان يكون الحريق خارج المقر.. ومنعوا سيارات المطافيء من أداء عملها حتي يتم احراق جميع المحتويات.
ويبدو ان المعلومات التي وصلت المذيعة. لم تتضمن ان جميع الأجهزة والمفروشات قد نهبت.. وان المهاجمين الذين لا ينتمون للثورة بالقطع اشتبكوا في معركة بالسلاح الأبيض علي اقتسام الغنائم!
وفي كل الأحوال نفت جماعة الإخوان علاقتها بالحريق. كما أصدرت بيانات عديدة من جانب الذين اشتركوا في المظاهرة تنفي علاقتهم بالجريمة. كما ان حريق المقر الانتخابي لأحد المرشحين ليس اخطر الحرائق انما الاحتقان الطائفي هو الخطر الأكبر القابل للاشتعال في أي لحظة. وان تأثيره ربما يمتد سنوات طويلة بعد الانتخابات.
يساهم السلفيون في الدعاية لمرشح الجماعة. وينشطون في القري والعزب والكفور. يعتلون منابر المساجد غير التابعة لوزارة الأوقاف.. ويقدمون خدمات عينية سواء بذبح العجول والبيع بأسعار تقل عن المعتاد.. أو توفير بعض السلع مثل “المكرونة والعدس” وغيرهما باسعار أرخص.
ويقدم هؤلاء المعركة الانتخابية علي انهاء اختيار بين الاسلام والكفر.
الفصيل الثاني لحملة الجماعة يتمثل في نواب مجلسي الشعب والشوري سواء من الاخوان أو أعضاء حزب الجماعة الذين فازوا علي قائمته.. وهؤلاء يسرفون في تقديم الوعود بحل كل المشاكل عندما يصل مرشحهم الي كرسي الرئاسة.. ويشكلون الحكومة ولا يخلو خطاب النواب من النبرة الطائفية.
أما الفصيل الذي يمثل المدفعية الثقيلة في حملة الجماعة. فيتمثل في ائمة مساجد الأوقاف.. الذين أصدروا بيانا لتأييد مرشح الإخوان يتحدث عن الدولة الدينية والمدنية. وتعبر الملصقات في شوارع الفيوم عن مبايعة علماء الدين لمرشح الجماعة.. والأخطر ان جميع مساجد الفيوم تستخدم للدعاية المباشرة.. وتعلق الملصقات علي جوانبها دون اعتبار للقوانين التي تنظم الدعاية.
عقب صلاة الجمعة بمسجد المنتزه.. تم توزيع منشور يتحدث عن الصفقة بين شفيق و”النصاري”! يتم بموجبها احلال آيات الانجيل بدلا من آيات القرآن في المقررات الدراسية.
وقد تصدي المصلون لمن يقوم بتوزيع المنشورات بان هذا كذب لا يتفق مع تعاليم الاسلام.
القي الشيخ جمعة عبدالفتاح إمام مسجد الشبان المسلمين خطبة الجمعة. وصف شفيق بانه خير خلف لخير سلف. مطالبا بمساندة مرشح الجماعة الذي سيطبق الشريعة الاسلامية.
* في مسجد أم المؤمنين بحي الجامعة.. دعا الأمام لتأييد مرشح الجماعة.. وطالبه المصلون بالامتناع عن الدعاية لأحد المرشحين.. فقام بالتعجيل بالصلاة.
* في مسجد الشيخ وعيد بمدينة سنورس.. ادي أمام المسجد “صلاة القنوت” ليحمي مرشح الاخوان من الكوارث.
أصدر لائمة مطبوعة بعنوان “قارن وحكم ضميرك” ترصد مزايا المرشح الاسلامي ونواقص المرشح المدني. وعلقوا ملصقات علي جدران المساجد للدعوة لخمس وقفات احتجاجية أمام خمسة مساجد كبري في المحافظة. تحت عنوان “لصالح مصر”.. يدعون فيها لتأييد مرشح الجماعة.
ويبدو ان ائمة الأوقاف قرروا الخروج عن طوع وزارتهم بعد ان تأكدوا ان الجماعة ستشكل الحكومة الجديدة وان الوزير الجديد سيكون من بينهم.
وقد اطلعني زميلي محمد الفل مدير مكتب الجمهورية بالفيوم.. والذي لا يشكك أحد في نزاهته.. أو تدينه بأن الجماعة اختارت اللعب علي وتر الدين في الدعاية الانتخابية.. وتم تقسيم المجتمع الفيومي الي متدينين وغير متدينين وأصبحت اللحية والجلباب جواز المرور لتخليص المصالح.. والتعامل يتم علي أساس المظهر.. لا الجوهر.
في الثامنة من مساء أمس احتشد العشرات من الشباب المنتمي للتيارات الثورية في ميدان فاروق. يعبرون عن رفضهم للاحكام القضائية التي صدرت ضد مبارك وأعوانه. لأنها لم تكن تتناسب مع الجرائم التي ارتكبوها. وطالبوا باعادة المحاكمة.. وتصاعدت هتافاتهم ضد جماعة الإخوان.
بعد حوالي ساعة تحركت مظاهرة اخوانية حاشدة تجاه الميدان. واجبروا المظاهرة الأولي علي وقف الهتاف المعادي للجماعة.. وحدثت مشادات عنيفة بين الطرفين. حاول الثوريون الانفصال وحدهم في ركن من الميدان.. ولكنهم فشلوا.
تحركت المظاهرة تجاه مديرية الأمن.. لم تتوقف أمامها سوي دقائق معدودة.. ثم اتجهت نحو مقر حملة المرشح أحمد شفيق.. وقبل ان يصلوا غادر المقر المهندس عزت شيبة.. المسئول عن الحملة الانتخابية للمرشح شفيق.. توقفت المظاهرة أمام مقر الحملة تردد الهتافات ضد شفيق.. وقام بعض المتظاهرين باقتحام المقر.. واحراق الملصقات.. والاستيلاء علي المحتويات.
بينما كان اللواء أحمد فتحي مساعد مدير أمن الفيوم يتابع المظاهرة دون ان يتدخل.. وتم رصد خمسة أشخاص من الذين شاركوا في الاقتحام.. وقدم المواطنون للواء صلاح العزيزي مدير أمن الفيوم مقاطع فيديو وصورا للجناة.
رياض سيف النصر
انتخابات الرئاسة
الانتخابات ولعت في الفيوم بكبريت الطائفية
اضيف بتاريخ: Thursday, June 7th, 2012 في 14:50
كلمات جريدة احداث: احداث, الفيوم, انتخابات, انتخابات الرئاسة, مصر