لست مع من يستبقون الأحداث بقولهم إن جاء فلان أو علان إلي سدة الحكم تكون الانتخابات الرئاسية قد تم تزويرها لصالح هذا أو ذاك.. فيكون حكمنا مسبقاً بأن الانتخابات سيتم تزويرها. وهذا ما لا أميل إليه علي الإطلاق لأسباب عديدة منها أن القائم علي العملية الانتخابية وهو المجلس العسكري قد أكد مراراً وتكراراً وقوفه علي مسافة واحدة من كل المرشحين. كما أنه أحجم تماماً عن الدفع بمرشح يحمل لواءه أو ينتسب إليه مع أن الأمر كان يقتضي منه ذلك رداً علي أصحاب نظرية “الخروج الآمن” للمجلس العسكري.. هذا المصطلح الأعمي الذي لا أقبله ومن العيب علينا إصطلاحه علي قواتنا المسلحة ..وبرغم شعبية المجلس العسكري الجارفة التي لا ينكرها إلا جاحد والتي كان سيحظي بها مرشحه. آثر المجلس عدم الدفع بمرشح له.. أيضاً لقد تمت الانتخابات التشريعية علي درجة عالية من النزاهة والشفافية لم يسبق لها مثيل. فخرجت نتائجها معبرة تعبيراً حقيقياً عن إرادة الناخبين ولم تشهد أي تزوير في أي من مراحلها بشهادتنا نحن المصريين وبشهادة العالم كله بل وبشهادة من لم ينجحوا فيها»فلم تعد تتبدل صناديق الاقتراع بأخري جاهزة ومعدة سلفاً ولم يعد الموتي يصوتون كما كان يحدث إبان النظام البائد علي مرأي ومسمع منا.. أيضاً لقد وافقت لجنة الانتخابات الرئاسية علي جميع أنواع المراقبة الشعبية للعملية الانتخابية من أولها إلي آخرها عندما سمحت للمنظمات الحقوقية المصرية والدولية بمتابعة الانتخابات مما يستحيل معه تزويرها بأي حال من الأحوال.. كل ذلك ينفي دون أدني شك تلك المزاعم التي تتردد عن تزوير الانتخابات.
* أيضاً هناك شائعة سرت بقوة في الفترة الماضية بأن المجلس العسكري لن يفي بوعده ويقوم بتسليم السلطة إلي رئيس مدني منتخب وفق الجدول الزمني الذي ألزم نفسه به وسيقوم بالاستيلاء علي السلطة وإعلان الأحكام العرفية فيما هو أشبه بانقلاب عسكري.. أقول لمرددي تلك الترهات :هذا لن يحدث علي الإطلاق .ذلك لأن المجلس العسكري كما يعلن دائماً ليس طالب سلطة بل وضعته الظروف الصعبة في هذا المأزق علي غير إرادته فعمل ومازال يعمل بقوة وعزم شديدين للمرور بسفينة الوطن عبر تلك الأمواج الهادرة إلي بر الأمان.. وكان من الممكن أن تظهر بوادر لتلك الأطماع في أي وقت لكن ذلك لم يحدث.. أنا لست أدافع عن المجلس العسكري لأنه ليس موضع اتهام من الأساس بل أقر حقائق مؤكدة علي أرض الواقع.. والمجلس العسكري ليس مسئولاً عمن يسيئون الظن به ويؤلفون سيناريوهات لا أساس لها. فأفعاله تؤكد أنه ملتزم كلياً بما أقره علي نفسه »ففي خلال أربع وعشرين ساعة وافق علي قانون عزل الفلول الذي أقره البرلمان باعتراف رئيسه نفسه الدكتور الكتاتني نزولاً علي رغبة الشعب المتمثلة في برلمانه.. كل ذلك يؤكد يقيناً أن المجلس العسكري في طريقه لتسليم السلطة إلي رئيس منتخب انتخاباً حراً ونزيهاً.
أخيراً أقول لأولئك وهؤلاء المدعين اتقوا الله في مصرنا الغالية التي تتوجع وتئن من تصرفات أبنائها وأفعالهم.ارحمونا يرحمكم الرحيم من كل تلك المزاعم التي تزعزع أمن واستقرار البلاد في فترة عصيبة من تاريخها .وتعود بنا إلي أول السطر من جديد وهذا ما لا نرجوه أو نتمناه لوطننا
عواد سالم
انتخابات الرئاسة
تزوير الانتخابات أو الانقلاب العسكري
اضيف بتاريخ: Tuesday, May 1st, 2012 في 13:55
كلمات جريدة احداث: احداث, انتخابات, مصر
لا فض فوك أخي الكريم الأستاذ عواد سالم على هذا المقال الشيق والحق ولا أختلف معك في هذا المقال في موضع من مواضعه ولكن من يقرأ ومن يسمع لو أن السادة الإعلاميين سألوا أنفسهم لمصلحة من يسيئون إلى مناصبهم الإعلامية وكلمات الإثارة والتشكيك ومنهم من الشعب المصري من يثق بهم ويتحدث بما يقولوه كأنه واقع ولكن مصر بخير مادام فيها من مثلك حفظ الله مصر من كل مكروه