أرجو ألا يغتر السيد عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق بأن التفاف عدة آلاف من مؤيديه حوله وجمع 40 أو 50 ألف توقيع لترشيحه لرئاسة الجمهورية يعني وجود تيار شعبي كبير سيدفعه إلى كرسي الرئاسة.
المعارك الانتخابية يا سيادة النائب السابق غرورة وخادعة. ولا يستطيع الإنسان أن يضمن نفسه فيها. فما بالك بضمان الآخرين؟!.. وأنت شخصيا محسوب على نظام الرئيس السابق حسني مبارك الذي ثار الشعب لإسقاطه. حتي لو لم تؤخذ عليك أية مآخذ تقلل من قدرك أو تدين تصرفاتك لكن يكفي أن مبارك عندما لم يستطع مقاومة الضغوط الشعبية لاسقاطه لم يجد أحدا يحتمي خلفه سواك فعينك نائبا له.
أضف إلى ذلك أنك لم تحقق انجازا بالنسبة لملف القضية الفلسطينية الذي أوكل إليك لا من حيث توحيد الفصائل الفلسطينية المختلفة لتكون صوتا واحدا في مواجهة العدو الإسرائيلي ولا من حيث تحقيق أي تقدم في القضية الفلسطينية ذاتها. فاستمرت إسرائيل في بناء المستوطنات على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. وبناء الجدار العازل. وضرب قطاع غزة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة وعزله عن العالم وفرض حصار شديد عليه.
لقد استشعرت كل الفصائل والأطياف السياسية أن ترشحك لمنصب الرئيس يعني إعادة استنساخ نظام مبارك وإجهاض الثورة وكأنها لم تقم. وسوف تذهب دماء شهدائها سدي.
ودعني انقل إليك ردود أفعال القوي السياسية الغاضبة والثائرة على ترشحك لتعرف مدي رفضها لك لعلك تتخذ القرار الذي يناسبك ويحفظ لك بقية من القدر والاحترام في نفوس الآخرين.. فماذا قالوا:
الدكتور محمد سليم العوا المرشح للرئاسة قال: لو وقف عمر سليمان على رأسه فلن يصبح رئيسا.. وسوف أقدمه للمحاكمة إذا توليت أنا منصب الرئيس.
المهندس خيرت الشاطر إذا فاز عمر سليمان فإن الإخوان سينزلون إلى الشارع لأنهم يرفضون إعادة النظام البائد. ويعتبرون ترشيح سليمان إهانة للثورة.. ولا يمكن أن تستمر دولة الظلم.
الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح المرشح للرئاسة قال إن ترشيح أعوان النظام السابق يعد “فجورا” وخطة شيطانية.. والشعوب التي ثارت لن تستسلم مرة أخري وقادرة على تقديم شهداء جدد من أجل ردعهم.
في الإسكندرية ندد نشطاء وممثلون عن القوي الثورية بإقدام سليمان على الترشح للرئاسة وتعهدوا باسقاطه في الانتخابات والتصدي لمحاولة إعادة النظام السابق من جديد.
وفي القاهرة أعلن نشطاء وشباب الحركات السياسية عن تنظيم مظاهرات مليونية بالقاهرة والميادين الرئيسية في الإسكندرية ومدن القناة والمنيا يوم الجمعة 20 أبريل الحالي تحت شعار “الثورة لم تمت” لمنع أعضاء ورموز النظام السابق من الترشح لانتخابات الرئاسة.
اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية أكدت استعدادها لتطبيق قانون استبعاد الفلول إذا أقره مجلس الشعب. بعد أن وافقت لجنة الاقتراحات والشكاوي عليه.
هذه نماذج من ردود الأفعال الغاضبة لترشيح السيد عمر سليمان نفسه لانتخابات الرئاسة والرافضة لهذا الترشيح.
والسؤال الآن: كيف ينظر السيد عمر سليمان لردود الأفعال هذه؟! وهل هو مطمئن وواثق أن هناك مدا شعبيا سوف يحمله إلى الكرسي الرئاسي؟!
وسؤال آخر: هل الأكرم للإنسان -إذا لم يكن واثقا من النجاح- أن يتراجع ويتنازل؟ أم يستمر حتي ولو كانت النتيجة غير مضمونة وممكن أن يفشل؟!
هذه الأسئلة يمكن أن يجيب عنها السيد عمر سليمان الذي أكد أكثر من مرة أنه لن يترشح. ثم عدل في آخر لحظة ورشح نفسه!
محمد فودة
انتخابات الرئاسة
عمر سليمان : التراجع والتنازل أم الفشل والسقوط
اضيف بتاريخ: Monday, April 16th, 2012 في 18:04
كلمات جريدة احداث: احداث, انتخابات, مصر