“الشعب صانع حكامه وطغاته” وهناك حاكم يصنع شعبه وفي مصر المحروسة عاشت كل التجارب في “غفلات” من الزمن وكأن مصر بين الزمن أو الأزمنة وحكامه عاشت في حالة من السخرية “والساركزم” عاشت في حالة مسرحية “فودفولية” أو “فانتازيا” فنهش كبدها لحل حكامها سواء من الذين احتلوها أو الذين تعاقبوا علي حكمها من الغزاة ولم يحكم مصر من ابنائها. أما ملوك الفراعنة أو رؤساء ثورة يوليو وما بعدها حتي الآن.. “ملوك مصر” زمن مصر القديمة الفرعونية لم يكونوا طغاة ولا ظلامين للعباد.. والتاريخ دائماً يؤرخ من مصر أم الحضارات وفي كل شييء. وكما قلنا سابقاً. “مصر الأول” في كل؟ في كونها صاحبة أول حكومة علي وجه الدنيا “وصاحبة الأول” في العلوم والفنون والعمارة والنحت والطب والهندسة وأول من آمن بالإله “الواحد الأحد” في زمن أخناتون. من هنا يتأكد للعالم ان مصر هي التي صدرت الحياة للكون. هي التي صدرت النور للعالم. هي التي صدرت المعرفة للعالمين. وما بين صناعة الحاكم لشعبه. وصناعة الشعب لحاكمه عاشت مصر في ظلام دامس وقهر متوارث. وتوقف التاريخ الأبيض بعد إنتهاء حكم الأسرات الفرعونية لتعيش مصر رهن الغزوات والأطماع فحكمها غير أبنائها من أجناس الأرض من طغاة العالم. الرومان. ثم العثمانيون. والمماليك. ثم حكم الفرنجة. ثم الاحتلال الانجليزي وكان قدر كل المصريين ان يعيشوا في حالة كفاح مستمر. لا يتوقف ليلاً أو نهاراً في مناهضته. حتي قيام ثورة يوليو بكل محاسنها وبكل سيئاتها. وعشنا زمن حكم العسكر وويلاته ورغم ان الحكام العسكر هم بشر من المصريين إلا هؤلاء العسكر حولوا السواد الأعظم من الشعب المصري الي “عبيد” وحتي جاء الزمن الأغبر. زمن المخلوع الذي أكل الأخضر واليابس وانقض هو وزبانيته علي كل شيء في مصر وبدلاً من مكانتها العالية الشامخة وضع رأسها في الطين وجعلها “أفقر” بلاد الدنيا وجعلها أيضاً في ذيل الخريطة العالمية في كل شيء. نهب خيراتها وسلم عرضها للقاصي والداني واستسلم الشعب وكان ضيعه حاكمه الظالم وشيدت له التماثيل والأصنام وكان “الأوحد” وتحول من حاكم مصر الي مالك مصر. يفعل ما يريد ودون حراك واستسلمت كل الأجيال لطاغيته ولأنه من “بيئة واطية” زاد من طغيانه ولم يتحرك أحد. بل صنع نوعا جديدا من الطغاة من حواريه وأجنحته الفاسدة وإنهارت الدولة وضاعت هيبتها بين بلدان العالم ولم يكن أمام الشعب إلا ان يعيش علي سيرة الأجداد من زمن مصر الفرعونية وتعددت الأنظمة والتيارات السياسية والتيارات الدينية وتحولت “مصر العظيمة” الي كعكة يريد كل فصيل ان يلتهما فأصبحت كدمية لغانية يسعي الجميع لنهش جسدها في ليالي الظلمة الحالكة وتحول حزب الأغلبية الذي لم يتعلم من دروس الماضي واصابته حالة من الجنون ويريد ان يأخذ كل شيء وهنا “مربط الفرس”.. هل سيقع الشعب في ذات الفخ؟!!.. لقد فعلوا ما فعلوا وحصلوا علي الأغلبية البرلمانية واليوم انكشف أمرهم وحالة الهياج السياسي الذي يعيشونه من أجل الانقضاض علي منصب رئيس الجمهورية. بعد الانقضاض الأول علي مجلسي الشعب والشوري. ثم اللجنة الدستورية. انهم يريدون الاستيلاء علي كل شيء وبصورة فردية وبدون مشاركة أحد ليعود من جديد حكم الفرد الواحد والعودة للظلام من جديد وكل هذا تحت ستار الدين. في حين ان الدين مصدره الأوحد الوحيد هو الأزهر الشريف وليس هم وهم “……” والسؤال هل سيمكنهم الشعب من الحكم والسلطة الجائرة تحت زعم الشريعة والدين!!..
ظل: “الشعب المصري” في إمتحان حقيقي لإختيار حاكمه. يصنع حاكمه ولا يصنعه حاكمه. فهل حان الوقت لصناعة الحاكم “لا تصنيمه” وجعله تمثالا يعبد؟!!.. نور: إذا جاء “حاكم مستبد” سيكون إختيار الشعب وعليه ان يواصل ميراث الظلم والقهر!!..
حسن سعد
انتخابات الرئاسة
المصريون وصناعة حاكمهم
اضيف بتاريخ: Sunday, April 15th, 2012 في 03:21
كلمات جريدة احداث: احداث, انتخابات, مصر