سألني أحد الشباب الثائر: لمن ستعطي صوتك في انتخابات الرئاسة؟ ومن هو الشخص الذي تراه مناسباً لحكم مصر خلال المرحلة القادمة؟ قلت له: لم أستقر علي مرشح حتي الآن حيث لم أستمع إلي برامجهم الانتخابية والي كيفية تعامل كل شخص فيهم مع هموم وأزمات ومشاكل مصر.. وان كنت أميل إلي اختيار شخصية قوية حازمة تعيد للدولة هيبتها وتوازنها داخلياً وخارجيا بعد ان شاعت الفوضي في كل مكان وضاعت هيبة كل أجهزة الدولة وتجرأ الكثيرون علي كل السلطات.
عاد الشاب الثائر “إسلام” ليسألني: ومن هو الشخص القادر علي اعادة الانضباط إلي الشارع المصري من وجهة نظرك؟ قلت له: من بين المرشحين هناك أكثر من شخص يستطيع ان يفعل ذلك لو ساندته أجهزة الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية ووقف إلي جانبه الشعب بكل فئاته والاعلام بكل أدواته.. ربما يكون عمر سليما أو أحمد شفيق أو عمرو موسي أو خيرت الشاطر بعد ان استمع اليه وأقف علي فكره وبرنامجه الانتخابي.
ردّ عليّ اسلام بعد ان انتابته حالة من الهلع: يا نهار اسود: عمر سليمان تاني.. هذا الرجل لو وصل إلي كرسي الرئيس فسوف يدخل نصف الشعب المصري السجون!!
هدأت من روع اسلام وهو شاب وطني مؤمن بالثورة وحريص علي تحقيق انجازاتها وقلت له: لا يستطيع أحد علي ظهر الأرض ان يفعل ذلك الآن مع الشعب المصري الذي كسر حاجز الخوف ولم يعد يخشي أحداً.. الشعب المصري الذي قهر نظام بوليسي مثل نظام حسني مبارك خلال 18 يوماً لن يستطيع أحد ان يقهره فقد عرف طريق الحرية وكيفية الاطاحة بأي رئيس في أسرع وقت دون إراقة دماء.. سجون مصر- يا اسلام- لن تستقبل خلال الايام والسنوات القادمة سوي المجرمين الحقيقيين الذين نهبوا ثروات وخيرات الوطن وقتلوا وسرقوا وتاجروا في المخدرات.. أما الشرفاء الأحرار أصحاب المواقف السياسية الوطنية الذين يريدون تخليص الوطن من الفساد وتحرير البلاد من الفاسدين فلن يكون لهم مكان داخل السجون.
مشاعر الخوف التي تنتاب هذا الشاب الوطني وكثيرا من شباب الثورة الآن من مرشح مثل عمر سليمان هي مشاعر تنشرها وتروج لها القوي الطامعة في منصب الرئيس.. وهذه القوي سواء أكانت اسلامية أو ليبرالية لا تعرف معني الديمقراطية وتريد ان تفرض وصاية علي الشعب المصري وتصادر حقه في اختيار رئيسه وتتعامل مع هذا الشعب علي انه مازال في حاجة إلي تربية سياسية وأخلاقية ويحتاج إلي من يرشده ويأخذ بيده ليختار رئيسه.
هؤلاء الذين يحاولون فرض وصايتهم علي الشعب المصري لا يدركون ان هذا الشعب هو أذكي شعوب الأرض فهو الذي وقف مع الثورة والثوار حتي تحققت المعجزة في أيام عديدة.. هو الذي أطاح بالنظام الفاسد.. وهو الذي منح أنصار التيار الاسلامي فرصة تاريخية وحملهم إلي مجلسي الشعب والشوري.. وجعل القرار التشريعي في أيديهم بعد ان أصبحوا أغلبية.
لكن هذا الشعب الواعي بدأ ينصرف عن الاسلاميين بعد السقطات التي وقع فيها بعضهم والكذب الفاضح الذي مارسته عناصر قيادية منهم. وبعد ان أكدوا بالقول والفعل انهم طلاب سلطة وأنهم يغيرون مواقفهم ويتخلون عن وعودهم ويتلونون كما كان يفعل أعضاء الحزب الوطني المنهار.
الشعب المصري أعطي لأنصار التيار الاسلامي فرصة تاريخية لاعتلاء عرش مصر وتنفيذ مشروعهم الاسلامي فجعلهم أغلبية في البرلمان وتحمس لأن يكون الرئيس منهم.. لكنهم لم يستغلوا هذه الفرصة جيداً ولم يوحدوا مواقفهم. ولم يرتقوا إلي مستوي المسئولية ولم يؤكد نوابهم داخل مجلسي الشعب والشوري انهم يد واحدة ضد كل من يعبث بالوطن.
الشعب المصري أعطي للاسلاميين فرصة لم يحلموا بها. لكنهم لم يحسنوا التعامل مع هذا الشعب الغاضب والساخط علي حالة الفوضي التي تعيشها البلاد فقد انشغل أنصار هذا التيار بأمور تافهة وظهر من خلال كلمات ومطالب أعضائه داخل البرلمان رغبتهم في تصفية حسابات مع الشرطة والجيش والقضاء ومجلس الوزراء وغير ذلك من أجهزة الدولة المهترئة التي تعيش حالة غير مسبوقة من الضعف والهوان تفرض علي نواب الشعب مساندتها ودعمها حتي تقوي علي مواجهة ما تبقي من الفاسدين الطلقاء وملاحقة قوافل البلطجية وقطاع الطرق الذين أشاعوا الفوضي ونشروا الخوف في كل أرجاء مصر.
السقطات التي وقع فيها بعض أنصار التيار الاسلامي وأكاذيبهم وفضائحهم أضعفت الثقة فيهم.. ودفعت كثيراً من المصريين إلي مطالبة الشعب بتصحيح المسار في انتخابات الرئاسة وهذا سر ترحيب البعض بترشح عمر سليمان وأحمد شفيق رغم أنهما من رائحة النظام الفاسد. لكن البدائل الاخري غير مقنعة حتي الآن لكثير من المصريين.
الآن.. الشعب المصري يجب ان يقول كلمته بكل حرية وبدون وصاية من أحد. وبعيدا عن حملات التشويه والتضليل التي يمارسها الطامعون في اعتلاء عرش مصر.
الآن.. يجب ان يصمت الكاذبون والمنافقون والذين في قلوبهم مرض عن ترديد أكاذيبهم ويتركوا الشعب المصري يختار رئيسه بأسلوب ديمقراطي حر بعيدا عن حملات التضليل وتشويه الحقائق.
الآن.. يجب علي المتنافسين علي المنصب الكبير ان يرتقوا إلي مستوي المسؤولية ولا يهبطوا إلي مستويات متدنية من الدعاية الانتخابية الرخيصة التي تحاول النيل من أقدار الناس دون وجه حق.
الآن.. الشعب المصري سيقول كلمته وسيعبر عن غضبه وسخطه من حالة الفوضي التي تعيشها البلاد منذ قيام الثورة.. وسيختار الرئيس القادر علي إعادة النظام والانضباط وكلمة الشعب المصري يجب ان تحترم سواء أكانت في صف الشاطر أو عمر سليمان.
تحاسبون التيار الدينى على ثلاثة اشهر فى البرلمان اللى هو سلطة تشريع وليس تنفيذ ياخى اتقى الله كى تحاسبنى يجب ان اكون مسئولا وقى يدى سلطة اتخاذ القرار والفعل لا ان تكون يدى مغلولة لكن ده مش ذنبك هو الحزب الوطنى الفاسد اللى صور للناس البسطاء ان عضو مجلس الشعب فى يده يدخل الكهرباء لهذا ويعين ابن هذاارجو ان تقرا الفصل بين السلطات مش تقول انهم اخذوا فرصة تاريخية بلا سلطات