يبدو أن هناك بريقاً لكرسي الرئاسة لا نعلمه لدرجة أن تصل المعركة السياسية في سبيل الوصول اليه لهذه الدرجة من السخونة بل وصل الأمر الي تبادل الاتهامات والتخوين وتناول الأعراض ونحن مازلنا في البداية فالأمر قانونا مجرد ترشيح أشخاص ومازال باقيا تنقيح هؤلاء المرشحين واستبعاد من لا تنطبق عليه الشروط بعد فترة من الطعون التي بدأت مبكرا قبل فتح الباب.
ورموز النظام السابق يعلمون جيدا بريق كرسي الرئاسة لدرجة أن يصر أحمد شفيق وزير الطيران المدني ورئيس الوزراء في عهد مبارك المخلوع وعمر سليمان رئيس جهاز المخابرات ونائب رئيس الجمهورية السابق علي الترشح علي منصب رئيس الجمهورية في تحد كبير للمصريين وللثورة المصرية.. سألت نفسي ما الذي يدفع شخصاً كعمر سليمان متواريا عن الأنظار للمغامرة والقاء نفسه أمام فوهة الشعب مرة أخري؟ ألا يكفيه أن ملفاته مع النظام السابق لم تفتح؟ لكن يبدو أن بريق الكرسي لا يقاوم ولا تقولوا لي أن الدكتور توفيق عكاشة هو الذي أقنع سليمان أن مصر في أمس الحاجة اليه وأنه الوحيد الذي سينقل الوطن من هذه العثرة التي يتعرض لها وأن الرجل من طيبة قلبه وحسه الوطني العالي قبل تولي هذا الحمل الثقيل.
ورغم أن ترشح عمر سليمان أصاب العديد من القوي السياسية بالخوف من مؤامرة تحاك بليل لتوجيه ضربة قاتلة للثورة ورموزها الا أنني علي المستوي الشخصي سعيد جدا بهذا الترشح الذي جمع كل القوي الوطنية المتناحرة – علي لقمة سياسية لا قيمة لها أحيانا- علي ضرورة التصدي لنظام ظالم.. فاسد.. يصر بقوة علي العودة مرة أخري كما أفرز هذا الترشح بوادر صحوة شعبية بعد أن بات من المؤكد وجود تربص واضح بالمنجزات بالغة الضآلة التي حققتها الثورة ومحاولة وأد لأحلام ينتظرها الملايين.وشاهدت بنفسي في البرلمان تلاحم التيارات الاسلامية والليبرالية واليسارية لمواجهة هذا الخطر الداهم فقد جلس عمرو حمزاوي ومارجريت عازر وعصام سلطان ومعهم ثلة من أعضاء حزب النور ليصيغوا التعديل التشريعي الذي قدمه سلطان لمنع ترشح امثال شفيق وسليمان علي منصب الرئاسة وتعديل ما به من عوار قانوني قد يفتح الباب للطعن عليه في مشهد بالغ الروعة.. الجميع أكتافهم بأكتاف بعض ولسانهم واحد وخطابهم واحد.
محمد عبد الجليل
انتخابات الرئاسة
معركة البقاء بدأت
اضيف بتاريخ: Wednesday, April 11th, 2012 في 17:39
كلمات جريدة احداث: احداث, انتخابات, مصر