إسرائيل تهدد الأمن المصري بصراحة لأول مرة منذ سنوات طويلة ردا على ما أسمته.. إطلاق للصواريخ من سيناء.. وسيادة المرشحين للرئاسة خاصة الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل يحشدون الأنصار لتحدي القانون ويستعرض بهم العضلات لإحراق مصر والإخوان مشغولون بقضيتهم لإسقاط الحكومة.. والحكومة تتخبط يميناً وشمالاً بين نار الاعتصامات والاحتجاجات والمطالب ونقص السيولة وتوقف الإنتاج الصادرات حتى القروض الأجنبية تجمدت.. فهل هذه هي الثورة التي نريدها والحرية التي نتطلع إليها والديمقراطية التي نأمل للوصول إليها يا شعب مصر؟!.
فالقانون الذي نعاني جميعا من عدم تفعيله هذه الأيام بحجة أن البلد في ثورة وأن الأمر لا يتطلب إثارة الناس وتركهم يفسدون حتى يأتي رئيس جمهورية فيطبقه.. مهدد بالتجميد الطويل.. فإن كنا رضينا بهذا المنطق حتى إن كانت النتيجة سرقة سيارتك بالإكراه أو قطع الطريق عليك أو قيام مالك المنزل الذي تقيم فيه ببناء أدوار متعددة لا يتحملها جدرانه ليهدد حياتك وأسرتك غير ذلك من تجاوزات فلا يمكن أن نرضي باستمرار هذا الوضع للأبد .. لكن إن كان رئيس الجمهورية نفسه سيأتي على أنف القانون ومتجاوزنا لبنوده مستغلا أنصاراً أو مؤيدين أنصار لارغام الدولة على كسر القانون وتجاوزه فهل سيصاحبه إصلاح أو تنمية وتقدم وهل سيطبق سيادة الرئيس المخالف القانون ويساوي الجميع أمامه وهل سنعيش أحرار وتكون هناك ثقة في صناديق الانتخاب أم سنكرر ما فعله الحزب الوطني ومبارك وأنصاره.
بالتأكيد سنكون قد خلعنا مبارك ووضعنا آخر بنفس مواصفاته بل يمكن أن يكون اسواء بكثير مفتقدا لحكمة مبارك وعبقريته التي تغني بها أنصاره عشرات السنين ويأتي بحكمة وعبقرية خاصة ولن تتغير مصر يوما ولذلك على السادة المرشحين لرئاسة الجمهورية أن يقدموا المثل والقدوة وفي مقدمتهم الشيخ أبوإسماعيل الذي كنا نحبه ونراهن عليه حتى شاهدنا أنصاره يهتفون ويسبون ويشتمون في مسيرتهم الجمعة في مشهد إعادة صورة بلطجية الحزب الوطني للأذهان.. على هؤلاء أن يكونوا المثل في احترام القانون وأن يعلن من لا تتوافر فيه شروط الترشح الاعتذار للشعب والانضمام لصفوف المخلصين دون السعي وراء السلطة.
ووسط هذا التخبط والتغيب المصري وارتفاع حرارة الحوار بين فئاته حول جنسية أم الشيخ حازم صلاح ابو اسماعيل ويهودية أخو عمرو موسى وبركان خيرت الشاطر وتراجع عمر سليمان المؤلم لملايين المصريين أصبح الأمن القومي مهدداً تماما خاصة من إسرائيل التي هددت واستعرض رئيس أركان جيشها عضلات قواته عندما قال جانتس إن الجيش الإسرائيلي على استعداد لمواجهة التحديات وتحقيق الحسم السريع في أي مواجهة مستقبلية والكلام بالطبع تعليقا على أحداث صواريخ إيلات التي زعمت بلاده اطلاقها من الأراضي المصرية في سيناء.
فهل يا شعب مصر تمر هذه التصريحات مرور الكرام ونستهين بها أم نقابلها بالحناجر والأفواه والشعارات لنجد أنفسنا في مأزق كبير أم نعمل سريعا لإعادة الاستقرار لبلدنا الحبيب حتى نتفرغ لما هو أكبر ونترك اختيار سيادة الرئيس للقانون وصناديق الانتخاب دون أن يكون في نفوسنا تحيز وعصبية لأحد وعلى قواتنا المسلحة ألا تترك هذا الأمر وان كان لدينا قصور فلنعمل سريعا لتجاوزه ولنعيد مجدنا ومعامل أبحاثنا ومصانعنا لتعمل من جديد حتى لا نسمع من هذا الشخص أو أمثاله ما يهين كرامة شعبنا العظيم.
محمد تعلب
انتخابات الرئاسة
القانون وأولاد حازم أبوإسماعيل وتهديدات إسرائيل
اضيف بتاريخ: Sunday, April 8th, 2012 في 10:45
كلمات جريدة احداث: احداث, انتخابات, مصر