فتح باب الترشح لشغل منصب رئيس الجمهورية علي مصراعيه دون ضوابط أو تقديم برنامج انتخابي علمي مدروس لكل مرشح للعمل علي تنفيذه علي أرض الواقع. لكن المثير للدهشة زيادة عدد المرشحين حتي قارب علي الألف وفي غضون الأيام القادمة سيزداد إلي أن يتم غلق باب الترشح.. الأمر الذي يدعو إلي اعادة نظر للوقوف علي عدد معين تنطبق فيه الشروط والمواصفات للرئيس القادم ويختار الشعب من يختاره. فلم يحدث في تاريخ مصر ولا في العالم أجمع أن تقدم لهذا المنصب الرفيع هذا العدد الهائل.
فالتشكيلة الغريبة التي تقدمت من كل أطياف المجتمع والطامعين في المنصب شئ طبيعي بعد الثورة بعدما كانت هناك قيود للحريات وضغوط بجميع أشكالها وحرمان من المشاركة السياسية التي كان يعاني منها البعض.
والسؤال الذي يطرح نفسه علي الساحة: هل هذه التشكيلة الغريبة فكرت وتدبرت واجبات هذا المنصب ومدي ما تتحمله من مسئوليات جسام. أم هي مؤامرة لتفتيت الأصوات أم للوجاهة والمنظرة أم العشوائية والانطلاق بالأمور دون التقيد بدستور يحدد المعايير لمنصب الرئاسة.
طبعا لو وضعت المعايير مسبقا ما وقعنا في هذا الحرج وهذا البلاء الذي نقع فيه حيث توسدت الأمور إلي غير أهلها. فمن حق كل مواطن ان يشارك في الحياة السياسية لكن ليس من حقه التقدم لمنصب رئاسة الجمهورية اذا كان غير مؤهل لهذا المنصب فهو مسئولية كبري بل المسئولية الأولي في الدولة.
فعمر بن عبدالعزيز حينما وجد نفسه خليفة أخذ يبكي فقيل له: لم تبك وقد أصبحت أميرا للمؤمنين؟
قال: لقد تقلدت من أمة محمد صلي الله عليه وسلم أمراً عظيماً ففكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع والعاري المجهد والأسير المحبوس والشيخ الكبير وذي العيال الكثير والمال القليل. فعلمت ان ربي سائلي عن هذا كله.
الأمر الذي يجب معه أن يحاسب كل إنسان نفسه قبل أن يتقدم للترشح هل يصلح أم لا؟!
محمد زين العابدين
انتخابات الرئاسة
ضوابط ضرورية لاختيار رئيس مصر
اضيف بتاريخ: Friday, March 23rd, 2012 في 23:48
كلمات جريدة احداث: احداث, انتخابات, مصر