منذ أن أعلن منصور حسن قراره بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية. والشارع السياسي مصاب بحالة من القلق والتوجس. خاصة ان قرار حسن جاء بعد أيام طويلة من الحديث حول ما عرف بالرئيس التوافقي. ولست أدري ما الذي يدفع للربط بين منصور حسن تحديداً وبين فكرة التوافقية؟ يمكن لأنه غير محسوب علي تيار سياسي بعينه. وبالتالي هو الأقرب للفكرة لكن قد يسأل سائل: هناك مرشحون آخرون غير محسوبين علي تيار بعينه غير منصور حسن لماذا إذن تركوهم واختاروا حسن؟! وأسئلة أخري كثيرة في رأيي أنها لن تقدم أو تؤخر في عملية اختيار رئيس مصر القادم لأسباب كثيرة ولنا في انتخابات مجلسي الشعب والشوري أسوة .. فأذناب النظام السابق وقيادات حزبه “الوطني” المنحل حاولوا بكل ثقلهم وبما يملكون من أموال وهي كثيرة بالطبع وبما لهم أيضاً من “عزوة” وجاه في دوائرهم الانتخابية لكنهم فشلوا أمام إرادة الشعب الذي تغير وكان إجمالي ما حصلوا عليه في مجلس الشعب مثلاً لا تتجاوز نسبة الخمسة في المائة تقريباً وبالتالي لن تفلح مساعدة المجلس العسكري ولا كل المجالس في ان تثني هذا الشعب عن اختياره فالقطار انطلق ولن يوفقه أحد مهما كان.
إن قانون العزل السياسي الذي ظل مطلباً رئيسياً لثورة 25 يناير علي مدي شهور نجح الشعب في تطبيقه بالفعل أمام الصندوق الانتخابي لمجلسي الشعب والشوري عندما لم يستجب المجلس العسكري للثورة بإصدار هذا القانون وكانت النتيجة كما رأيناها.
إن المصريين بعد 25 يناير عرفوا الطريق جيداً. ولن تفلح معهم صفقات سرية أو مواءمات سياسية. وبالتالي سوف يختارون رئيساً من بينهم .. يشعر بهم . ويحس بأوجاعهم ويعمل علي علاجها. فقد أصبحوا أكثر قدرة علي الفرز والاختيار.
إنهم يريدون رئيساً بلا شلة ولا أصدقاء. يفرق بين عمله كرئيس لدولة وبين علاقاته الشخصية .. يريدون رئيساً خادماً للأمة كلها لا خادماً لأسرته الصغيرة وشلة أصدقائه .. باختصار إنهم يريدون رئيساً بلا “عز” ولا “سرور” ولا “شرف” ولا “جمال” .. يريدون رئيساً “مقطوع من شجرة”.
عبدالجواد حربي
انتخابات الرئاسة
مطلوب رئيس مقطوع من شجرة
اضيف بتاريخ: Monday, March 12th, 2012 في 02:36
كلمات جريدة احداث: احداث, انتخابات, مصر