وانطلق سباق بين مرشحي الرئاسة المصرية

بدأت أمس مرحلة جديدة في تاريخ مصر.. تم فتح باب الترشح لشغل منصب رئيس الجمهورية.. الجميع سواسية ولهم الحق في الترشح.. فقط هناك بعض المعايير حتي لا يترشح كل من هب ودب. وتكون هوجة لأن كل فرد من أفراد الشعب مهما قلت مكانته ودنا وضعه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والعلمي يطمح في أن يكون حاكماً لمصر بعد عصور من الديكتاتورية وحكم الفرد الأوحد. ليس خلال الستين عاماً الأخيرة. ولكن منذ فجر التاريخ.. لم يسمح لأحد بالترشح والمنافسة علي الحكم.. كان الحكم وراثياً أو بالحروب والقوة والاغتيالات والدسائس.
الآن كل مصري له الحق في أن يحلم وأن يحاول تحقيق حلمه.. لعل وعسي.. لكن ومع الشروط الصعبة التي وضعها المشرع. إلا أنني أري أنها ليست كافية.. فالعدد الذي يرغب في الترشح كبير والنوعيات التي أعلنت عن اعتزامها الترشح متباينة وغريبة وبعضها كوميدي.. ولكنها خطوة علي طريق الديمقراطية التي ننشدها في مصر بعد عصور الديكتاتورية والظلم والفساد والانفراد بالسلطة والتسلط.. بداية مقبولة. وأتعشم أن يتم تنظيم هذه العملية وغيرها من السلطات والنظم من خلال دستور محترم وعادل وراق لا يتجاهل ولا يظلم. ولا يجامل فئة علي حساب أخري.. وبجانب الدستور يجب أن تتغير ثقافة المواطن ويفهم المعني الحقيقي للديمقراطية. وما له من حقوق وما عليه من واجبات. وألا تكون المسألة عشوائية مثلما كان يحدث في طوابير الجمعيات الاستهلاكية. كلما مر أحد علي طابور وقف فيه دون أن يسأل ما سبب وقوف هذا الطابور.. المهم في النهاية هناك شيء سيحصل عليه.. وإذا لم يحصل عليه فلا مشاكل.
ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد مرشحون يستحقون الوصول لكرسي الحكم.. فهناك أسماء محترمة ومؤهلة لتولي الحكم في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة.. والمهم أن يحسن المصريون الاختيار لأنه لا مجال للمجاملة.. فمستقبل مصر أمانة في عنق من سيتولي حكمها وإعادة بنائها من جديد علي اسس جديده. قد تكون ديمقراطية وحديثة. وقد تسير علي نفس النظم البالية وأسوأ منها.. وأنا أري أننا في حاجة إلي رئيس قوي ومثقف له خبرات سياسية واجتماعية واقتصادية. ملم بأحوال مصر وأمورها. قادر علي لم الشمل. وجمع الكل علي هدف واحد هو رفعة مصر وأمنها واستقرارها. وتقدمها ورخائها.. وأدعو لمن سيحالفه الحظ بالتوفيق والسداد في مهمته الصعبة لأنه سيضع الأسس وسيبني لمن سيأتي بعده.. وأمامه مشاكل وصعوبات لابد أن تتضافر جهود جميع المصريين لمعاونته في تخطيها.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

• حلم الجماعة القاتل
• لماذا عزف الكثير من المصريين عن المشاركة بالإنتخابات الأخيره
• نتائج الانتخابات: الناصريّة والقوميّة إلى مزبلة التاريخ
• صـوتـى لـمـيـن !!!
• هل هناك عين تفحص من يديرون انتخابات الرئاسه ؟