كأن مصر لم تقم فيها ثورة شهد العالم من أقصاه الي أقصاه بعظمتها وطهارة شبابها الغض.. كأننا مازلنا نعيش عصر أفكار “الحزن الوطني المنحل”.. مازالت عبقرية الفلول تتجلي علي الساحة الان.. مازلنا مصرين علي إحياء ميراث الأسي المتجذر منذ 30 عاما سوداء ذبلت فيها نضارة الحبيبة مصر.. ونصر الآن علي قتلها في مهدها بعد ان طاقت لرؤية شمس الحرية المتقدة بدماء شبابنا الأطهار.
لا أدري سببا مقنعا دفع بعض الذين تصوروا أنفسهم أوصياء علي الشعب المصري الأبي الحر لطرح فكرة “المرشح التوافقي” لرئاسة مصر؟
الهذه الدرجة تصورت بعض الأحزاب. التي صعدت علي اكتاف الثورة وتصدرت المشهد في غيبة من اصحاب الثورة الاصليين الذين فجروا شرارتها وعندما لاحت بوادر نجاحها انقض عليها المتآمرون فسرقوها. أقول لهذه الدرجة تصوروا أن مصر كالعزبة يختارون لها من يشاءون رئيسا ويقصون من لايريدونه أو ليس علي هواهم.
كيف نجرد المصريين من حريتهم وفرصتهم الأولي منذ 50 عاما أو يزيد في اختيار رئيسهم كما يريدونه وبقناعة نابعة من داخلهم؟
ان هذه الفكرة يرفضها المصريون من الأساس فالحرية متاحة لأي شخص للترشح مادام يرغب في ذلك. ويري في نفسه مقومات تؤهله لهذا المنصب الرفيع. وللشعب الحق في اختيار من يراه مناسبا. أما فرض شخص بعينه وتلميعه اعلاميا ومحاولة “اللف الدوران” لاقناع الناس. وخاصة البسطاء وذوي الثقافة المحدودة وتضليل إرادتهم فهذا ما يأباه كل مصري حريص علي انجاح ثورته العظيمة.
وهذه الفكرة “الخبيثة” تعد ضربا للثورة ومن قاموا بها في مقتل. وتذكرني بما كان يسمي “الاستفتاء” في عهد المخلوع الذي كانت تقوم به فئة ضالة في مقدمتها الحزب “اللاوطني” وتساندها للاسف احزاب قديمة ديكورية. لكنه كان استفتاء علي خراب مصر وضياع لكرامتها ولأحلام أبنائها الضائعة الي الآن. ومازالت ترنو لمن ينتشلها من ضياعها ووهدتها لتري النور الذي اضاءته ثورة 25 يناير ويريد المغرضون إطفاءه.
فعلا كان محمد البرادعي عنده كل الحق عندما رأي بأم عينيه الالتفاف و”التآمر” و”الاستحواذ” والتواطؤ “التوافق”.. كان لديه الحق في الانسحاب من هذه الاجواء التي تريد قتل الديمقراطية والحرية وترجع بمصر الي عصور الظلام والاستفتاء.
كيف يرتضي من طرحوا هذه الفكرة ان يأتي لمصر رئيس بالتوافق بين قلة بعينها. تأتي به وقتما تشاء وتخلعه وقتما تريد. وكيف سيكون حاله هل سيكون قراره مستقلا أم ستحركه الايادي التي أتت به يمنة وبيسره.. يبدو أن النظام البرلماني لمصر هو الافضل والاوفق في مثل هذه المرحلة. فالبرلمان هو ممثل الشعب. وللشعب الكلمة العليا يعلنها في كل وقت وحين كما حدث وأعلنها مدوية في 25 يناير.. “فاعتبروا يا أولي الابصار”.
أيمن حماد
انتخابات الرئاسة
المرشح التوافقي لرئاسة مصر
اضيف بتاريخ: Friday, February 24th, 2012 في 01:36
كلمات جريدة احداث: احداث, انتخابات, مصر
طالما الخمينى أقصد المرشد هو الريس بتاع الأوامر وهو السيد المطاع حبيب وزيرة أمريكا فعلى الدنيا السلام