أجد في نفسي حرجا وهما ثقيلا عندما أقول ان الانسان المصري تربي على الطاعة العمياء لحكامه منذ الأزل. بل جعلهم آلهة في أحيان كثيرة.. أي باختصار شديد المصري كان عبداً لحاكمه.. وصار ذلك موروثا أو قل جينات وراثية “كروموزمات” تنتقل عبر الأجيال جيلا بعد جيل.. فالمصريون القدماء هم الذين بأيديهم صنعوا “فرعون” وعبدوه.. ما يؤكد كلامي ولو انه مخز ولكنه حقيقة واضحة وضوح الشمس على مر الأزمان وشتي العصور ما صرح به د. أحمد عكاشة أستاذ الطب النفسي الرئيس السابق للجمعيات العالمية للطب النفسي قائلاً: “ان صفات العبيد متجذرة في الإنسان المصري” وذكر أمثلة عديدة تدلل على صدق نظريته.. ذلك أيضا ما نلاحظه على نطاق واسع من حياتنا فالمرءوسون عموما يتبعون أوامر رؤسائهم في الميادين كافة “مؤسسات. شركات. مصانع.. إلخ” دون نقاش أو أخذ ورد.. فلابد أن نجاهد ذلك ونعمل على تقويم أنفسنا ونمحوا تلك الرذيلة تماما من حياتنا.. ولنضع في حسباننا دائما وأبدا اننا كشعب شركاء الحكام أو الرؤساء في القرار ولسنا عبيدا أو مجرد تابعين.. وتلك خطوة أولى على الدرب القديم.
أما الخطوة الثانية فتتمثل في وضع محددات وخطوط رئيسية لمهام الرئيس القادم في الدستور الجديد لا يتعداها.. فليس من المعقول أن يملك بشر بمفرده كل تلك الصلاحيات المطلقة التي من الممكن أن تجعل منه أكثر من فرعون.. تلك هي طبيعة النفس البشرية التي ان تملكت كل شيء تفسد فتفسد. أيضا لابد من تعظيم دور مجلسي الشعب والشوري ليقوما بواجبهما على أكمل وجه وتقسيم المسئوليات والمهام على السلطات الثلاث “التشريعية والتنفيذية والقضائية” كل فيما يخصه دون تهويل دور واحدة أو تهوين دور أخري”.
ومن الضروري استصدار قانون واف لمحاسبة المسئولين بمن فيهم الرئيس ورئيس الوزراء والوزراء وأعضاء مجلسي الشعب والشوري إلي أصغر مسئول حتى وهم في السلطة ليعلموا انهم وقتما يفسدون سيجدون العقاب ومن هنا سيفكرون آلاف المرات قبل ارتكابهم أي سوءات تعرضهم للمساءلة.. وتصير عقيدتنا الراسخة ان الكل أمام العدالة سواء لا فرق بين وزير وخفير.
نحن لا نريد أن نكون عبيدا لحكامنا يتصرفون في مصائرنا كيف شاءوا دون رقيب أو حسيب.. نحن نصبو إلي أن نكون شركاء في القرار وليس هذا موجها للرئيس القادم فحسب ولكن على جميع مستويات المسئولية لا نترك الرؤساء ينفردون بالقرارات على مشهد ومرأي منا دون مناقشة هادفة ترجو صالح الجميع.. ولا يجب علينا أن نلوم الرئيس المخلوع في ذلك بل اللوم كل اللوم يقع على عاتقنا نحن الذين جعلناه فرعونا حتى فسد فأفسد وصار لسان حاله يقول: “أنا ربكم الأعلي”.
بذلك نكون قد أسسنا إحدى دعائم الديمقراطية في مصرنا الجديدة.. مصر الأمل.. مصر المستقبل.. وبذلك أيضا نكون قد منعنا أنفسنا من تأليه حكامنا وتنصيبهم فراعين علينا.
* علت حناجر الإخوان مؤخرا بأنهم سيشكلون الغالبية بمجلس الشعب وبالتالي سيشكلون الحكومة وسيجعلون الفلول يلتزمون جحورهم وإذا خرجوا منها سيدفنونهم فيها.. صحيح “مصائب قوم عند قوم فوائد”.. وسبحان مغير الأحوال.
مع كامل احترامي لكاتب المقال الشعب المصري مظلوم وسيظل مظلوم بسبب الاتهامات الموجهه له بصناعة فرعون لمصر ….من يصنع الفرعون هو خدام فرعون الذي ينحي امامه في الذهاب والاياب وما ينقله خدام فرعون الي الشعب .. الشعب لايعلم شئ عن قصر فرعون وما يدور في قصر فرعون وما يعلمه الشعب هو مايقال له من خدام القصر( المقصود بالخدام هم البطانة) اما المعلومات التي تصل الي الشعب فاما عن طريق البطانة او الاعلام (مقروء مسموع مرئي) الكل كان يكذب بتجميل فرعون والان الكل يكذب بتشوية نفس الفرعون هم نفس الناس وهو نفس الشخص والشعب هو الشعب الذي لن يثق في احد وقرر ان يتجنب الكل وينشغل بيومه كيف يقضيه وكيف يمضي …الشعب المصري مجني عليه اما الجناة كثيرون ولكن لانهم يجيدون التحول ويجيدون التحدث فلن يستطيع احد محاسبتهم …كفاكم اتهاما للشعب المصري مرة بالغالبية الصامتة ومرة بحزب الكنبة الاعلام ترك فرعون واتجه للشعب …….. ارحموا