بسم الله الرحمن الرحيم
يتناقشون ويتحاورون , ويختلفون ويقارنون .
إن ما يزعجنى كثيراً , كلمات عن التجربة الدانيماركية , والفليبينية , والماليزية , وحتى ألأمريكية , وكل من ذهب إلى دولة وأعجب بها أو بنظام فيها , يناضل ويكابر لكى يثبت لنا أننا لابد أن ننتهج نهجها , ولا يعطى أى اهتمام مطلقاً لاختلاف الظروف والأخلاق والعادات والجغرافيا , وكل شئ , ولا أحد منذ نجاح الثورة وحتى اليوم قال :
ألتجربة المصرية
رغم الفساد والظلم والقهر , وكل ما نعرفه عن نظام مبارك , إلا أن التجربة المصرية فى ألثورة أزهلت العالم كله , وهذا شعب سوريا , يمضى رغم كل ما يلاقى من أهوال النظام , وشعب اليمن وشعب ليبيا , فهل كنا نتوقع صمود هذه الشعوب العربية , لو لم تنجح ألثورة المصرية , ” وأعوذ بالله من ذلك ” , إذن لم يخرج شباب وكل شعب مصر لإسقاط النظام تمشياً مع تجربة سابقة , فمصر فى هذه الثورة رائدة بكل المقاييس , ولا تقولوا لى سبقتنا تونس , فالوضع مختلف تماماً , لأن زين العابدين أسرع الخطى واشترى نفسه وهرب , وكان صاحب قرارأخير , والشعب التونسى نفسه كان متصلاً على الفيس بوك مع شباب مصر , ولكل ظروفه , أما مبارك فعاند كثيراً , وكنت أؤكد قبل يوم 11/2/2011م , يوم استسلامه , ان العادلى وسرور وصفوت وعز وكل رموز النظام يبيتون بجواره فى الفراش , وذلك لأنه كان من الممكن أن يهرب وحده , فى الوقت الذى يستحيل فيه ألهرب الجماعى , ولو يأس , فهم حريصون على حياتهم ومصالحهم , إذن هناك فرق والفرق كبير , وهو فى طول النفس , والتمسك بالمبدأ حتى إسقاط ألنظام , إذن هى تجربة مصرية فريدة , والجميع على مستوى العالم شهد بذلك .
وما دامت تجربة حياة أو موت مصرية فريدة , فلماذا نبحث عن تجربة إقتصادية , او صناعية , أو زراعية , لماذا كل من عمل فى أمريكا يطلب من عم ” عزوز ” وعم ” ابو العلا ” ان يخلع جلبابه وعبائته ألجميلة , ويرتدى ألكاوبوى , ولماذا لا يستدل كل من يطلب تطبيق , بما هو مصرى , ولا يقول إلا دولة كذا طبقت كذا ونجحت , هى دولة كذا , اما نحن دولة القطن والغزل والنسيج والسباكة والسكر والألومنيوم , بل والكومبيوتر , وأظن ان الكثيرين يتذكرون كومبيوتر ” صخر ” , ومما يزهل أن منتجات الأقمشة ألمصرية قبل عهد حسنى مبارك كانت مكتسحة للأسواق العالمية , وقد أخبرنا أحد أساتذتنا بكلية الهندسة فى أواخر السبعينات ما يزهل أكثر وهو أن مصانع فيات ألإيطالية كانت قد وسعت بخطوط إنتاج جديدة , وفكروا فى توفير خطوط إنتاج جسم المحرك وتكليف احد التوكيلات بتصنيعه , فطلبت من توكيلاتها تصنيع نمازج كمسابقة , فى مصر ” ألنصر للسيارات ” , والبرازيل واستراليا وأسبانيا وغيرها , ففازت مصر بعقد تصنيعه وظلت ألنصر للسيارات بمصر تصدر جسم المحرك لموديلات مختلفة لإيطاليا نفسها ” ألشركة ألأم ” , حتى أواخر ألثمانينات , ثم قضى عليها النظام تقريباً .
مشكلتنا فى الفشل ليست لأننا فاشلون , ولكننا كنا نواجه حرباً من الداخل والخارج , وربما حرب الداخل أكثر ضراوة , لأنها كانت فى كل شئ . ولم تكن مشكلتنا فى السرقة فقط , ولكن من يسرق علناً ولا يستطيع احد أن يحاسبه , فمن باب اولى ألا يستطيع أن يحاسبه على ما يفسده بقدمه أثناء السطو , وقد أتهمت النظام السابق بانه عملية سطو مسلح على المال والسلطة , فلم يكن هناك حساب للمهمل ولا للمرتشى ولا للجاهل ألذى يقرر قراراً تخسر بسببه خزينة الدولة , مثل لجنة سافرت لشراء خط إنتاج نسيج , وتعاقدت وقضت أياما سعيدة بأوروبا , ورجعت وعندما فتحت الصناديق بالمصنع فوجئ الجميع بانه خط إنتاج طوب طفلى قديم و كل هؤلاء ملائكة بالنسبة للسارق بالإكراه .
وخلاصة ما سبق أننا لم يكن لنا تجربة منذ 33 سنة , ومنعنا جبراً , فلا يحكم علينا أحد بالفشل فى الإعتماد على النفس , وقد نجحنا بثورة 25 يناير فى تجربة فريدة فى الإعتماد على النفس , وهى اختبار بالتضحية بالنفس , وهى إنتصار على من حرمنا من التجربة .
إذن دعونا نخوض التجربة التنموية , والتجربة السياسية , وإذا استرشدنا نسترشد بطلعت حرب , وعزيز صدقى وبالسد العالى وبحرب الإستنزاف ونصر اكتوبر و25 يناير , وبأنفسنا قبل كل مرشد .
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية , والتى خرجت منها اليابان مدمرة , لم يسترشد اليابانيون بأحد , ولا بأمريكا نفسها ألتى كانت وصية عليها , وفى قمة العظمة والسلطة عليها , بل إجتمع المسؤولون , وسأل سائل منهم , ماذا يجيد الشعب اليابانى ؟ , فأجابه مجيب , ” يجيدون الصناعات ألدقيقة ” , فبدأت اليابان بالصناعات الدقيقة , بل وبدات تجمع ” زبالة ” ألعالم لتعيد تصنيعها منتجات أخرى , وكانت المسجلات وقتها بشرائط كبيرة , عبارة عن لفة أكبر من شريط ألقياس 50متر , قطرها يزيد عن 20 سم , وعرضه يزيد عن 1سم , فأنتجت اليابان ألكاسيت , وكانت الأجهزة الكهربائية , تعتمد على ما يسمى أللمبات , فأنتجت ألترانزيستور , وهى التى انتجت ما يسمى بالدوائر المتكاملة , وهى ما نراه اليوم بأسماء أخرى فى الكومبيوتر , وهى قطعة إليكترونية صغيرة تحل محل دائرة إليكترونية , تساويها فى الحجم أكثر من ألف مرة .
لم يكن فى مصر ألعاب أطفال , باستثناء بعض الصفوة , ودخلت مع حرب اليمن فى الستينات , وكان لى خال ضابطاً فى الجيش , فطلب منى إصلاح سيارة بزمبلك لأولاده , وعندما فككتها وجدت الصفيح من الداخل هو فى الأصل علب سمن وعليه طباعة ماركة مسلى صناعى , فلفت نظره , فقال لى ” ألا تعلم أن اليابان تجمع قمامة العالم وتخرج منها صناعة ” , وهذه هى تجربة اليابان , فهل تصلح اليوم فى مصر , نعم تصلح ولا تناقض فى الحديث , ولكنها لا تصلح فى التطبيق , وإنما تصلح فى فلسفتها فقط , وهى السؤال , مع تغيير الدولة , ماذا يجيد ألمصريون ؟ , وإلى هذا الحد لا يجب التقليد .
نحن يلزمنا حلول سريعة وفى نفس الوقت مضمونة , وليست مؤقتة , أى لابد من استمرارها , والإضافة عليها بعد ذلك , ولكننا لسنا مهيؤون اليوم للدخول فى مغامرات , وأقول مغامرات , لأنها حتمية بطبيعة الحال , فلا يستطيع شعب فى الدنيا أن يدخل فى مجال لم يجربه من قبل , أنا كفرد ممكن ان أتحول من مهندس إلى سائق مثلاً , نتيجة ظروف , ولكن لايمكن ان يتحول المزارعون فى شعب من العمل فى الزراعة إلى العمل فى صيد الأسماك , ولا يمكن تحويله من صناع نسيج إلى صناع كومبيوتر , ولابد من ان يختار متخذوا ألقرار ما يناسبه بدون أدنى شك فى النجاح , مستغلاً كفاءات متوفرة على الأرض , ثم بعد ذلك يدرب من شاء على ما يشاء , وبهذه المناسبة , فإن أكبر خطأ فى التشكيل الوزارى , هو عدم فصل وزارة الصناعة عن التجارة الخارجية , فقد ضمهما ألنظام السابق خصيصاً لتدمير الصناعة , بتهميشها .
وقياساً على ذلك السؤال الأهم فى مصر اليوم , ماذا سيكون نظام الحكم ؟ هل رئاسى أم برلمانى ؟ , وكما ان نظام الإنتاج لابد أن يناسبنا , كذلك لابد أن يكون نظام الحكم نابع من التجربة المصرية , وما هى التجربة المصرية إلا رئيس سابق جلس على كرسى ألحكم كبطل من أبطال حرب إكتوبر , ورأس دولة كانت للتو تنفض غبار حرب بكل ما كان عليها من أعباء , وبدأت نظاماً إقتصادياً من المفروض أن يرفعها بين الدول المتقدمة , وتمتلك من الصروح الإنتاجية فى جميع المجالات ما يمكنها من الترقى لهذه الصفوف الأولى , ولسبب واحد فقط تحول إلى رئيس عصابة مسلحة , وكما قلت إستولى مع نظامه أو عصابته على السلطة والمال بالسطو المسلح , ووصل جبروته إلى أن تخيل أنه سيحولها إلى أبنائه وأحفاده مدى الحياه , دون أدنى معارضة , والسبب الوحيد فى ذلك هو صلاحياته وسلطاته ألغير محدودة , وفى نفس الوقت ألمشورة الأجنبية , ألتى تلاحق أى نظام وفى أى دولة فى الشرق الأوسط وخصوصاً مصر .
ولا يقول لى قائل ان ” الشعب سيختار ” , فهو وإن لم يكن الشعب قد اختاره , فقد كان راضياً كل الرضى برئاسته , ولا يقول لى ” ميدان التحرير موجود ” , ولا يقول لى ” لا تمديد أكثر مما حدده الدستور ” , فلا داعى لكل هذه المتاهات , ولنقطع الشك باليقين ونجعله نظاماً برلمانياً , بعيداً عن إغراءات سبق أن دمرت , وتدخلات تغلغلت لترسم لنا كل شئ , وتصل إلى كل طبق طعام وكل صفحة كتاب , وخصوصاً أننا متأكدون أن بعض الدول أصحاب تجارب سابقة وذكاء , غير مضمونة الخطط للتأثير على الداخل , وأظن أن هذه اللعبة قد بدأت , وفى زوايا كثيرة , وليست بالمنح فقط , ولكن بما لايخطر ببال أحد .
حمى الله مصر من أبنائها قبل أعدائها
عاشت مصر حرة , والمجد للشهداء
مهندس / محمد الزكى محرم
للاستاذ ابو انس الراجل اللى يغلط مرة ويحب يكرر غلطه لما يلاقى محدش رد عليه ياترى هاتغلط تانى ازاى يوم 7 الشهر الجاى ولا انت هاتستعجل المرادى الراجل ماغلتش لما فال رايه فى نظام الحكم اللى عشان نضمن بيه ان ما حادش يستفرد بالسلطة وانا متاكد ان انت لا قريت حاجة ولا فهمت حاجةوالنت من النوع اللى يحب يغلط فى الناس وبس وخصوصا لما يبقى مستخبى والله ان فعلا كلامك انت اللى فارغ ده لو سميناه كلام عيب انك تغلط وعيب تكرر غلطك وعيب قوى لو غلطت تانى نصيحة يابنى سيبك من بلطجية مبارك وتوب الى الله
المحامى العجوز
أنتم ملوك التنظير – والكلام الفارغ
كلآم فارغ – يكفينا تنظير ومواعظ