أين عقلاء القوم أين عقولهم مما يجري في هذه الأرض الطاهرة أرض عمر المختار وسعدون ومعمر،،أهكذا ينساقون وراء أكاذيب الإنجليين الجدد، ألم يكون صناديد هذه الأرض الطيبة يقاومون الاستعمار الإيطالي ؟ أين ذهبت تضحياتهم،،
ولماذا يجني الحاقدون على الثورة الليبية التي فجرها الضباط الأحرار ،، كيف كانت ليبيا وكيف أصبحت اليوم وما عساها أن تكون غداً.
لقد شهدت انجازات هذه البلاد ردحاً من الزمان وعندما أتحدث هنا أتحدث كشاهد عيان لهذه البلاد التي أحببناها وعشت فيها فترة من العمر،، ولكيلا تكون شاهدتي مجروحة أقول لكم أيها القراء أنني عندما رجعت من ليبيا لم أرجع غانماً زائف المال فيقال كان مأجورا بل كنت رجعت خالي الوفاض ولكن ما أكتسبته كان أكبر من ذلك بكثير،، لقد اكتسبت حب شعبب وصداقة اعتز بها وتعلمت من تجربتها ما كنت أبحث عنها منذ كنا طلاباً بالجامعة لقد تعلمنا أن هناك طريقاً ثالثاً بين النظريتين ولم يكن هذا الطريق جديدا
لقد ظلت المجتمعات الأفريقية في مرحلة ما قبل الاستعمار تحمل في طياتها جنين الطريق الثالث فأثرت بخصوصيتها بقوة على النظم إلي تبنت الأفكار الرأسمالية والشيوعية على السواء رغم محاولات الاستعمار تدمير قيمها ورغم محاولات الحكام تزييف سماتها. وما بين هؤلاء وأولئك لم يتمكن منظرو الاشتراكيات الأفريقية ورافعو شعارات الأفرقة والذنوجة من أعادة صياغة سمات المجتمعات الأفريقية بصورة علمية وعصرية مما يجعل الأفارقة في أمس الحاجة إلى نظرية عصرية تؤسس للطريقة الثالث بطريقة قابلة للتطبيق والممارسة.
لقد ظلت نظرية المقدس الغائب تجسد العدل، واستحوذ الذين يمتلكون مفاتيح هذه العدالة في المجتمعات الأفريقية والعالم الثالث بشكل عام على الطاعة والخضوع حيثما امتثلوا لمثل المقدس وتعاليمها. وعليه كما جاء في الكتاب الأخضر “أن تختص لجنة أو مجلس بوضع شريعة للمجتمع، ذلك باطل وغير ديمقراطي، … الشريعة الطبيعية لأي مجتمع هي العرف أو الدين .
رغم لجوء معظم النظم الحاكمة في الدول الأفريقية إلى ترسيخ شرعيتها بشتى الطرق من تقمص روح المقدس، إلى القوانين الوضعية والدساتير، إلى المراسيم الملكية، إلى القرارات الجمهورية وقوانين الطوارئ والبيانات العسكرية، إلا أن هذه الشرعيات المشكوك فيها من قبل الجماهيري العريضة بدأت تتآكل “فكان أكثر الحالات خطورة تزامن اهتزاز شرعية الدولة نفسها مع اهتزاز شرعية النظم الحاكمة” . إلا أن اهتزاز الشرعية ويقظة المجتمع لمثل هذا الانحراف –كما يقول الكتاب الأخضر- ليس له وسيلة للتعبير عن تقويم الانحراف إلا العنف أو الثورة التي يقوم بها من يملك مقدرة على المبادرة والجسارة على إعلان إرادة المجتمع، إلا أن مثل هذه المبادرة غير ديمقراطية بحكم أن كل المجتمع ليس مشاركاً فيها . والحل كما يقترح الكتاب الأخضر هو انبثاق دولة الجماهير التي تستحوذ فيها الجماهير على السلطة التي تستمد شرعيتها من معين المقدس (الشريعة السماوية) ومن تقاليد المجتمع وأعرافها وتراثها وبما لا يتعارض مع الذوق العام، فكان الإعلان التاريخي لقيام سلطة الشعب ليكون الشعب أداة الحكم، من المؤتمرات الشعبية الأساسية إلى مؤتمر الشعب العام، وتحل اللجان الشعبية محل الإدارة الحكومية. إن التجربة الليبية لخلق دولة الجماهير شهدت ثورة ثقافية شاملة لتبصير الشعب بحقه في ممارسة السلطة السياسية غير القابلة للتجزئة والتفويض وما زالت جماهيرنا في حاجة ماسة إلى مثل هذه الثورة الثقافية.
نعم واكبت هذه التجربة الفريدة التي شهدتها الجماهيرية تجاوزات كثيرة ومظالم وظهور طبقات المنتفعين والطفيليين وقد أشرنا إلى ذلك في كثير من كتاباتنا مع التأكيد على أن مثل هذه التجاوزات ليست من أوزار النظرية ولا من عللها إنما من أوزار وعلل بعض النفوس المريضة ممن حاولوا احتكار التجربة ،، نعم حدثت هذه التجاوزات نتيجة تأخر الوعي السياسي في ليبيا لتراكمات تاريخية منها أن الشعب الليبي لم تشهد ألاعيب الأحزاب السياسية النتنة التي توجها الاقتصادي والقائمة على الزعامات الطائفية والجهوية المقيتة،، ولو عان الشعب الليبي ما عنياناه من تجارب الفساد السياسي والاقتصادي لتمسكوا بنظامهم ..
الديمقراطية الشعبية المباشرة ليست مقولة مبتدعة وليست حكراً على مقولات العقيد القذافي بقدرما ما حاول الرجل تطبيقها على أرض الواقع وعانى ما عانى من محاولات الإجهاض على التجربة ومد حبال الصبر مع محاولات الزمرة التي كانت تحيط بمواقع السلطة لنزعها من الشعب الزمرة التي تخرج عليه اليوم علها تقية وجشعاً لتركب الموجة الجديدة وتعيد الكرة ،، ولعل من الأخطاء الكبرى للعقيد القذافي أنه مد حبال الصبر مع أمثال هؤلاء.
نعم لم يكن للغرب ونخبها الحاكمة أن يتركوا مثل هذه التجربة العظيمة لنظام الحكم فخططوا منذ سنوات للقضاء عليها.. يتحدث الكثيرون عن الديمقراطية الغربية .. أية ديمقراطية تلك التي يؤسسسها”الاقتصادي” هل يمكن لأي فرد في أمريكا مثلاً ليكون رئيسا للجمهورية بل عضوا في برلمان ولائي مالم يكن مدعوما بالمال والجاه والصيت واللوبيات وجماعات الضغط؟ بل ينبغي على من يريد الترشيح للبرلمان كالسودان أن يكون مدعوماً بالمال بسلاح حزبي عتيق ولو كان خالي الوفاض من أسباب العلم والمعرفة السياسية وقضايا الجماهيرية..
الجماهيرية الليبية رغم ما ذكرناها نقلت المجتمع من الأكواخ إلى الأبراج وأوجدت بنية تحتية راسخة من مؤسسات العلم والصحة واهتمت بالعاجز والمعلول قبل السوي والقادر،، ووالله لو وجدنا في بلادنا عشر ما تم انجازه في ليبيا لما تشردنا في أصقاع الأرض،، وللحديث بقية
دكتور عبدالوهاب إبراهيم الزين- الخرطوم
احداث ليبيا
اين العقول الناضجة فيما يحدث على ارض ليبيا
اضيف بتاريخ: Thursday, June 9th, 2011 في 10:34
كلمات جريدة احداث: احداث, احداث ليبيا, ليبيا
علي منصور: حسب ما جاء في ردك:
-(ولكنك لم تعرف شيئاً عنها) هذا الكلام تحكمي لا مجال له في التحليلات العلمية الرصينة: ولا يدل إلا على عدم الإلمام بأدب الحوار،، فلكل الحق في أن بيدئ رأيه وموقفه دون أن يلجأ إلى أسلوب تجهيل الآخر بمضامين ما يتناوله.
– لا أريدهم،، ربما كأن الأجدر لو ذكرت لا أريد ما جاء في الكتاب الأخضر لأسباب كذا وكذا..وتدافع عن موقفك باسلوب مقنع للآخر.
– أتنازل لك عليهم: ما الذي تتنازل عنه وهل هو حق أدبي حتى تتنازل لي عنه يجوز لك أن تتازل مما جاء فيه ولكنك ليس من حقك أن تتنازل للآخرين مما لا تملكه.
– أتركنا لنعيش: هذه الجملة رغم حصرياته إلا أنني أهنئك أخي علي منصور على دلالاتها ليت الكل يترك الآخرين ليعيشوا على هواهم ليت الغرب الصليبي وأعوانه الصهاينة يتركونا لنعيش ووالله لوتركونا على هوانا وأفسحوا المجال لأبنائنا أن يحددوا نمط حياتهم وأسلوب حكمهم لما وصلنا إلأى ما نحن فيه من تشتت وفرقة وقتال ودماء،، واتفق معك كما ذكرنا في البداية لولا قدوم الإنجليين لضرب الشعب الليبي بأهداف معلنة وغير معلنة لوجدت الثورة الليبية كل تأييد ومساندة ولما استمر معاناة هذا الشعب كل هذه الشهور،، ذكرنا أن نظام القذافي لم يكن مبراً من أخطاء جسام ومن مظالم عديدة ومن شخصيات بعينها تمكنت الثورة المصرية والتونسية العظيمتين من اجتثاسها دون حاجة إلى طائرات الأعداء الحقيقيين..ولا اعتقد أن الثورات الحقيقية تستمد شرعيتها من خارج الحدود إنما تستمد شرعيتها من إرادة شعوبها الحقيقية.
قد تعيش ليبيا بعد القذافي ولكن ما نخشاه أن تعيش تحت مظلة الأطماع الحقيقية للغربيين والموالين له .
علي منصور نأمل أعادة قراءة النص مرة أخرى ،،
تقول انك عشت في ليبيا و لكنك لم تعرف شيئا عنها سحقا للنظريه و للكتاب الاخضر لا اريدهم .خدهم اتنازل لك عليهم و اتركنا نعيش و الزمنا بسكاتك.عاشت ليبيا حرة بدون القذافي.