قطاع غزة. 2008
نُشر في جريدة الأهالي
ليس انحيازًا لأحد، ولا تجنيا على آخر، لكنه انحياز للحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع مهما كانت قسوتها، من هنا ومن قلب الحدث كتبنا، عايشنا أهالي غزة مأساتهم التي لا تتمثل فقط في الحصار، وإنما في سلطة خدعت الشعب باسم الدين، وانقلبت على الشرعية، ومارست ضد أبناء شعبها ما لم يختلف كثيرًا عن ممارسات الاحتلال الصهيوني كما أكد لنا البعض، منازل تم تفجيرها، ومقار تم احتلالها، وأطفال فقدوا حياتهم، ودعم تمت سرقته وتوزيعه على من لا يستحق، ومساجد تم تحويلها إلى إذاعات حزبية، وغير ذلك الكثير والكثير من جرائم حماس رصدناها بالصور والوثائق والمستندات من قلب غزة.
الانقلاب
وقت الانقلاب كان محمد مصطفى يقوم بدوره في «الدفاع فقط» عن موقعه كعسكري في السلطة الوطنية الفلسطينية، إلا أن رصاص حماس الذي فضلت أن توجهه إلى صدور أبناء شعبها لم يرحمه. يسترجع ما حدث قائلًا: «وقت الانقلاب كنت مسئولًا مع 750 شاب عن الدفاع فقط عن مواقعنا دون الاشتباك في عمليات خارجية مع قوات حماس، وكان دوامنا في مقر قيادة الأمن الوطني الفلسطيني، وقتها اعتلت قوات حماس مبنى مستشفى الشفاء القريبة من المقر وقامت بإطلاق النار علينا، وبالفعل أصيب عدد كبير من الشباب وأصبت في قدمي بعدد من الأعيرة النارية وظللت أنزف لفترة طويلة على الرغم من أن المستشفى كانت على بعد عدة أمتار فقط، لكنني لم أستطيع دخولها لأن عناصر حماس كانت تقتل أي مصاب يدخل المستشفى من حركة فتح».
نقله أقاربه بشكل سري إلى مستشفى القدس بمنطقة «تل الهوا»، يتذكر محمد هذه اللحظات قائلًا «هناك قام الطاقم الطبي بإجراء عملية جراحية لاستخراج رصاص حماس من قدمي، وبعدها نقلت إلى البيت في سيارة خاصة، وبشكلٍ متخفٍ، لأن حماس كانت تُسيطر على المنطقة الشمالية وتعتقل أي فرد من السلطة، حتى المصابين».
يصف مصطفى ممارسات حماس وقت الانقلاب بأنها «جريمة حرب»، يقول: «ما فعلته حماس أثناء فترة الانقلاب على السلطة كان بمثابة جريمة حقيقية تركزت على المدنين الفلسطينيين، مما يجعلها جريمة حرب، طرحت العديد من الفوارق والفواصل الاجتماعية داخل العائلة الفلسطينية الواحدة تحت شعار: أنت حمساوى ولا فتحاوى ولا جبهاوى؟».
وقت الانقلاب أيضًا، كان عبد الله محمد، الذي كان يعمل وقتها حارسًا على إحدى مقرات السلطة الوطنية الفلسطينية، منعه ضميره الوطني من أن يصوب سلاحه على شقيقه الفلسطيني المنتمي للقوة التنفيذية لحركة حماس، إلا أن ذلك لم يشفع له. يقول: «كان هناك ضرب متبادل ما بين فتح وحماس، وأنا كفلسطيني أحافظ على وحدة الصف الوطني، رفضت أن أطلق النار على إخوانى من حركة حماس، إلا أنهم قاموا بالقبض علي واحتجازي لأكثر من خمسة شهور، بعد الانقلاب على السلطة الفلسطينية، ومنذ خروجي حتى اليوم لم أرجع إلى عملي مرة أخرى».
احتلال حمساوي
من الشهادات الحية التي حصلنا عليها أيضًا هنا في غزة، مقطع فيديو لسيدة فلسطينية شاهدة عيان على المجزرة التي ارتكبتها القوة التنفيذية التابعة لحماس ضد أفراد الحرس الرئاسي في معسكر صقر قريش، تقول: «جرائم الاحتلال الجديد لشعب فلسطين، الاحتلال الحمساوي، الناس كلها عندها احتلال احنا عندنا احتلالين، الاحتلال الصهيوني والاحتلال الحمساوي، بالضفة الاحتلال الصهيوني يجتاحها، احنا عندنا صواريخ قسام وياسين، بيضربوا أطفال عمرهم 17 سنة و 18 سنة».
الجدران أم الإنسان؟، تساءلت السيدة بكل حسرة عن أيهما أكثر أهمية، تقول: «إيه ذنبهم دمائهم تسيل على هذه الأرض؟، ايه ذنب أخويا؟، وين الضمير اللي عندهم؟، بيبكوا على حيطان محروقة اسمها الجامعة الإسلامية، عمرها ما كانت الحيطان أهم من البني آدم. ييجوا يشوفوا الدم اللي على الأرض، بدل ما يبكوا على حيطان الجامعة الإسلامية. ييجوا يشوفوا البني آدمين اللي ماتوا هنا، بأي ذنب قُتلوا؟، قُتلوا لأنهم فقط تدربوا في تنظيم حرس الرئاسة».
تمضي السيدة في شهادتها قائلة: «أنا من ضمن اللي انتخبوا حماس، لكن اكتشفت أن قدم أصغر واحد في فتح أشرف من أي واحد في حماس. كلمة بقولها لحماس: إذا قدرتم تكذبوا على أنفسكم وعلى الشعب، لن تستطيعوا أن تكذبوا على الله. لن تستطيعوا أن تكذبوا على الناس التي شاهدت بأم عينها. وحسبنا الله ونعم الوكيل عليكم، الله ينصر فتح على أعدائها الحمساوية قبل الصهاينة».
الندم على انتخاب حماس كان واضح تمامًا من حديثها: «لو كنت أعلم أن حماس ستكون هكذا، كنت تمنيت أن يقطع إصبعي الذي انتخب ناس ظلمة، خدعونا من خلال خطب المساجد، ضحكوا علينا باسم الدين، وعيشونا وهم إن هم بني آدمين، اكتشفنا أن قيادات فتح أشرف بكثير من حماس، ماذا اختلفوا عن فتح ؟، فتح أشرف منهم لأنهم على الأقل أيديهم غير ملطخة بدماء مسلمين مثلهم، هم دراكولا العصر الحديث، حسبنا الله على حماس، والله ينتقم منهم، ماذا اختلفتم عن الاحتلال، الاحتلال كان بيهدم البيوت على أصحابها، على الأقل الاحتلال كان بيبلغ الناس تخلي بيوتها، وليس مثلكم، حسبي الله ونعم الوكيل».
احتلال مقار
و قد كشف تقرير مشترك لمركز الميزان لحقوق الإنسان ومؤسسة الحق، عن قيام القوة التنفيذية لحركة حماس باحتلال 41 مقرًا تابعين للسلطة الفلسطينية مثل مقرات الوزارات والأمن الوقائي والشرطة والنقابات والأحزاب، بالإضافة إلى عدد من الجمعيات الأهلية، مثل جمعية «حسام» للأسرى والمحررين، كما سيطرت الحركة على مقر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، والذي يضم أيضا مقر إذاعة صوت عمال فلسطين.
كما اقتحمت القوة التنفيذية مقر الهيئة الفلسطينية للثقافة والإعلام في دير البلح، وحطمت محتويات مكتب الصحافة، ومزقت صورة الرئيس ياسر عرفات، وصادرت أجهزة الكمبيوتر، واعتدت على موظفيه بالضرب، وكان ذلك في أعقاب نشر الهيئة تقريرًا عن الاعتداءات التي قامت بها حماس ضد الصحفيين.
كما رصدنا قيام قوات حماس بمنطقة شمال غزة بهدم بيت محمد دحلان، القيادي السابق بحركة فتح، وكتبت على جدرانه: «هنا سيقام مسجد للشهيد مسعد أبو كرش»، ووقعت تحتها باسم «حركة المقاومة الإسلامية حماس». أيضًا رصدنا تدمير قوات الحركة موقع السلطة الفلسطينية بمخيم الشاطئ بعد الانقلاب مباشرة ولازال كوم تراب حتى كتابة هذا التحقيق، بالإضافة إلى استيلائها على مبنى السفينة الذي كان مقرًا لمخابرات السلطة الفلسطينية، والذي أصبح مجرد حطام وهيكلًا فارغًا حتى كتابة هذا التحقيق.
خزان المياه
على جبل الكاشف، الموقع الذي لعب دورًا كبيرًا في نجاح حماس في انقلابها على السلطة الوطنية الفلسطينية، في قطاع غزة، قررت الحركة تحويل خزان المياه المقام عليه، والذي يبلغ قطره 40 مترًا إلى مسجد. برر لنا ذلك أحد عناصر القوة التنفيذية لحركة حماس قائلًا إن هذا القرار جاء لارتفاع تكلفة إصلاحه.
ما حدث مع خزان مياه جبل الكاشف، هو استمرار لمسلسل بدأته حماس منذ انقلابها في غزة، حيث دمرت العديد من المنشآت التي تخص الشعب الفلسطيني بشكل عام، مثل تمثال الجندي المجهول، الذي يرمز لكل شهداء فلسطين، وتمثال فلاح فلاحة فلسطينية أمام مستشفى القدس بالقطاع بدعوى أنها «أصنام».
تأثر المنازل بتفجير الجدار
دخلنا قطاع غزة عبر الأجزاء المهدومة من الجدار الحدودي، جراء عدة انفجارات بالجدار، قالت حركة حماس إن الشعب الفلسطيني هو الذي قام بتفجيرها نتيجة حصار القطاع.
في رفح الفلسطينية، وقبالة الأجزاء المهدومة من الجدار، يقع منزل يوسف قشطة، الذي اتهم حركة حماس بالوقوف وراء هذه التفجيرات، يقول: «حماس هي التي فجرت الحدود بين مصر وفلسطين، وليس الشعب الفلسطيني من جراء الحصار، كما تروج حكومة حماس منذ اقتحام الحدود المصرية». ويضيف قشطة أن «حركة حماس قامت بتفجير جدران المعبر في عدة مواقع، وصلت إلى خمس مناطق في وقت واحد، وهو ما أحدث تلفيات كبيرة في بيتي القريب جدًا من مكان التفجيرات، حيث نزعت كل شبابيك وأبواب البيت من مكانها من جراء الانفجار، دون أن تقوم الحركة بإصلاح ما أفسدته».
المشتل، أبو غريب غزة
«المشتل» أو «أبو غريب غزة» أو «السلخانة» كما يسميه أبناء غزة، وهو سجن يقع شمال مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وتستخدمه كتائب القسام والقوة التنفيذية التابعة لحركة حماس لتعذيب خصومها السياسيين وخاصة من حركة فتح. العديد من أهالي غزة أكدوا لنا أن الأساليب التي تستخدمها حركة حماس لتعذيب خصومها السياسيين في «المشتل» لا تختلف عن الأساليب التي يستخدمها الاحتلال الصهيوني في تعذيب الأسرى.
أساليب التعذيب التي تنتهجها حماس كما رواها لنا بعض من أهالي غزة، لا تقتصر فقط على الضرب المبرح، وإنما أيضا تصل إلى وضع كيس أسود عفن الرائحة على رأس المعتقل، بالإضافة إلى تعليق المعتقل من يديه في السقف دون أن يلامس الأرض بقدميه، والحرمان من النوم، والحبس الانفرادي، ودق المسامير في القدم كما حدث مع طارق عصفور أحد نشطاء حركة فتح، والذي تم دق أكثر من 10 مسامير في قدمه.
وتشير أحد تقارير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، والذي زُرناه في جباليا بمدينة غزة، أن قسم الاستقبال في مستشفى الشفاء، استقبل يوم 15 يوليو الماضي جثمان الشهيد وليد سليمان أبو ضلفة، وقد ظهرت على جسده طبقًا للتقارير الطبية الأولية للمستشفى والتي تمت في حضور ناشط من المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان «كدمات في اليدين والأرجل وتجمعات دموية في الساقين من الخلف وآثار خنق في الرقبة».
وكانت القوة التنفيذية لحركة حماس قد اعتقلت وليد وشقيقيه خليل يوم 9 يوليو بعد أن اقتحمت منزلهما، ووفقًا لتقرير المركز تم نقلهما إلى سجن «المشتل»، ووضع أفراد القوة التنفيذية كيسًا على وجهيهما وتم تقييدهما بالجنازير واحتجازهما بشكل انفرادي في زنزانتين، وتم تعذيبهما بسكب الماء البارد عليهما والضرب المبرح، حتى أن الشقيقين كانا يسمعان صوت بعضهما البعض وقت التعذيب، إلى أن أتى يوم 15 يوليو، وهو اليوم الذي لم يعد يسمع فيه خليل صوت أخيه وليد، وإلى الأبد.
التفرقة بين الشهداء
لم يقتصر الأمر في غزة على التفرقة بين المواطنين بحسب انتماءاتهم الحزبية، وإنما أيضًا إلى التفرقة بين الشهداء، أحد سكان غزة أكد لنا أن الشيخ أحمد نمر حمدان إمام مسجد الرحمة في خان يونس، أحد أبرز قيادات حماس في المدينة، رفض أن يؤم المصليين في صلاة الجنازة على روح أحد شهداء حركة فتح، يوم 12 ديسمبر الماضي، والذي استشهد على أيدي الاحتلال الصهيوني مع عناصر من كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس.
الشيخ نمر، رفض الصلاة على الشهيد قائلًا: «لن أصلي على أحد من حركة فتح التي باعت المقاومة و تركت الصلاة». والغريب أن موقف الشيخ نمر لم ينتهي عند هذا الحد وإنما وصل إلى حد التفرقة في الجنازة، حيث رفض أن تسير الجنازة في طريق واحد، الأمر الذي أدى بنشطاء فتح و أهل الشهيد بالسير في طريق آخر.
الصحافة
لم تسلم الصحافة هي الأخرى من ممارسات حماس، حيث منعت الصحفيين ووسائل الإعلام أكثر من مرة تغطية العديد من الفعاليات وخاصة تلك التي تقيمها حركة فتح، مثل الاعتصام الذي دعت إليه منظمة التحرير الفلسطينية في أغسطس الماضي احتجاجًا على ممارسات حماس في القطاع، والذي قمعته القوة التنفيذية لحماس ومنعت الصحفيين من تغطيته وصادرت كاميرات التصوير منهم، واعتدت على البعض الصحفيين مثل محمد الصوالحي مصور قناة أبو ظبي، وطاقم وكالة «رامتان»، كما اقتحم مسلحو حماس مقر قناة العربية في غزة وقاموا بالاستيلاء على كاميرا التصوير وعدد من الشرائط، كما رصدنا في إذاعة «صوت الشعب»، التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، آثار طلقات النار في الجدران، من أثر هجوم لمسلحي حماس على الإذاعة.
منع التظاهر و التفريق
وفي 12 أغسطس الماضي أصدرت حركة حماس قرارًا يقضي بمنع أي مسيرات أو تجمعات إلا بعد الحصول على تصريح رسمي منها، بعد قمعها لمسيرة احتجاجية نظمتها حركة فتح للمطالبة بالإفراج عن بعض قيادات فتح المعتقلين، بعدها فرقت القوة التنفيذية لحركة حماس عدد من المسيرات التي نظمتها حركة فتح باستخدام الهراوات أو حتى الرصاص كما حدث في المسيرة التي انطلقت يوم 24 أغسطس من ساحة الجندي المجهول بعد أداء صلاة الجمعة في الساحة.
المساجد
حتى الصلاة في غزة خضعت لقرارات حماس التي قررت منع صلاة الجمعة في الميادين العامة، وهو التقليد الذي اتبعه أنصار حركة فتح احتجاجًا على استغلال حماس لخطب الجمعة للتحريض على حركة فتح و قياداتها. أعلنت حماس على لسان الناطق باسم حكومتها المقالة طاهر النونو أن «الحكومة قررت منع أي تجمعات تحت ادعاء أداء صلاة الجمعة لأنها تجاوزت هدف الصلاة وتم استغلالها من أجل الفوضى والفتنة وأعمال الشغب وممارسة الإرهاب»، وهدد النونو بأن حركة حماس ستمنع تلك الصلاة «بأساليبها الخاصة».
أساليب حماس «الخاصة» لم تتمثل فقط في قمع المصلين وإيقاع العديد من الإصابات بين صفوفهم، وحتى بين صفوف الصحفيين الذين حاولوا تغطية الأحداث، وإنما أيضا فرض غرامات مالية على المشاركين في الصلاة في الساحات العامة، وإجبار العشرات من قيادات فتح على التوقيع على تعهد يقضي بدفع غرامات مالية في حالة الصلاة في الميادين العامة.
ورغم ما أعلنته حماس من أنها ترفض «استغلال الصلاة» إلا أنها حولت يوم الاحتفال بانطلاقتها المساجد إلى إذاعات حزبية تبث من خلالها أناشيد الحركة مثل «حمساوي ما يهاب الموت»، هذا فضلًا عن ما أكده لنا العديد من أهالي القطاع عن استخدام عناصر القوة التنفيذية لمآذن المساجد كأماكن لإطلاق الرصاص على معارضي الحركة في انقلابها الدموي على السلطة في غزة.
الأطفال
الأطفال أيضًا لم يسلموا من جرائم حماس في القطاع، حيث هاجمت القوة التنفيذية في سبتمبر الماضي، تلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية التابعة لوكالة الأونروا في مخيم جباليا، وانهالت عليهم ضربًا، الأمر الذي أدى إلى إصابة العديد منهم بكسور، لا لشيء سوى أنهم هتفوا ضد ممارسات حماس في القطاع، كما اعتدوا على الطفل محمد غازي أصلان، الذي يبلغ من العمر 12 عامًا لأنه يحمل صورة سميح المدهون، أحد كوادر فتح، زالذي قتلته حماس ومثلت بجثته.
كما قامت القوة التنفيذية التابعة لحماس باغتيال ثلاثة أطفال هم أسامه وأحمد وإسلام وهم في طريقهم إلى المدرسة، لا لشيء سوى أنهم أبناء بهاء بعلوشة القيادي بحركة فتح، والذي نجحت السلطة في تهريبه إلى رام الله، ليعمل بجهاز المخابرات هناك.
نبش المقابر
لم تحترم حماس حتى حُرمة الموت، حيث قامت أكثر من مرة بنبش قبر سميح المدهون، القيادي بكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، والذي قتلته عناصر القوة التنفيذية بطريقة وحشية ومثلت بجثته بعد مقتله، أمام كاميرات التصوير، والغريب أن عناصر القوة التنفيذية التابعة لحماس لم يكتفوا بنبش القبر وإنما يهددون في كل مرة من يحاول بناء القبر من جديد.
الدعم
«ص» (حذفت اسمه بعد اعتقاله وتهديده من حماس بعد نشر التحقيق في 2008)، تحدث عن جريمة أخرى من جرائم حماس في القطاع، حيث بدأ حديثه معنا بطرح تساؤلًا مطروح بقوة في الشارع الفلسطيني في القطاع، قال: «أين أموال الدعم التي قدمها الشعب المصري, ممثلًا بقواه اليسارية والديمقراطية والإسلامية, والجمعيات والنقابات المصرية للشعب الفلسطيني خلال فترة الحصار؟»، ورد «ص» على تساؤله قائلًا إن «حركة حماس استولت على كل هذا الدعم في ظل سيطرتها على القطاع كله، وقدمته لفئة بعينها على حساب الفئات الأخرى، وهم عناصر حماس، دون النظر إلى بقية أبناء الشعب الفلسطيني».
وقال «ص» إن «المواد الغذائية والعلاجية وصلت في شاحنات إلي المخازن التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، وتم تفريغها أمام أعين الناس وكلهم أمل أنهم سيحصلون على نصيب منها، لكنهم فوجئوا بعد مضي أقل من أسبوع على تفريغها بأن تلك المساعدات قد تم نقلها ليلًا إلى أماكن أخرى متمثلة في مؤسسات وجمعيات ومخازن خاصة تابعة لحركة حماس، ليتم توزيعها بعد ذلك على نشطاء الحركة والمقربين منها».
والمؤسف والمحزن أكثر، كما يقول «ص» وكما رصدنا أن «أجولة الدقيق التي تم توزيعها كانت تحمل اسم الحركة، لا اسم الجهة التي قدمتها، حيث كتب عليها “مقدمة من حماس المحبة”»، بالإضافة إلى أن التوزيع الذي اقتصر على أبناء الحركة والمقربين منها، تم بطريقة عشوائية، حيث أن الكثيرين ممن حصلوا على الدعم لم يكونوا بحاجة ملحة له، والكثيرين ممن هم بحاجة حقيقية للدعم لم يحصلوا عليه».
نضال السرفيطي
رغم تقديمه لأربعة شهداء وأسير، ورغم اعتقاله هو شخصيًا مرتين في سجون الاحتلال الصهيوني، إلا أن «الطامة الكبرى» كما يقول نضال حسني السرفيطي، كانت يوم 14 يونيو 2007 حيث كان «الانقلاب الدموي في غزة، وهي التي اعتبرتها هديتنا من الإخوة في حماس، بعد تقديمنا لأسرى وشهداء، حيث قتلوا ابن أخي البالغ من العمر 22 عامًا، ويدعى محمد عوني السرفيطي بعد أن كان مصابًا في قدمه اليسرى. كان مصاب هو ومن معه، نُقل إلى مستشفى أخرى، وهناك قتلوه مع خمسة من المصابين بدم بارد».
الشهيد محمد عوني، الذي قتلته القوة التنفيذية التابعة لحركة حماس بدمٍ بارد كما يقول نضال السرفيطي، كان عضوًا في كتائب شهداء الأقصى، وكان منضمًا لقوات الشرطة البحرية، وتم اختياره لكفاءته ليكون ضمن المجموعة التي شاركت في دورة للتدريب للقوة الخاصة التابعة للأمن الوطني في مصر، وفي يوم الخميس 14 يونيو الماضي، كان عوني في موقع «أنصار» العسكري في منطقة «تل الهوا»، وحين سُمع صوت إطلاق نار في المنطقة، اتصلت به أخته، فرد عليها شخص غريب وقال: «نحن التنفيذية، أعدمناه وأرحناكي منه».
أصيب محمد عوني بأربع رصاصات في قدمه، إلا أنه نجح في الزحف بعيدًا عن الموقع، حتى نقله البعض إلى مستشفى الشفاء، وهناك اقتحمت قوة من حماس المستشفى وأطلقت الرصاص على الشهيد عوني فأردته قتيلًا، وهناك نقله أهله بشكلٍ متخفٍ إلى مستشفى القدس، إلا أنه وكما يتضح من تقرير المستشفى الذي حصلنا عليه دخل المستشفى جثة هامدة، حيث أُعدم في المستشفى حينما أطلق عليه الرصاص من داخل الاستقبال وقد أصيب ببعض العيارات النارية، أدت إلى نزيف دموي حاد في منطقة البطن والحوض، أدت إلى استشهاده على الفور.
يقول نضال السرفيطي: «هل هذه هي هديتنا بعد معاناتنا ونضالنا لمدة 40 عاما لصالح القضية الفلسطينية؟، هذه هدية عائلة مناضلة قدمت أسرى وشهداء، هديتنا كانت من حماس أن يقتلوا هذا الشاب، حتى أن نشطاء حماس أغلقوا الجامع حتى لا يُصلي عليه أحد صلاة الجنازة، وصلينا عليه في مسجد آخر، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا في يوم انطلاقة فتح بحرق صورته في ساحة الجندي المجهول، حرقوها، وحتى الآن موجودة محروقة ولم أغيرها، تلك هي المأساة الأكبر أن تحرق صورة شهيد على يد حماس، شهيد قُتل بدون أي ذنب سوى أنه فتحاوي».
والله احكي كلمة حق لله كل الي كتب ما هو الا جزء بسيييييط من الحقيقة المرة
بصراحة حماس واتباع الايرانييين هم انجاس ومصاصي دماء
والله يا رب يريجنا منهم في القر يب العاجل
مش هقول غير حسبنا الله ونعم الوكيل فى كل ظالم قاتل وكل واحد بيدافع عن بلد الصهاينة وبيبررلهم ضربه لقطاع غزة (اتقوا الله بقى) كفاية اسفاف واستعباط انتوا مسلمين
كاتب المقال هذا اما يهودي واما من الفلسطينيين الذين باعوا انفسهو لاسرائيل كنت اتمنى ان يذكر كلمة واحدة فيها صدق لاكنه كذاب اشر .
الله عليك وانت بتغرد بكلام لا يصدح الا عن واحد كاره للاسلام عارف الانسا يالقي بكلمة يا يلقي لها بال تهوي فيه في جهنم 70 خريف فما بالك وانت بتقول الكلام ده حسبنا الله ونعم والوكل
كاتب المقال ده اصلا معندوش دين . ايه الفرق بينه وبين ناتنياهو؟