حمساوي يرد في برنامج تلفزيوني: لماذا ترفض حماس المبادرة المصرية؟ عشان كذا كذا كذا…… (وحشة يعني). المذيعة: لأ مش صح، إحنا الإعلاميين راجعنا المبادرة ولقيناها صورة طبق الأصل من مباردة 2012 بتاعت مورسي؟ الحمساوي: الظروف اتغيرت.
فعلا الظروف اتغيرت. إيه اللي اتغير بالتحديد؟ زوال مورسي (خروج الخرفان من السلطة يعني). “التهدئة” اللي فاتت كانت مبنية على تفاهمات الخرفان مع مجمل الطيف الإسلامجي، السيناوي والغزاوي، اللي ضمنت لحماس إيد عليا في السياق الفلسطيني العام، وأوكلت ليها فعليا، مباشرة، وعلى مدى أبعد، دور مهم ضد “الاستعمار العلماني” في مصر. مع انتصار “الاستعمار”، انهزمت حماس ضمن المهزومين، ومعادتش الصيغة القديمة نافعة. معادش فيه ألف “معبر” تحت الأرض مفتوحين ع البحري من السلاح للبترول المدعوم لإرهابيين لكله.
دا أولا، وثانيا من ناحية استراتيجية أصبح على حماس إما الرضا بالتفاهم مع مصر بشروطها، ودا ممكن يدمرها من الداخل لأنها أصلا أصولية إخوانية، أو إنها تشتغل بيدق بإيد قوة ترغب في مناوأة “الانكلاب”. وكما هو الحال في أي تنظيم قائم على فكرة إسلامية هوياتية، الحفاظ على التنظيم أهم من أي أثمان تُدفع من الدماء، خصوصا لما تبقى دماء فلسطينيين “آخرين” (حماس أصلا في 2008 تباهت إن من ال1500 قتيل فلسطيني 48 بس كانوا من كوادر حماس)، خصوصا لأنهم حيتضامنوا طبيعي برغم كل شيء بسبب القصف الإسرائيلي المكثف الوحشي، ليس فقط من حيث عدد الضحايا، لكن بتدمير البنية التحتية والمساكن (حاليا 75% من القطاع بلا كهرباء).