موضوع التدخّل العسكري في سوريا لم أجد له نتيجة مرضية، لم أكتفي بالأدلّة و لم أقتنع شخصياً بإيجابيات التبعات المترتّبة على التدخّل الأمريكي بذريعة إستخدام أسلحة، حتى اللحظة لا نعرف عنها الكثير و لربما هي لا تختلف عن أسلحة صدام حسين التي تبيّن لاحقاً أنها حبر على ورق. بغض النظر عن عدم وجود سبب يجعلني أبرّأ من ينحر الرقاب من تهمة إستخدام هكذا أسلحة محظورة، ألا أن اللعبة ساحتها أوسع من المنطقة الإقليمية و رغم أنني حتى اللحظة لا أملك موقفاً ناضجاً بعد، لكن هناك أشياء يمكن أن يتفق عليها المتابع للقضية عن كثب.
قبل فترة نشرت مقطع من كتاب نايت سيلڤر، The Signal and the Noise عن أن تحفّظات الـ Central Intelligence Agency بخصوص حيازة العراق لأسلحة الدمار الشامل آنذاك، غير أن تلك التحفّظات على مصداقية تلك الإدعاءات لم يتم عرضها أمام الجمهور و إدارة بوش الإبن أستخدمتها كذريعة و قدّمتها كحقيقة. لكن رغم ذلك، كان لابد من تدخّل أمريكا لإسقاط الصنم الذي نصّبوه قبل ٣ قرون، تقريباً رغم الإختلاف على تبعات الحرب، هناك نوعاً من الإعتراف في الوسط الشعبي و نخب الساحة، أن صدام ما كان ليسقط بحل آخر. بمعنى آخر، ذريعة كاذبة، لكن حرب نفعياً أصنفها شخصياً في النطاق الأخضر. و لربما موقف الإستخبارات الأمريكية الآن أكثر وضوحاً، لكنه غير مقنعاً و سيناريو مسلسل العراق يتكرر.
الموقف الآن هنا يختلف، الإسلام المتطرّف الذي يطلب المعونة الأمريكية، كان قبل أكثر من سنتين يحارب أمريكا نفسها على بعد مئات الكيلومترات فقط في العراق!
بشار الأسد طاغية؟ تقريباً لا يوجد جدل على ذلك حتى من بعض مؤيديه، هات ماهو جديد. الوطن العربي ليس بحاجة لديموقراطية، بقدر حاجته للإقتصاد الذي يحتوي الطبقات الشابة و نسبة التضخّم السكاني و الكبت النفسي الذي تعانيه شعوب المنطقة، حاجته لدولة قوية تضبط الأمن و إن أستخدمت القوة، التي كيف تريد أن تستغني عنها في مجتمعات عنيفة؟
علينا فعلاً أن نتعامل ببراغماتية صارمة و إن كان على حساب آرائنا أو مبادئنا أحياناً، الواقع صدقني لا يأبه لك و لا لألف من صنفك. و المنطقة لا تتحمّل أفغانستان أو صومال جديدة. و في نفس الوقت ليست مستعدة لمفاهيم الديموقراطية الليبرالية، كل شيء في أوانه و يحتاج وقته على مايبدو. أنا أتفاجئ عندما أجد المواقف في الشأن السوري تتناوب بين أقصى اليمين و أقصى اليسار، و لربما أحسد البعض على إمتلاكه لموقف مقنع جداً، لكن شخصياً، و رغم متابعتي لأخبار سوريا و المنطقة بإهتمام و تركيز، لم أصل لموقف بعد، القضية معقّدة و سوريا غارقة في الثقب الأسود.
ان الحرب غلى سوريا وجعلها دولة متفككة وسهلة اغتصاب ارضها وشعبها اسوة بالعراق ومصر وليبيا خدمة لاسرائيل وكفار العرب يعتقدون ان الله يتركهم يعبثوا في الارض فسادا ويحرقون الحرث والنسل ومكروا مكرهم والله خير الماكرين الا لعنة الله بلعناته كلها على امريكا وحلفائها من الغرب ويهود العرب