قرر المجتمع الدولي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية عقاب النظام السوري في أعقاب المذبحة البشعة التي شهدتها مدينة الغوطة السورية شرق دمشق الأسبوع الغائب وأسفرت عن مقتل 1200 سوري بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.. أمريكا والمجتمع الدولي لم يتحركا حرصاً على الدماء العربية والحيلولة دون قتل العرب والمسلمين بدم بارد. ربما يكون هذا هو السبب المعلن وبناء عليه تحالفت أمريكا وبريطانيا وفرنسا واستراليا على ضرورة تقويض النظام السوري. وهم في الحقيقة يستهدفون تقويض الجيش العربي السوري. ويزعمون أنهم ينتصرون لإرادة الشعب السوري. والحقيقة أنهم يريدون ضمان أمن إسرائيل في مواجهة الارهابيين العرب. ورغم الاعتراضات والتحفظات والتحذيرات من مخاطر التدخل العسكري في سوريا. فقد بات واضحاً أن البوادر العسكرية الأمريكية في البحر المتوسط لن تعود إلي قواعدها.. إن عادت.. إلا إذا نفذت مهامها في الاجهاز على مقدرات الجيش العربي السوري خلال أيام قليلة وربما قبل أن تخرج هذه السطور للنور. وبمجرد تلقي إشارة الرئيس أوباما بالتنفيذ سواء بموافقة مجلس الأمن الدولي أو بدون موافقته. خاصة بعد أن أعلنت الخارجية البريطانية عن خطورة استمرار النظام السوري.. بعد استخدامه الأسلحة الكيماوية.. على الأمن القومي البريطاني. وفي المقابل حذرت الخارجية الإيطالية من التدخل العسكري في سوريا. وأعلنت روسيا وإيران رفضهما لأي عمل عسكري ضد سوريا. كما أعلن الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي إلي سوريا اعتراضه على التدخل العسكري في سوريا وطالب بسرعة انعقاد مؤتمر دولي في جنيف للتوصل إلي حل سياسي.
* * وفي مفاجأة من العيار الثقيل كشف المندوب الدائم لسوريا في الأمم المتحدة أثناء المؤتمر الصحفي الذي شهدته المنظمة الدولية أول أمس الأربعاء عندما أكد للحضور أن الجيش الحر هو الذي يمتلك الأسلحة الكيماوية وقد استخدمها لأول مرة منذ أربعة أشهر وعشرة أيام. وإن سوريا بريئة تماماً من هذه الوقاحة الاخلاقية على حد تعبيره مطالبا اللجنة الدولية المكلفة بالتحقيق في استخدام دمشق للأسلحة الكيماوية بمباشرة تحقيقاتها في أكثر من موقع للوقوف على الحقيقة. وبرر المبعوث السوري رغبة الولايات المتحدة في الاسراع بتوجيه ضربة صاروخية إلي سوريا برغبتها في تقويض عمل المحققين الدوليين حتي لا ينكشف أمر المؤامرة على سوريا. الأمر الذي أكد عليه نائب وزير الخارجية السوري “فيصل المقداد” من ضلوع الغرب في مساعدة المسلحين “الجيش الحر” لشن هجمات ضد النظام السوري. وفي حين أكد المرشد الإيراني أن تدخل واشنطن سيكون كارثة على المنطقة جاهر رئيس مجلس الشوري الإيراني بتحذير الغرب من الهجوم على سوريا لأن تداعياته ستطول إسرائيل أيضاً..!
* * وواقع الحال أن منطقة الشرق الأوسط سوف تشهد المزيد من المجازر البشرية في حال إصرار الولايات المتحددة الأمريكية وحلفائها على اقتحام الأراض السورية على غرار ما حدث في العراق الشقيق قبل عشر سنوات. فلم يكن لدي العراق أسلحة دمار شامل. وإن كان من المؤكد أن سوريا تمتلك منظومة دفاعية متطورة. فمن غير المؤكد أنها تمتلك أسلحة كيميائية. وإن اتيحت الفرصة كاملة لهيئة التحقيق الدولية. فسوف تؤكد أن مثل هذه الأسلحة قد دخلت سوريا بمعرفة الغرب لتدعيم الجيش الحر مرحلياً واستخدامها في إدانة النظام السوري في الوقت الذي تحدده. وها هو الوقت قد حان للمضي قدماً في تنفيذ خارطة الطريق الأمريكية للحفاظ على أمن إسرائيل بتفتيت الأمة العربية وتأجيج الصراعات بداخل دولها. ومن ثم لن تستمع الولايات المتحدة لأية أصوات تنادي بالحل السياسي للأزمة السورية. وستمضي قدماً في تنفيذ مخططاتها. ولا عزاء للمسلمين والعرب. فقد أصبحت سوريا على شفا حفرة نار سوف تسقط فيها لا محالة. وبالتالى سوف تراق المزيد من الدماء العربية الذكية.
شكري القاضي
احداث سوريا
من يحقن دماء السوريين ؟
اضيف بتاريخ: Friday, August 30th, 2013 في 02:45
كلمات جريدة احداث: احداث, سوريا