هذا يسرق الحياة وذاك يسرق عيد وهذا يحجب السماء وذاك يعدَ للمزيد ..
لا يتعدد الحكام في فلسطين والعراق وأفغانستان وسوريا واليمن وسواها ..كلهم صور من وجه الفقر والهزيمة ..كلهم غول يلقم كل الزهور .. يمتص الحياة من مياه العيون ويغتال الفرحة من قلوب الاطفال ..
وتسأل الصفحات السوداء الدور دور من يا هذه الأيام !!؟ فتجيب الايام بسأمٍ وجمودٍ معتاد ،وتسخر وقد ملَتْ الاعداد والارقام : …دور قطعٍ باهية من الأطفال والنساء والرجال سكنت سوريا يشبهون نجوم السماء تهوي ممسكة الايادي .. رجالٌ تنادي .. ياعرب تقاتل القتال القديم .. دماؤهم الدافئة احبار في اقلام المنافقين ، ومن دمائهم تُسكب كؤوس شراب ..أولادهم ونساؤهم تتمرغ بالتراب و بالتشرد وبالخيام وبالصحاري وبشمسٍ غضبى في النهار ، وبليل بارد بلا جدران ، جدرانه بطانيات المعونة الحزينة ، وبوخز الشتاء الذي لا يقل إيلاماً عن وخز الجوع والحاجة والمذلة والانكسار .. وقريبا سترتفع الخدود الشامية الحمراء من تلكم الورود الصغيرة ، وتخيم مكانها الظلال وسوء التغذية ، وعلى مر السنين ستنطفئ البهجة من كل خيط في نسيج الحياة ولن يبقى من هؤلاء الاطفال الضاحكين سوى أشباه رجال محطمين بائسين يتزوجون وينجبون يلهثون بقوتٍ قليل بلا حياة وبلا كرامة ، ولا يفكر الضمير..لكنه دافع تلك الفطرة .. يدورون في الظروف منهكين مربوطين بلا إنسانية لكنه حب البقاء .. لنظل ندور وندور بتلك الفطرة .. قطيعٌ آخرٌ من عربٍ أسرى .. ضحايا لتخادل الإخوة والضعف المريض الدائم وطمع العدو وقلة النصرة ..
لقد لمم الناس أطفالهم البائسين و كبار السن والمعاقين ممن يشحتون بهم ..لملموا موادهم التي يستخدمونها بعذاب وبمهانة وبلا رأفة وبلا إنسانية .. لملموهم لأنه العيد .. ولم يبق بلا عيد في بلادي سوى المجانين يجوبون الشوارع جوعى ومنهكين دون أن يعلموا بأنهم جوعى ومنهكين ، وفي سوريا بقيت الضحايا ممن لم يحظوا بالموت من نظامٍ مجنون ، وبقي الأسرى في كل السجون .. بلا عيد
انسان
احداث سوريا
دور من يُحرم من الحياة ومن العيد ، ويحظى بالشجب والتنديد
اضيف بتاريخ: Friday, October 26th, 2012 في 21:35
كلمات جريدة احداث: احداث, انسان, سوريا
الله يعين