إن فرض عقوبات سياسية واقتصادية على سورية بالإضافة إلى تعليق عضويتها في جامعة الدول العربية يرى محللون ومراقبون متابعون للشأن السوري ليس إلا الوفاء والشرف والإخلاص لتأدية الأمانة الأميركية التي كانت معلقة في رقبة “عربان” الجامعة العربية، وفي مقدمتهم “حمد” و”العربي”
و من صوتوا على تلك القرارات الخارقة لميثاق الجامعة ونظامها، ويقول المحللون انه ودون الخوض والتحليل فيما توصلوا الى اعلانه أمس، يكفي القول أن القرارات جاءت معلبة وجاهزة وسلمها رؤوس من المعارضة السورية في الخارج، وحسب المعلومات فإن الجامعة العربية عندما دعت إلى اجتماع طارئ بما يخص الأزمة السورية تجاهلت الإجراءات التي قامت بها الحكومة السورية، وهي بدعوتها لم تكن تدعو بالأصل إلى مناقشة الوضع السوري ليصار لها اتخاذ تلك القرارات السوداء، بل جاء الاجتماع ليقرأ فقط ما أملي على مترأسيه من المعارضة مدعومة بالغرب الأوربي والأميركي والقطري، وإن المشاهد التي ظهرت بها على أنها تناقش وتتباحث ليس سوى تمثيلية عربية “خرقاء”.
مصادر معلومات مؤكدة تحدثت عن أنه وبعد ثمانية أشهر من بدء الأزمة في سورية ومرورها بالكثير من المخططات التي فشلت عند أعتاب أقدام السوريين، لم يعد أمام الجهات الرامية إلى إسقاط الدور السوري ومواقفه الداعمة للقضايا القومية والوطنية وفي مقدمتها المقاومة سوى اللجوء إلى جامعة الدول العربية الملاذ الأخير الذي يمكن أن يوفر مساحة من الضغط على سورية من خلال التأثير على عضويتها، إذن فهناك مخطط أراد أن يستخدم جامعة “العربان” مصيدة للإيقاع بسورية.
وهذا المخطط ينطوي على مجموعة من الخطوات أولها، تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية (تمت) ولكن أخذت منحى آخر وهو تعليق العضوية لتمنح من خلال التلاعب على المفردات مهلة للنظام السوري ومقدارها 3-4 أيام وهذا ما تم فعلاً عقب انتهاء الاجتماع الطارئ.
أما الخطوة الثانية فتتمثل بالاعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي تشكل في اسطنبول وهو من حمل جملة القرارات التي أعلنتها الجامعة، وبالتالي تشكل مدة ثلاثة أيام فرصة ضئيلة للنظام في سورية لكي يستجيب لبنود مبادرة الجامعة، وهو الوقت الذي لن تستطيع فيه السلطات السورية التنفيذ الكامل ما أقرته الجامعة مؤخراً واستجابت له سورية، مما يعطي فرصة للاعتراف بمجلس اسطنبول كممثل شرعي وحيد للشعب السوري بمنحه الشرعية العربية بعد انقضاء مدة 3 أيام.
أما الخطوة الثالثة والأخطر في مخطط الجامعة العربية هو أنه وبعد الاعتراف بمجلس اسطنبول سيقوم المجلس بطلب الحماية الدولية وذلك من خلال طلب منطقة عازلة و تدخل تركيا العسكري لفرضها بعمق 100 كيلو متر حتى حدود حلب و يترافق ذلك مع إدخال 3500 مسلّح من تنظيم القاعدة والعملاء السّوريين في تركيا وهم بكامل جهوزيهم لدخول الأراضي السورية، وفق ما أكدته بعص المصادر الدبلوماسية المطلعة، وهنا فقد تتحول سورية إلى ليبيا أخرى وبذلك تكون الجامعة الطفل المدلل لدى الغرب وهي من سيحصل في النهاية على حاضنة عظمى لدى تلك دول أمريكا والاتحاد الأوربي.
إلا أن معلومات أكدت أن سيناريو الجامعة العربية لن يمر في حال قامت السلطات السورية بتطهير المناطق الساخنة من بعض العملاء الذين يمدون الخارج بمعلومات دقيقة عن مجريات الأحداث وبالتالي تزويدهم بالخطط الرامية إلى تأجيج الأوضاع ليتم تصويرها للغرب على أنها فعلا ما يجري على الأرض السورية، وأكثر الأمثلة ما يستشهد على ذلك ما حدث في إبلين مؤخراً في محاولة لتشكيل منطقة صراع عازلة تسمح بتدخل خارجي لقوات عسكرية في مقدمتها قوات تركية .
لماذا يريد النظام القطري ومعه وزير خارجية السعودية تدمير الشعب السوري وتحريضه ضد قيادته هل هذا منهج سليم ورأي سديد لا والله بل هو الهوى وغلبة النفس الشيطانية والخوف من أن تكون الدولة السورية في المستقبل القريب أو البعيد مع النظام الإيراني وتهاجمهم وهذا مما غرس الشيطان في صدورهم ويدفعون من أجل ذلك الدماء السورية إلى أتون المعركة ضد دولتهم وقيادتهم ((ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)) اللهم دمر كل من أراد للشعب السوري وقيادته الحكيمة الفتنة والتدمير علماً أن منهج السلف الصالح دراء الفاسد مقدم على جلب المصالح وهذا لو أفترضنا أن هناك مصلحة من قتل الأبرياء أو التسبب بقتلهم وتفجيع أوترويع الآمنين في بيوتهم عودوا إلى رشدكم يا أحجار الشطرنج واعلموا أن الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها والهم يا الله الرئيس السوري بشار الأسد وفقه الله الحكمة قي معالجة الأمور وانصره على من يرد بث روح الفتنة الطائفية بين أفراد الشعب السوري النبيل
و سيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.
ستنتصر سوريا على المؤامرة الصهيوامريكية القطرية. ان سوريا هي الحصن الاخير امام الصهاينة و الامريكيين و اعداء الانسانية جمعاء. و ما قطر الا جرادة اعتقدت انها صقر عندما نمى لها جناحان و ان حاولت ان تطير فمصيرها في فم عصفور.
يا رب انصر بشارا و اقلب الموازين على من اراد بامة محمد سوءا انك على كل شيء قدير.
الفرج قريب الفرج قريب انشاء الله.
كيف يقبل شعب قطر ان يتم اللعب باموالهم ضد الاسلام و المسلمين؟
فعلاالمشكلةان بشار لا يفهم وليس هوفقط بل الموالين له( شوف ياعربي سوري)العالم اجمع يري ان في سوريه ثورة شرفاء احرار سلميه ماعدا بشار وخدمه الذين لا يحبون الحرية لانهم تعودو ان يكونو عبيد ويقولون ارهابين بصراحة الرد علي امثالك حرام لاننا تعبنامن كذبكم وتزيفكم الواضح والكل يعرف هذا
الجهل يمكن تداركه بالتعلم والمطالعة لتثقيف وتهذيب النفس, ومعرفة التاريخ واجب على كل عربي أصيل.أما الافتراء و الغباء فلايمكن حل هذه المعضلات. فعندما سأل أحد الصحابة الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة و السلام, عن ماهي المعضلة يارسول الله, فأجابه عليه أفضل الصلاة و السلام (افهام من لايفهم).
لقد لاحظت من خلال متابعتي للارأ اعلاه ان الاخ المسمي نفسه بعربي وافتخر ان طريقة طرحه للموضوع تشبه طريقة طرح النظام ممايعني انة واحد من القتلة وهوموظف من قبل النظام واقول له ايها القاتل لن يصدق ماتطرحون اي مواطن عربي فللاسف انتم فقط الذين تصدقون هذة الاكاذيب اتقي الله في اهلك وشعبك ان كان عندك ذرةضمير ولاكن اعتقد انك مثل سيدك لاضمير ولا كرامة لايوجد عندكم غير شويه شعارات عن الكرمة والممانعةوالمواجهة لاعمرنا راينالكم مواجه ولاولا اسالك بالله عليك كم مرةقامت اسرائيل بضرب سوريا في دمشق وغيرها وزاعيمكم المغوار الذي لايشق له غبار(بشار)هو ولاابية الملعون قامو بالرد وفي الاخرتقولي دولة ممانعة ودولة مقاومة فعلا اللي اختشوو ماتوووو
الأهم وفق التقديرات الأولية أن الشارع العربي الذي اعتقد البعض أنه ذهب إلى حيث تريد له آلة الاستلاب الإعلامي والسياسي، يستعيد نبضه وفق معطيات ترشحه لأن يكون متفاعلاً مع الأحداث العربية بصورة تتيح له التفريق بين الحاجات والاستهداف..
وعلى هذا، فإن التفاعل مع الحدث السوري ليس وليد مصادفة بحتة، وبعض المشاهد التي احتضنتها شوارع العواصم العربية ليست ظواهر آنية بقدر ماتؤسس لمرحلة جديدة نقرأ تفاصيلها في الردود المتفاوتة التي تتلاحق تباعاً.. فليست سورية وحدها من يقول إن هناك دعاة فتنة وإن قنوات التحريض الإعلامي كانت شريكاً في العدوان الذي يمارس ضد الشعب العربي والسوري خصوصاً.
بل هناك مفكرون وكتّاب وشيوخ وأئمة لهم وزنهم في الشارع العربي رصدوا الحالة.. قرؤوها جيداً.. وفهموا حيثياتها وتفاصيلها, وهناك نبض عربي يلاحق التطورات ويتحسسس اتجاهاتها.
لقد ساءهم كما ساء السوريين قرار الجامعة.. وأغضبهم كما أغضب السوريين ارتهان بعض الأطراف العربية لأجندات خارجية.. وعبّروا كما عبّر السوريون عن رفضهم لأي تدخل خارجي، ولأي ارتباط خارجي، وكانوا كما السوريين يؤكدون على القرار المستقل والثوابت الوطنية والقومية..
يدركون الفارق وأن ما يستوي هناك لا يمكن أن يستوي هنا.. والفارق كبير، حيث هنا تنظيمات إرهابية مسلحة تقتل وتروّع، وهنا أيضاً حملة أكاذيب وفبركة إعلامية بدأت تتكشف، كما أن هنا أطرافاً أخرى ترسم لأهداف تحاول اصطياد مسار الحراك.
واكتشف الشارع العربي أنه وقع في خديعة الشعارات، وأن هناك فارقاً كبيراً بين رغبة واتجاهات هذا الحراك وبين الأجندة التي تستغله.
على هذه القاعدة يمكن فهم تداعيات المتغيرات وأبعادها، حين أدرك الشارع العربي بإحساسه أن هناك تبايناً واضحاً لابد من الأخذ به.. وأن المسار المرسوم ليس هو الطريق الذي قام من أجله.
لم نشك يوماً في قدرة الشارع العربي على استعادة دوره، ولم نشكك يوماً في مصداقيته التي كانت على الدوام معياراً لتعاطينا مع احتياجاته.
لذلك, كنا نراهن عليه.. ومازال رهاننا قائماً.. وندرك بالتأكيد أنه يمتلك المساحة الكافية للتمييز بين حراك شعبي له متطلباته وبين أجندة تتحرك لتحقيق مآربها على حساب الشعوب العربية، وأنه قادر في النهاية على الفرز.. ومثلما سجل انتصاراته في الأمس القريب منه والبعيد، لابد أن يحقق ذلك اليوم.
معادلة كانت حاضرة دائماً في أذهاننا.. اعتمدناها في الكثير من مواقفنا.. وآن الأوان لتكون المعيار حين تختلط الأشياء!!.
لانحتاج إلى مقارنة.. لكن يبدو أن المقارنة قادمة بإرادة شعبية ستمتد في شوارع وأزقة المدن العربية، وستتسع لتملأ المساحات التي توّهم البعض أنه بإمكانه أن يغيّبها أو يبقيها خاوية..
انا اري ان القرار جاء متاخرجدا—لمن لايعرف النظام بسوريااقول نظام دموي -قاتل-كاذب-اساتذةفي تزيف الحقائق ليس من اليوم بل من ايام حافظ الاسد لعنة الله علية
أمير قطر في بداية الأزمة السورية: سأعرفكم على الرئيس السوري المقبل
استغرب رئيس الدائرة السياسية والعلاقات الدولية في المنظمة العالمية للمغتربين العرب الدكتور محمد ضرار جمّو من التساؤل عن ظهور قطر كـ “رأس حربة” في الحملة ضد سورية، معلقاً في حديث خاص أن “لأمير قطر تاريخ حافل بعدم الوفاء لأي شيء،
وهو الذي خان والده وغدر به من أجل الحكم!”
“منذ بداية الأزمة في شهر آذار وقف أمير قطر ليقول لأحدهم سأعرفك على الرئيس السوري القادم بعد شهر من الآن” تابع جمّو.
وتساءل ” هل يملك أمير قطر الشجاعة لأن ينزل ويتجوّل بين شعبه؟ كما فعل الرئيس الأسد في الرقة؟! علماً أن الرئيس الأسد مهدد بأمنه وحياته!”
وتابع أن الأمير القطري نموذج عن الملوك والأمراء المكروهين من قبل شعوبهم، لأنهم يخدمون الأجنبي على حساب مصلحة الشعوب، وأردف “قطر ومن معها اليوم يسيرون في الفلك الأميركي، ويغطون الاستعمار في المنطقة، والشعوب ستدرك حجم المؤامرة التي يقوم بها هؤلاء بحق بلادهم، وسيأتي اليوم الذي سوف تنقلب عليهم وتخلعهم عن كراسيهم”.
كل ما هو مكتوب احتمالات واردة و لِما لا في ظل جامعة عربية تاريخها يحكي عنها و دول خليج ذات قواعد أمريكية في مياها الخليجية و لكن هنا ك شِق أخر في الصراع السوري لا يُنكره أهل سوريا نفسهم ألا و هو أن الصراع بين الأقلية الشيعة و التي يمثلهم بشار في حكم البلاد و الأغلبية السُنَّة و هذا شئ ليس خفي و إنما جلِي و إن كانت سياسة سوريا كما إيران ممانعة و مُقاومةتجاه أمريكا ؛ فهل من الصمود كل هؤلاء القتلة على يد بشار و هل هذا هو الصمود و لو افترضنا أنها خطة لاستهداف سوريا و قلبها فهل يمكن أن يكون الرَّد بقتل حاكم لشعبه في وقت ثارت كل الشعوب على طُغاتها مما يعني أن ثورة الشعب لن تنتهي و لن يرى أياً من أفراد ليس الشعب السوري فقط و إنما الشعوب الأُخرى أياً من هذه الخططات أمام شلال الدم الذي أهدره و مازال الأسد
حسبنا الله ونعم الوكيل اللهم اضرب الظالمين باللظالمين واخرجنا منهم سالمين يارب العالمين يارب انت اعلم من يكيد كيده لهذا البلد فعليك بهم اصبحنا ضائعين لقد اخذونا للمجهول وعليك بهم يا الله يا ارحم الراحمين
أوردت صحيفة الغارديان البريطانية قبل أيام، تحليلاً للكاتب البريطاني “الستر كروك” بأن “تغيير النظام في سورية يُعدّ جائزة استراتيجية تفوق ليبيا”.
وينقل هذا الكاتب عن مسؤول سعودي كبير، أنه أبلغ في صيف 2011 كبير موظفي نائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني، أن الملك السعودي، ومنذ بداية الأحداث في سورية، يعتقد أن “تغيير النظام السوري سيكون مفيداً جداً للمصالح السعودية”، مشدداً على أن “الملك يعرف أنه إذا كان هناك صعوبة بالغة في انهيار الجمهورية الإسلامية في إيران، فإنه لن يُضعف إيران أكثر من خسارة سورية”.
ويلفت الكاتب إلى نوع من خريطة طريق موضوعة لتحقيق ما يصفه “اللعبة العظيمة – خسارة سورية”، ويتدرج بهذه الخريطة على النحو الآتي:
– المسارعة إلى تشكيل مجلس انتقالي على الطريقة الليبية، بصرف النظر إذا كان لهذا المجلس امتداد داخلي حقيقي.
– إدخال مسلحين مدربين من كل الجنسيات إلى سورية، خصوصاً من الدول المجاورة.
– تصعيد الحملة الإعلامية في مختلف الأشكال، لتصوير أن سورية لا تهدأ فيها الاضطرابات، وأن أعمال التمرد تتوسع.
– تسفيه وتشويه الجهود الإصلاحية للقيادة السورية، ورفض أي لقاء حواري مع النظام من قبل المعارضات.
– التحريض على الانقسامات داخل الجيش والقوى الأمنية بمختلف الوسائل الإعلامية والمالية والابتزازية، بما فيها الحديث الدائم ولو وهمياً عن انشقاقات.
– استمرار عمليات القتل، على الطريقة الجزائرية منذ بداية تسعينات القرن الماضي.
– توسيع العقوبات الاقتصادية، لتطال بشكل خاص الطبقة الوسطى، وترخي بتنقلها على الطبقات الفقيرة.
ورغم أن الكاتب البريطاني يؤكد أن هذه التكتيكات تتجه نحو الفشل – رغم الاستثمارات الضخمة الموظفة فيها – إلا أن سياق الأحداث وتطوراتها يؤكد أن الإصرار على استهداف سورية لن يتراجع ولن يتوقف، ما يعني أن المواجهة مستمرة لحسابات أميركية خالصة، حسب تعبير دبلوماسي لبناني قديم عمل لفترة طويلة في واشنطن، معيداً إلى الأذهان حديثاً لوزير الخارجية الأميركية الأسبق هنري كيسنجر، أجراه مع مجلة “دير شبيغل” في شهر شباط 2008، حيث شدد على أهمية عدم فتح حوار مع إيران إلا بعد فرض عقوبات مؤلمة عليها، وتضييق الخناق على سورية، بما يهدد النظام فعلاً، لأن أي انسحاب من العراق من دون توفير تسوية سياسية سيكون بالنسبة إلى واشنطن كارثة حقيقة، لافتاً إلى “أن الانسحاب من العراق من دون هذه التسوية سيكون بمنزلة تعزيز لقدرات حزب الله وحماس وتأكيده على عجز القوة الغربية”.. وهنا يشدد كيسنجر أنه “على بعض الأوروبيين أن يفهموا أن هذه ليست مشكلة أميركية فقط، وأن مثل هذه النتيجة ستكون خطرة لأوروبا وأميركا”.
فإذا كان ما يتم من مؤامرات لاستهداف سورية، قد جرى تعهده خليجياً وتحديداً قطرياً بدعم تركي أردوغاني، مع تراجع الدور السعودي حالياً إلى خلف الواجهة، بسبب الانهماك بترتيب البيت السعودي الداخلي، إضافة إلى انهماكها بمتابعة التطورات عند جارها الجنوبي اليمني، وما يشهده من أحداث قد تصل إلى مرحلة لا تعود الرياض قادرة على الإمساك به، حيث سينعكس بشكل سلبي وخطير على مملكة الذهب الأسود نفسها، في ظل التنافس الشديد الحاصل بين ما بقي من أولاد عبد العزيز على قيد الحياة وهم عشرة أشقاء والأحفاد الذين بدأ صبرهم ينفذ، خصوصاً أنهم يرون أنجال نظراء أهلهم في الملكيات والإمارات الوزارية صاروا ملوكاً وأمراء وأولياء عهد.
وبرأي مراقبين بدقة لهذه التطورات، فإن السعودية لن تمتثل لنصيحة الرئيس نبيه بري ولاستنتاج العماد ميشال عون بأن دوراً للملك السعودي قادر على إجراء مصالحة سورية – خليجية أو عربية، لأن السعودية لن تخسر إذا انهارت “القيادة” القطرية للمؤامرة على سورية، ولا حتى إذا نجحت المؤامرة على سورية، لأن هذا سيسهم في إضعاف إيران وكل مشروع المقاومة والممانعة.
رغم تعدد أشكال استهداف سورية، فإن دمشق صامدة وتقوى باستمرار رغم الشراسة التي تبدو عليها هجمة استهدافها وهي مرشحة للتصاعد، كلما اقترب عيد الميلاد، في 25 كانون الأول، وخصوصاً أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، مضطر وهو المقبل على انتخابات رئاسية أن يقدم للأميركيين في عيد الشكر، الذي يصادف الأسبوع المقبل، وتحديداً في الخميس الأخير من تشرين الثاني وعداً بخير ما، أو أقله تأكيد على نصر معين، وهو الذي أضحى بطة عرجاء تتلقى الضربات المتتالية في أفغانستان، التي وعد بنصر استراتيجي فيها في نفس مثل هذه المناسبة من العام الماضي، حيث أكد على سحب جنوده من العراق في نهاية 2011، ليعزز حضوره في أفغانستان، لكن ها هي الأيام تعصر ثيابها مؤذنة بانسحابه من العراق دون أي اتفاق، في ظل خسائر فادحة تشير معلوماتها الرسمية إلى أقل من خمسة آلاف قتيل وأكثر من 20 ألف جريح بينهم أكثر من خمسة آلاف مقعد بشكل دائم، ونحو أربعة آلاف مشوه، أما وضعه في أفغانستان فإن الطائرات لا تتوقف عن نقل جثامين القتلى الأميركيين.
وعليه تتضح أهداف التصعيد المتعدد الرؤوس عربياً وتركياً وغربياً وأميركياً، لأن ما بعد الصمود السوري وهزيمة المؤامرة عليها ليس كما قبلها، فعلى الرؤوس الحامية أن تدفع الثمن.. والثمن لن يكون بسيطاً بالتأكيد.
وبهذا صعدت واشنطن دفعة واحدة ضد إيران ولبنان وسورية، صعدت ضد إيران من خلال فبركة وكذبة محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، ثم التقرير الكاذب للوكالة الدولية للطاقة الذرية وضد لبنان من خلال تحريك واستحضار المحكمة الدولية وتمويلها، وضد فلسطين بوقف المساعدات الزهيدة التي تقدمها للسلطة بسبب محاولة انتسابها إلى الأمم المتحدة كدولة كاملة العضوية، ومن ثم اعتراف اليونسكو بها بهذه الصفة.
وترافق هذا التصعيد بتصعيد تركي بالعودة إلى تهديد المنطقة العازلة، لكن أردوغان تلقى من الداخل التركي ما أقلقه وأخافه، فعاد إلى الصراخ مهدداً بقطع الكهرباء، وكان التصعيد الخليجي والعربي من خلال شاهد الزور التاريخي الجامعة العربية، في البداية وضعت الجامعة مبادرة صيغت للقطري بطريقة استفزازية لسورية، وشكلت لجنة ترأسها القطري رمز الانقسام في هذه الظروف، وترددت معلومات في هذا الصدد أن خبراء سياسيين أميركيين وفرنسيين، كان يتابعهم بشكل دائم جيفري فيلتمان وبرنار هنري ليفي وضعوا شكل الصياغة الاستفزازية، لتجعل بدمشق ترفضها، لكن القيادة السورية أسقطت من يدهم أي حجة، بالقبول بهذه المبادرة.
وهنا حاول الأميركي والغربي أن يفتح كل أوكار الدبابير في وجه سورية، فتدخلت واشنطن محرضة الزمر التخريبية بعدم إلقاء السلاح، لا بل تفيد المعلومات أن أموالاً خليجية ومساعدات أميركية كبرى قدمت للمعارضات والمسلحين من أجل تأجيج أعمال القتل والنهب.
وفي المحاولات أيضاً أن وفد المعارضة السورية الداخلية إلى دمشق لم يكتف بمهاجمته من قبل معارضات اسطنبول وبرنار هنري ليفي، بلد بذلت محاولات إغرائية كبرى لجعله ينضم إلى معارضات اسطنبول وبرنار هنري ليفي، والسؤال الآن، لماذا لم يعد بعض المعارضين الداخليين إلى دمشق حتى الآن، حيث ترددت معلومات أن بعضهم قد يكشف عن هول الإغراءات التي قدمت لهم، لأن يلتحقوا بمعارضة الفرنسي من أصل سوري برهان غليون.
واللافت أيضاً أن مجلس الجامعة العربية سارع وقبل انتهاء مهلة الـ15 يوماً المقررة للبث بمساعي وجهود اللجنة العربية في سورية بعد أقل من عشرة أيام إلى الاجتماع، لإعلان نعيها لهذه الجامعة، من خلال تعليقها عضوية أول دولة مؤسسة للجامعة العربية وهي سورية، حيث نص البيان الذي أعلن ولادة هذه الجامعة عام 1945، كان اسم الجمهورية العربية أول اسم، وفي وقت كانت دول مجلس التعاون، ما تزال مشيخات يطلق عليها الاستعمار الإنكليزي اسم “المشيخات المتصالحة” باستثناء السعودية.
وكما أكدت المعلومات الدقيقة، فإن تعليق عضوية سورية في الجامعة العربية جاء ضمن مخطط سبق أن تم التوصل إليه في فندق فورسيزن في مصر في 16/10 وليس في مقر الجامعة العربية، علماً أن هذا القرار يحتاج إلى إجماع وإلى قمة عربية حسب ما ينص الميثاق والنظام الداخلي لهذه المؤسسة، مع العلم أن كلمة سر أميركية خرجت علناً إلى عرب واشنطن قبل يومين من اجتماع مجلس الجامعة تدعو إلى عزل سورية.
باختصار، ثمة حقيقة كشفتها الأيام الماضية التي أعقبت القرار المسخ للجامعة العربية، وهي أن واشنطن تقود حلفاً يضم أنظمة عربية بقيادة مشيخة قطر إلى جانب تركيا، على أن الحقيقة الأكثر وضوحاً، هي أن الولايات المتحدة تعمل بشكل دائم لإعطاء وضخ جرعات إضافية لمجموعاتها، كلما شعرت أن انسحابها من العراق اقترب، وكلما شعرت أن سورية تتقدم وتحقق انتصارات حاسمة على مجموعات التخريب والعمالة، وكلما شعرت أن عربها مربكون.. ويزدادون خوفاً من الغد.
ثمة حقيقة أخرى، وهي أن سورية تتميز في أدائها بهدوء سياسي يغيظ كل الحلف الجهنمي، وهذا بحد ذاته يدل على الثقة والقدرة على صد الهجمة الاستعمارية الجديدة، وأن سورية بقيادتها وجيشها وشعبها العظيم ستنتهي إلى نصر حاسم وأكيد، يشكل إضافة نوعية إلى خيار العروبة الحقيقية والأصلية، ولنهج المقاومة والممانعة..