على طريقة الحكواتي الدمشقي , قال الراوي : يا سادة يا كرام , كان ثمة مغن شعبي في مدينة حماة , يعيش على ضفتي نهر العاصي , في ( الحاضر ) و( السوق ) على السواء , ارتوى من ماء العاصي , وشنّف أذنيه بأشجان النواعير العتيقة , ففاضت حنجرته ألحانا عذبة , صدح بها في مناسبات بيوت حماة الجريحة , يحاول قدح بصيص فرح في قلوب أسر المدينة المكلومة , لقد قتل أربعون ألفا من سكانها في شوارعها وساحاتها وتحت أنقاض مبانيها المدمرة , وغاب في ظلمات الاعتقال ثلاثون ألفا , لم يعودوا , لقد غابوا إلى الأبد ..
كانت رسالة إبراهيم القاشوش بعثا للحياة في نفوس الأسر الثكلى , فالحياة مستمرة , ولو بغياب الأحبة , إن العرس في حماة له خصوصية , فهو تعبير عن الإصرار على الحياة .. كبر اليتيم , وسيتزوج وينجب ولدا يسميه باسم أبيه الشهيد , أو المفقود برسم الشهادة ,
غنى إبراهيم القاشوش للعرس , والنجاح , أعاد البسمة لشفاه نسيتها , والبهجة لعيون أدمنت الدمع , زرع إبراهيم الأمل والتفاؤل في قلوب كواها الأسى , ونفوس أضناها الانتظار , لغائب لن يعود أبدا .
كبر الأيتام في حماة , صاروا ثوّارا , لقد انضموا لثورة أطفال درعا , ذوي الأظافر المقتلعة , والوجوه المحروقة بالسجائر , والأجساد المصعوقة بالكهرباء , انحازوا لحمزة الطفل الذبيح , وعجائز بانياس القتيلات , والآلاف المؤلفة من أبناء الشعب السوري القتلى أو المختطفين , كانوا شباب حماة ملء السمع والبصر , سبقوا كل مدينة وبلدة وقرية , لم تكن الثورة لديهم فعلا جديدا , كانوا ببساطة يكملون طريقا سلكه آباؤهم الشهداء , بعدما خطّوه بدمائهم ..
كان إبراهيم القاشوش حاضرا في المقدمة , كانت حنجرته الذهبية تصدح بأناشيد الثورة :
يالله إرحل يا بشار !
سورية بدها حرية !
كانت الجموع تردد خلفه من صميم قلوبها ..
نصب الأمن الجبان لإبراهيم كمينا وقام باختطافه , وفي أقبية الإجرام الرسمي تم إنزال أسوأ أصناف التعذيب بإبراهيم الذي قابلها صابرا محتسبا , لم تلن له قناة , ولم تهن له عزيمة , لقد رفض كل ما طلبوه منه من الانحياز من صف شعبه وأهله إلى جانب النظام المجرم وعصاباته الأمنية الفاجرة , وشبيحته المتعطشة لسفك الدماء ..
كان النظام مرتعدا من حنجرة إبراهيم !! فقام مجرمو الأمن بذبحه من الوريد إلى الوريد واستئصال الحنجرة الثائرة ..
وجد أهالي حماة جسد ابنهم ابراهيم طافيا على أمواج العاصي , كان إبراهيم مذبوحا , وكان الحقد منصبا على حنجرته , تذكر الأهالي أشهر طبيب عيون في سورية الدكتور عمر الشيشكلي , الذي طالما عالج عيون الناس بالمجان , يوم وجدوه في المكان ذاته الذي وجدوا فيه إبراهيم بلا حنجرة , كان الدكتور عمر الشيشكلي طبيب العيون ذبيحا وقد اقتلعت عيناه !!
ذهب إبراهيم إلى ربه , ولكن أغانيه التي صدح بها في ساحة العاصي بحماة , انتقلت إلى كل مدينة وبلدة وقرية سورية , صارت على كل لسان , صدحت بها حناجر الكبار والصغار في طول الوطن وعرضه , لقد باتت نشيد الثورة المباركة في سورية , التي لن تهدأ بإذن الله حتى تطّهر سورية من القتلة المجرمين , من البعثيين والطائفيين أعداء الحياة .
عبد المنتقم الشامي العمري
احداث سوريا
إبراهيم القاشوش..الفنان السوري الذي كلفه فنّه..حياته
اضيف بتاريخ: Monday, July 25th, 2011 في 18:59
كلمات جريدة احداث: احداث, احداث سوريا, سوريا
الله يرحم كل الشهداء بس القاشوش وامثاله انا بعتبره منتحر وليس شهيد وفي غير بلاد مجرد التلفظ باالاساءة الى هيبة الدولة فيها سجن ثلاث سنوات ومافوق مابالك اذا كانت الاساءة لشخص رئيس الدولة ولا مادريت شو صار باالمغرب وغيرها والاحلى من هيك بدي افهم شو عرفك انو رفض الامتثال لاوامر النظام اثناء تعذيبه والوقوف معهم ضد الشعب شو كنت موجود بجلسة التعذيب مثلا
لماذا تريدون تدمير الشعب السوري لماذا تريدون قتل ابنائه هل من الأنصاف اتهام الرئيس بشار وفقه الله بما لم يعمل ومحاسبته على جرائم قام بها غيره وهو الرئيس المحب للوطن وابناء وبنات الوطن السوري ويحاول أن يرتقي بهم إلى مصاف الدول العظمى فخافوا الله يادعاة الفتنة ولا تدسوا السم بالعسل واعلموا أن الحق أبلج والباطل لجلج
شكرا شكرا شكرا لك اخي عبد المنتقم ورحم الله الشهيد ابراهيم قاشوش ولن ننساه وسنضل نردد اهازيجه العذبه في كل انحاء سوريا الحبيبه 0 ولا نستغرب من نضام القمع والقتل نضام ال الاسد الجرامي وما فعلوه بشهيد الوطن ابراهيم قاشوش وكل من ستشهد في سبيل حرية بلدنا الغالي قتلوه لنهو قال الحق قال ارحل يا بشاار وقال وقال له تضرب انت وحزبك وطز فيك وفي الي بيحييك وروح صلح حرف الاس كلماته كانت اقوه من قذائف الدبابات ورصاص الامن الخائن للشعب كلماته ارعبتهم اللهم ارحم ابراهيم قاشوش وكل من ستشهد في سبيل حرية سورياا اللهم يا يا جباار يا قهار ارنا في بشار واعوانه يوما اسود قريب غير بعيد 000
شكرا جزيلا فيديو لأهازيج الشهيد إبراهيم القاشوش في هذه الصفحة , صفحته رحمه الله ..
لن يطول الوقت بإذن الله حتى ينتصر الشعب السوري , وسيدرس أبناؤنا في مناهجهم , شاعرا فنانا سوريا شابا ,جاهد من أجل حرية سورية وكرامة شعبها بشعره وفنه , أعطاها صوته ونبضات قلبه , فسقط شهيدا بأيدي عصابة من اللصوص القتلة استولت على وطننا سورية في غفلة منا , فسرقت البلاد وأذلت العباد , لكن شعبنا ثار عليها أخيرا , وقدم آلاف الشهداء , حتى انتزع حريته وكرامته , هذا الشاعر الفنان الشهيد اسمه ابراهيم القاشوش .
لا حول ولا قوة إلا بالله , وإنا لله وإنا إليه راجعون , وحسبنا الله ونعم الوكيل في هذا النظام السفاح , الذي يقتل الناس ويمثل بهم , والله إني اختنقت بالبكاء , كنت سمعت هذه الأهزوجة ولكنني لم أعرف اسم مغنيها , ولم أعرف بالطبع مصيره المحزن !
رحمك الله يا إبراهيم , وأنزل غضبه ولعناته على المجرمين القتلة , بشار وماهر وعصاباتهما .
آمين يارب من حرقة قلبي ودمع عيني وغصة حلقي , وأنت يا ربي شهيد .
أخي القارئ الكريم ..
إن اسم طبيب العيون الشهيد هو الدكتور عمر الشيشكلي , وليس محسن الشيشكلي أستاذ القانون , ولقد قمت بإرسال التصحيح إلى إدارة الجريدة , وأرسلت نسخة ثانية من هذه المقالة مصحح فيها الاسم , ولكن المقالة الأولى سبقت للنشر , أرجو ملاحظة ذلك .