أحبتي في الله.!
أود أن أطرح عليكم سؤال لكي تجيبوا عليه بأنفسكم ولتسمعوا الجواب لعقولكم أنتم والسؤال هو: ما هي الطريقة الأجدى والأكثر فاعلية التي تمكن المستعمر الأمريكي من السيطرة على العالم أجمع بأقل تكلفة؟
الجواب الذي يتمكن أي عاقل الحصول عليه بعد تفكير طويل هو مختصر بكلمتين وهما: السيطرة على العقول.
إن أي حرب خاضتها الويلات المتحدة الأمريكية ضد أية دولة وتحت أي شعار هي بالحقيقة حروب ضد الإنسانية…. فعقولنا لا تصدق ما يقوله المستعمر الأمريكي من حجج عبر قنوات الميديا ووسائل الإعلام كافة, لأننا أيضاً لا نستطيع الإقتناع بها, والسبب بسيط لأننا نمارس حقاً يصعب على الويلات المتحدة الأمريكية حرماننا منه وهو التفكير, وبالحقيقة فإن الشعوب العربية أصبحت عدواً ضمنياً للويلات المتحدة لأنها تمتلك ليس فقط الثروات من النفط والخامات الثمينة, ولكن لأننا نفكر ونبني رأياً شخصياً, الذي بدوره يجعلنا رافضين للانصياع للرغبات الأمريكية لعلمنا المسبق بأنها ضد البشرية ولو كانت تحت شعار ضمان حقوق الإنسان أو الحرية أو الديمقراطية, فنحن شعوب لها قواعدها التي نسير عليها وأهمها بأننا شعوب لا تصدق ما يقوله المستعمر الأمريكي لآن ما يسوقه سيصب في نهاية المطاف في مصلحته هو قبل كل شيء, وإن إحدى أكثر الأشياء المحزنة المتعلقة بتاريخنا هي كثرة المرات التي أعاد فيها التاريخ نفسه, ولأننا في كل مرة لا نستفيد من العبر التاريخية ولكن الحمد لله بدأنا أخيراً لا نأخذ وسائل الإعلام أو الصحافة المسوقة للمستعمر على محمل الجد في بلادنا العربية, بعد ما تبين لمعظم الشعوب العربية أن هذه الوسائل الإعلامية لم تكن أكثر من موظفين بدون أجر لوزارة الدفاع الأمريكية , والتي كانت في معظم الوقت تعمل كوكالة علاقات عامة غير رسمية لمصلحة الحكومة الأمريكية. هذه القنوات العالمية الأمريكية أم الغربية أو المتعاونة مع السياسة الأمريكية تبث الرسائل اليومية, هذه الرسائل الموجهة إلينا, هي على سبيل المثال تلك التي تجدونها باستمرار في الأخبار , ولكن لا يتم اكتشافها من قبل الأكثرية العامة للشعوب, هي تلك الرسائل التي تؤثر على عقولنا, والتي يتم إخفائها في الموسيقى, والدعايات والأفلام, وحتى عبر الرسوم المتحركة, وعروض التلفاز. وبشكل بطيء لكن مؤكد, ستتمكن وسائل الميديا بتوصيل تلك الرسائل سواء بعلم أو من دون علم, لبلوغ هدفهم عبر عملية التلاعب في العقول لتحرمها من التفكير و التحليل, وذلك من خلال تكرار الخبر بأشكال مختلفة حتى ولو كان كاذباً, ولكن في النهاية سيصبح لهذا الخبر الكاذب الهادف للتلاعب بطريقة تفكيرنا مكاناً في عقولنا للأسف . حيث في النهاية يمكن تسويق الكذب على أنه الحقيقة والعكس صحيح…
إن الإنسان العاقل الواعي بتفكيره ينظر ويحلل ويفند ليرى ما يقارب الشعوب من بعضها لأننا نعيش على كوكب واحد, وأرض واحدة, أي أننا نحاول إيجاد أشياء تشير إلى أوجه الشبه بيننا, عوضاً عن أوجه الاختلاف , أما الاستعمار الصهيوأمريكي يحاول دائماً بث ما يفرق, و يظهر أوجه الاختلاف بين الشعوب,( ديانات , طوائف, مذاهب, أعراق, قوميات, الى أخره), وهذا هو الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام والسياسيون, الأشياء التي تفرق في ما بين الشعوب, الأشياء التي تجعلنا مختلفين بين بعضنا البعض في العالم, وهذه هي الطريقة المتبعة من الطبقة الحاكمة الأمريكية المستغلة لعقول و ثروات الشعوب ,والتي تحاول جاهدتاً التفرقة بين دول العالم وتقسيمها إلى دول كبرى و دول عالم ثاني وثالث, وتصنفها على أنها دول إرهابية, ودول اعتدال, ودول انعزالية إلى آخره, ولكن بشكل أساسي هناك الدولة الأمريكية والدول الأوربية والبقية هم من دول العالم الثالث. حيث أن الاستعمار الأمريكي يضغط على الدول الأوربية لتنفذ رغباته في ضرب أو حصار الدول الباقية من دول العالم الثالث , لإجبارهم على الاقتتال, والدخول في حروب طائفية وأهلية ,التي بدورها وبعد أن تنتهك حرماتها وقدراتها ستلجأ هذه الدول المتحاربة في نهاية المطاف للدولة العظمى القادرة على ايقاف ذلك , أي الويلات المتحدة الامريكية التي ستلعب دور الراعي المحب للسلام والمحافظ على حقوق الإنسان والديمقراطية العالمية بعد حصولها على طلب العون وإيقاف الاقتتال من هيئة الامم المتحدة التابعة أصلا لها أيضا… أما الدول المتحاربة التي انهكت ودمرت بنيتها التحتية ستلجأ لطلب العون والقروض المالية الكبيرة التي ستثقل كاهلها لسنين عديدة من البنك الدولي التابع أيضا للدول الاستعمارية….
أي ستبقى هذه الدول في نهاية المطاف مستعمرة أمريكية لأجيال وأجيال, وستنفذ ما يطلب منها المستعمر الأمريكي حتى من رأس دولتها, لأنه سيكون الخادم المطيع للأوامر الأمريكية لعلمه بأنه سيحاسب حساباً عسيراً إذا لم يستجب وهذا ما نراه الآن في بعض الدول العربية وبعض دول العالم للأسف…
وهذا هو حقيقة المستعمر القبيح المتستر خلف عباراته البراقة المحببة من قبل الشعوب المقهورة أصلاً منه ومن ضغوطه الاستعمارية, ومن حصاره الاقتصادي المفروض على تلك الشعوب – وهي: الحرية, الديمقراطية,و حقوق الإنسان.
أخيراً أقول إن أعظم أشكال السيطرة التي يمارسها المستعمر الأمريكي هو عندما تظنون أنكم أحراراً, بينما أنتم في واقع الأمر مُستَعمرين, وبشكل أساسي قد تم التلاعب بكم وتم استعماركم فكرياً…
وإني أرى أن الشعوب العربية جميعاً قادرة للوقوف بوجه كل ما يحاك من أساليب استعمارية, والحل بسيط في الحقيقة حيث يمكننا في البداية إيجاد ما يجعلنا متقاربين, أي تلك الصلات التي تجمع في ما بيننا لتوحيد قدراتنا العربية لرص الصف العربي, لكي تصبح الأمة العربية قوة لا يستهان بها قادرة على الصمود في وجه أي مستعمر للعقول قبل كل شيء, وإن ما لدينا من مقومات عربية أصيلة عديدة قادرة على توحيدنا, والمهم هو إيجاد الإرادة المطلوبة شعبياً و حكومياً, و التعاون في مابينا ضد الويلات المتحدة الامريكية ,وهكذا سنضمن لأجيالنا القادمة الحياة الكريمة الآمنة من استغلال أي مستعمر للعقول قبل كل شئ….