أن أمر هذه الثورات لعجيب .. ذلك أن الشعوب المقهورة الضعيفة التي جُرعت العجز والخوف منذ الصغر تنهض فجأة ضد ظالميها غير آبهة بالبقاء الذي طالما حرصت عليه ، إذ أنهم لم يتركوا لتلك الشعوب سوى ذلك البقاء بأنفاس القهر والفقر ، ومع ذلك فهاهي تثبت أنها العمدة وأنها واسطة العقد بين شعوب الدنيا.. أما الجانب العجيب الآخر هو توجه عيون العصابات العربية الحاكمة بعد أن امتلأت بكل الغضب وازدادت احمرار كمن ينازع أنفاسه الأخيرة فصبت جم غضبها على رجل واحد بعينه وهو الدكتور عزمي بشارة ليثبت ذلك للدنيا أن بشارة هو العمدة وهو واسطة العقد بين المحللين لهذه الثورات وأنه رجل الشعوب العربية .. حماه الله للملايين
لذلك فإنني أناشد الشعوب العربية الصبر والثبات وأن لا يأبهوا لتلك الأصوات التي تستميت حتى اليوم في ممارسة نفس اللعية منذ عشرات السنين وهي العبث في عقول البسطاء وقليلي الوعي من أمة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. فقد تحدثوا وأرغوا وأزبدوا كثيراً في تحريم الخروج على الحاكم شرعاً وديناً ، بدعوى تجنب فتنة إراقة الدماء إذ أن قوة الشعوب لا تضاهي قوة الحكومات وأن نبينا محمد عليه السلام أوصى بحرمة الخروج على ولي الأمر ولو كان ظالماً .. على أن هناك أموراً خطيرة يتجاهلها الكثيرون ، منهم عمداً ومنهم جهلاً ألا وهي أن هؤلاء الحكام قد تجاوزوا بكثير حد الظلم وانتقلوا إلى الموالاة .. موالاة حكام المسلمين لأعداء الأمة وذلك بتمسكهم بكل معاهدات السلام بل والصداقة الحميمة والمعاهدات الاقتصادية والسياسية و…… رغم مساندة أؤلئك الحثالة من المستعمرين الاوروبيين والامريكان لليهود ضد الفلسطينيين في كل الحروب كحرب غزة الاخيرة والتي حاصر فيها حكام العرب الشعب الفلسطيني في غزة لأجل إسرائيل وفي حرب لبنان كانت الطائرات الامريكية تقلع مزودة بالوقود من الاراضي العربية لتدق أعناق الاطفال والنساء ثم من ساندهم في احتلال العراق وافغانستان وتدمير الدور والمساجد وسحل المسلمين !! وهناك الأكثر كالخوض في رسول الله ولا نجد المسألة في انتهاك حق النبي قد اقتصرت على دولة بل اجتمع الاتحاد الاوروبي لمساندة تلك الدولة وأخذت الصور تنتشر كالنار في الهشيم ليتفرق بينهم حق رسولنا الحبيب فداه أبي وأمي ……. كل هذا ويزيد ، وحكام المسلمين متمسكون بمودتهم ، أم أنكم تنسون أيها العرب !؟ فبكلمات بسيطة من عند الله – من والاهم فهو منهم – فإن حكامنا ليسوا بأولياء أمر…. ثم تأتي فتنة الدين والتي مراعاتها أولى من مراعاة فتنة الدم …فنجد شباب من المسلمين يحرقون أنفسهم بسبب الظلم فكأنهم يموتون على الكفر ونجد الكثيرين من الأسرى في جونتانامو والبلاد المحتلة وغير المحتلة قد فتنوا في دينهم داخل السجون وما يحدث فيها ، وقيل أن منهم من كفر .. بالله عليكم ألا يعد كل ذلك فتنة في الدين …رمي القرآن في مراحيض جونتانامو .. اغتصاب أعراض المسلمين رجالا ونساء …إجبار الاسرى العرب ممارسة العادة السرية امام الصحفيين فيقولون لهم انظروا إلى الحيوانات … سب رسولنا… كل هذا أليس فتنة في الدين .. فلأمت إذن وليمت مثلي ملايين إن كان ثمناً لتحطيم هؤلاء الحكام الكافرين بنعمة الله عليهم وبما عاهدوا الله عليه , وإن كان ثمناً لعهد جديد بإذن الله ينيره الله بالحق والايمان ….
أما فيما يخص الدكتور بشارة والحملة الشرسة ضده فإنني أناشد كل الشباب في مصر واليمن وسوريا وغيرها أن يساندوه وينصروه بشتى الطرق المتاحة , فقد ساند الشعوب المقهورة وهو يعلم أنه يفتح على نفسه باب جهنم ، ويعلم أنه ليس في وطنه ومع ذلك يقف هذا الفلسطيني الشامخ إلى جانبكم .. أفلا تقدرون شجاعته والتي عدها استثمارا أخلاقيا وانسانيا وعربيا لن يندم عليه … فهل ستتركون انصار الأنظمة العربية الذين امتصوا روح الحياة منا سنينا طويلة .. ستتركونهم ينالون من رجلنا .. أتتركون أصدقاؤكم والذين أخلصوا لكم يتعثرون في الطريق لأنهم ساعدوكم رغم حساسية موقفهم !؟ أقلها فإنه يجب على الشباب العربي أن يعد حملة لمؤازرة بشارة والتعريف بمكانته في قلوبهم فلا يعد أحد يتطاول عليه مرة أخرى إذ أنهم يتصيدون له الكلمة كي يصنعوا منها فيلما فينشروا ويزيدوا من تفعيل تلك المواقع في النت ، كما أن مؤازرتكم له ستشعره بالتعويض والراحة وبأن استثماره معكم لم يذهب أدراج الرياح ……. كم أعجب من هذا الرجل ..لماذا لا يترك البلاد العربية المنهكة ، وشعوبها بطيئة الانقاذ
روزا
احداث سوريا
ثورة الشعوب على الظالمين وثورة الظالمين على بشارة
اضيف بتاريخ: Friday, April 22nd, 2011 في 18:38
كلمات جريدة احداث: احداث, احداث سوريا, روزا, سوريا