من يقول أن سبب الحروب الدائم في الدول العربية و تحديدا في الشرق الاوسط ,هو المحور الامريكي الاسرائيلي, فأقول له نعم, و لكنه يبقى في الدرجة الثانية من الخطورة. فالخطر الحقيقي و الاول يكمن في تبني الافكار الامريكية و الصهيونية في العديد من قيادات الدول العربية التي تفضل علاقات الصداقة المزعومة, على حساب شعوبها أولا , و كافة الشعوب العربية ثانيا.هذه القيادات التي تشبعت بحياة المجون و الابتزال, التي اطلقوا عليها اسم الديمقراطية. هؤلاء الذين يستمتعون برؤية المذابح الاسرائيلية اليومية على شاشات الفضائيات, بل و يشجعون قتلت الانبياء على تفرقة الصف العربي, لزعزعت الاستقرار في المنطقة حتى ولو كان على حساب قتل الاهالي الشرفاء الصامدين في العراق وليبيا و لبنان و فلسطين واليمن و سوريا, للتمسك بمقاعدهم الحاكمة. بل لديهم الاستطاعة لسلخ كرامتهم , و عروبتهم, و دينهم من أجل كلمة ترحيب من الارهابي المستعمر للعقول قبل الاوطان أوباما و حلفائه. حيث بات التسارع للمصافحة مع أوباما و أمثاله وسام شرف يعلق على صدورهم, ليمحي ماتبقى لديهم من بصيرة عربية, بل يدفعون ثمن غال لهذه المصافحات من دماء أبناء أمتهم, ويقدمون مليارات الدولارات لذلك, وهم على علم بأنها لن تخدم مصالح شعوبهم, و لا مصالح أمتهم التي باتت عبئ أخلاقيا عليهم,لذا فهم يحاولون الخلاص من أي صبغة عربية, ليطلقوا على أنفسهم اسم الاعتدال, عوضا عن المتخاذلين. فان كان العالم كله قد ابتلي ببوش واحد, فاننا قد ابتلينا بالعديد منهم في امتنا العربية . لقد نسي هؤلاء معنى الامة و الفداء, لقد نسي هؤلاء معنى الكرامة و العزة و التضحية من أجل الوطن. و يحاولون تعليم أجيالهم, بأن التخاذل, هو بالحقيقة الصمود . و أن الخنوع للمستعمر, هو مغزا السلام الحقيقي. و أن العروبة هي حلم يصعب تحقيقه.
ان القيادات السياسية في المجتمعات الغربية و الامريكية, يمكنها أن تحيك لك قصصا و سيناريوهات مختلفة,لكي تخفف من مقاومة من تريد استعماره سياسيا, فكريا, أم فعليا. ولكنها منذ البداية صادقة مع شعوبها, و صادقة مع نفسها.بل ان طموحها الاستعماري, هو لتحقيق مكاسب في المستقبل البعيد لأجيالها, للحفاظ عليهم, و للتطويرها العلمي الحثيث. و في المقابل نرى العديد من القيادات السياسية العربية, التي تحيك لشعوبها الكذب, و النفاق, لتحقيق مأرب فردية, شخصية, و لو كان على حساب شعوبها, وكرامتها. بل اننا نراها الان قد تخطت كل القيم و الاعراف. و باتت اليد الاولى المساعدة للمستعمر, لتحقيق مأربه. و بدأت تحضر قواميس المعرفة لأجيالها, بأن الاستعمارهو بالحقيقة صديق, ولكن مع بعض اختلاف في وجهات النظر. و أن الكرامة, هي مفهوم خاطئ متعارض مع حقوق الانسان. بل وأن المقاومة و الدفاع عن الارض و العرض و الكرامة, تخالف مبادئ العقيدة الاسلامية السمحاء, و يجب على الشعوب التصدي لمثل هذه الافكار الرجعية, بل هي الارهاب الذي يجب اجتثاثه. ولو كان لديهم القدرة على اعادة شعوبهم الى بطون امهاتهم, ليلدوا من جديد عبيدا, لفعلوا. وهذا كله فقط للحفاظ على مقاعدهم القيادية, و مأربهم الشخصية, و البعض منهم أصبح يصرف المليارات لتسكيت شعبه الذي لاحاجة له بالمال, بل هو بحاجة للصدق مع النفس… ولكننا في سوريا نعلم جيدا بأننا بحاجة للأصلاحات, وأهمها محاربة الفساد و المفسدين, وبحاجة لتحسين ظروف المعيشة الصعبة, ولكن ليس على حساب مبادئنا القطرية كانت أم القومية, ونرجوا الله أن يمد يد العون لنا لتحقيق ذلك, كما و أننا على علم بأن سيادة الرئيس حماه الله بحاجة للنظر على كل من حوله, و أقول له أن شعبك يثق بك ياسيادة الرئيس, وينتظر منك الاصلاحات المعروفة من قبلكم, وسنبقى معك دائما أوفياء للعهد, حماة للديار
الدكتور نصر نادر
احداث سوريا
رؤية حول احداث سوريا والوطن العربي
اضيف بتاريخ: Monday, April 11th, 2011 في 07:52
كلمات جريدة احداث: احداث, احداث سوريا, الدكتور نصر نادر, سوريا