مؤمن ماجد

احداث مصر

ختان المجتمع

وكأن المجتمع فقد عقله.. ضاعت البوصلة.. ضللنا الطريق… هل نبحث عن الإصلاح أم الانتقام؟ هل هدفنا تصحيح الأوضاع أم اغتنام المكاسب علي حساب وطن كان يحلم بالحرية فأصبح يبحث عن الهوية. مشروعات القوانين التي تطرح علي البرلمان تمثل نموذجاً صارخاً لحالة عدم الاتزان وغياب العقل… وعندما يغيب العقل يصبح كل شيء ممكناً وكأننا في زمن اللا معقول. مشروع قانون يسمح بزواج البنات من سن 12 عاماً.. جريمة في حق الإنسانية.. اغتيال للبراءة.. تدمير لمجتمع يبحث عن قيم جديدة فأعادوا له عادات سقطت منذ عقود طويلة.. مبررات مشروع القانون يغلفونها بغلاف ديني حتي لا نملك حق الاعتراض. مشروع قانون يطالب بالعفو الشامل عن كل الجرائم السياسية من عام 1976 حتي ..2012 هل هناك منطق في هذا العفو؟.. هل نسقط التهم عن الإرهابيين والقتلة ومن خانوا الوطن من أجل تبرئة اشخاص أصبحوا يمتلكون النفوذ والسلطة؟.. ما فائدة اوكازيون العفو؟ هل هو طريقنا إلي النهضة؟.. هل نصدر شهادة ميلاد للوطن أم لأشخاص؟.. هل مصر أولاً أم أن مكاسب هؤلاء هي الأهم؟. مشروع قانون يطالب بمنع الاقتراض سواء من الداخل أو الخارج بدعوي شبهة الربا.. الاقتراح جاء أثناء مناقشة قرض ميسر لمشروع صرف صحي.. يبدو أننا نعد اختراع نظام لحكم العالم.. نحن نصدر القواعد وعلي الجميع الالتزام بها.. تعالوا نغرق في الصرف الصحي حتي يرتاح نائب يحفظ الدين ولا يفهمه. نائب يطالب في البرلمان منع لافتات الإعلانات في الشوارع وحظر إعلانات الجرائد والتليفزيون لأنها تحوي صور سيدات غير منتقبات ولا محجبات ويري أن ذلك اثارة للشباب وتحريض علي الفسق والفجور.. هل جاء هذا النائب من التاريخ القديم؟.. هل كان محبوساً في كهف وخرج ليفاجأ بالعالم الجديد؟ برلمان ينتفض لأن مواطناً مصرياً احتجزته دولة عربية بتهمة حيازة مخدرات.. ونفس البرلمان يغمض العيون بعد فضيحة القافلة التي ذهبت لقرية في الصعيد من أجل تشجيع ختان الاناث مقابل كرتونة من السمن والزيت والسكر!. مشروع قانون بإلغاء الخلع بدعوي أنه من قوانين سوزان مبارك لمجرد أنه صدر في عهد الرئيس السابق.. حرمان المرأة من حق إنساني تكلفه كل الأديان.. عودة إلي عصر سي السيد.. هل نعيد للمرأة حقوقها وكرامتها أم من الأفضل أن نعود إلي عصر وأد البنات؟.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, May 21st, 2012 في 18:29

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي