صلاح حامد

احداث مصر

لقاء مع الشيطان

كنت كلما رأيت صورته في الصحف أبصق عليه وألعنه وإذا فتحت التليفزيون وشاهدته وهو يتنطع ويجادل بالباطل بحماس وبدون أن يرمش له جفن أصاب بالغثيان فأسرع بغلق التليفزيون لأتفرغ للدعوة عليه بالويل والثبور وأن تكون نهايته مثل كل شيطان مارد أو فرعون متجبر وظالم.
نعم لم يكن الفاسد الوحيد في الأرض فالنظام السابق أفرز الآلاف من أمثاله لكنه تفرد عن الجميع ب “سحنة” مرعبة مركبة في رأس كبيرة جدا لا أعرف كيف تستطيع كتفيه أن تحملاها.
قد يقول قائل: وهل رأيت الشيطان من قبل حتي تشبه عميل المخلوع به؟ أقول لا.. لكنه وقر في قلبي علي هذا النحو وكنت أتخيله في هذه الصورة البشعة حتي انني تمنيت لو كنت السياف في حكايات ألف ليلة وليلة فأجتز هذا الرأس القميء وألقي بها للسباع.. لكن كيف لي بذلك فهو يشغل موقعا قياديا بالحزب المنحل ودوني الأمن المركزي وأمن الدولة وغيرهم من القوات التي كانت مهمتها حماية الأغوات.. لكن الله قدر وشاء.. سقط الصنم الكبير فتهاوت الأصنام الصغيرة التي كانت حوله.. ومن بينها هذا الشيطان.
في خضم أحداث الثورة وبمجرد أن توارت صوره من الصحف وشاشات التليفزيون التي كانت تفرضه علينا ليل نهار ليدافع عن أسياده ببجاحة لا تضاهيها بجاحة العاهرات تواري طيف صاحب الوجه الثقيل من خيالي وانزوي في ركن مظلم من الذاكرة.. حتي كانت المفاجأة التي لم أكن يوما أحلم بها.
منذ عدة أيام التقيته صدفة ووجها لوجه فقد أصبح بدون قيمة “زي فردة الجزمة القديمة” ومرطرط مثل غيره من المرتزقة بتوع النظام السابق الذين أصبحت قيمتهم الورقية صفر كأسهم الشركات المفلسة في البورصة وان كانت خزائنهم متخمة بالمال “السحت”!!
لم يكن لقاء خاصا والحمد لله فمن يتمني أن ينفرد بلقاء مع الشيطان.. كان يتحدث مع مجموعة من الفلول الذين كانوا يلهطون الفتات من علي موائد السلطان.. كانت المجموعة تخطط للحصول علي قطعة من تورتة مجلس الشعب ولوا بالانبطاح تحت الأقدام والزحف علي البطون كالأفاعي والثعابين حتي لا يشعر بهم الثوار فيضربونهم ب “البراطيش” كضرب السحالي والجرذان.. صحيح ان الانبطاح عندهم أصبح عادة من طول سنوات التذلل للسادة.. لكن موقفهم الآن مرير ويوجب عليهم التسلل في الظلام كالصراصير.
وقفت أتفرس في صاحب هذا الرأس المخيف فوجدت ان “حز” رأسه بالسيف فيه كثير من الرحمة له وأصبحت أتمني الآن أن تكون نهايته مثل نهاية الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي خرج للنزهة علي حماره في المساء فعاد الحمار بدونه ومازال ما حدث له مجهولا حتي الآن.. أو يا حبذا أن تكون نهايته ومعه الفلول مثل نهاية شجرة الدر التي كانت عقوبتها الموت ضربا بالقباقيب.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, October 31st, 2011 في 04:05

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي