علاء معتمد

انتخابات الرئاسة

تساؤلات مشروعة

الانشقاق الذي حدث في حزب الوفد بسبب إعلان قيادته التراجع عن دعم عمرو موسي. ودعم منصور حسن كمرشح لرئاسة الجمهورية. وحديث البعض عن دخول الحزب في صفقة مريبة يرفضها غالبية أعضاء الحزب. يثير العديد من التساؤلات حول موقف الأحزاب السياسية في مصر من انتخاب الرئاسة.. وتتساوي في ذلك الاحزاب القديمة ذات الصيت والخبرة السياسية العريقة مثل الوفد والتجمع والاحرار والناصري. وتلك حديثة العهد التي دخلت الأجواء وبدأت العمل السياسي بعد الثورة. وما أكثرها.
ولعل أبرز هذه التساؤلات وأشدها عجبا هو.. كيف تبحث هذه الأحزاب عن مرشح من بين المرشحين الذين ظهروا علي الساحة في الفترة الماضية لدعمه والوقوف خلفه. في حين لم يقدم الحزب من بين أعضائه وقادته مرشحا حقيقيا يعبر عن أفكار الحزب وارائه وبرامجه ويحشد أعضاءه خلفه. كما يتم في العالم كله؟
قد نتفهم موقف حزب الحرية والعدالة الذي أعلن من البداية عن عدم خوضه لانتخابات الرئاسة وعدم تقديم أي مرشح من الحزب لهذه الانتخابات. ولكن ألا يوجد في حزب مثل حزب الوفد بكل ما يملكه من تاريخ وخبرة ومكانة في الحياة السياسية. مرشح يصلح لرئاسة مصر؟
وهل افتقد حزب التجمع بكل ما يملكه من مفكرين وأصحاب رأي وفكر تقدمي لوجود زعيم يحشد خلفه الرفاق من أعضاء الحزب؟
حتي حزب النور الفائز الثاني في انتخابات مجلسي الشعب والشوري. اختار لعبة الصفقات والتربيطات ولم يستغل هذه الحشود الهائلة التي منحت أصواتها وثقتها لأعضاء الحزب. فيقدم مرشحا ينتمي فعليا للحزب. واكتفي بالتلميح باحتمالات دعم حازم أبوإسماعيل.
وكذلك حزب المصريين الأحرار الذي يضم العديد من النخبة المثقفة والكوادر الليبرالية الوطنية. والذي ظن الجميع أنه سيكون منافسا شرسا للأحزاب ذات المرجعية الإسلامية. اختفي فجأة من الساحة. ولم يحدد له موقفا أو مرشحا من الرئاسة. ويبدو أنه لم يفق حتي الآن من صدمة الهزيمة الكاسحة في الانتخابات البرلمانية.
هذه الأحزاب التي تطالب بالحرية وبتطبيق الديمقراطية. وتندد بحكم العسكر. وترفض العودة لحكم الفرد. لم تطبق ابسط قواعد الديمقراطية بإجراء انتخابات داخلية في الحزب لاختيار واحد من بين أعضائها يصلح لخوض منافسات الرئاسة. وراحت تراهن وتجازف بتاريخها ورصيدها. واعتمدت علي إبرام الصفقات وتقديم التعهدات والتنازلات. ودخلت في حسابات تحتمل المكسب والخسارة.. وفي ظني أن الخسارة أقرب.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, March 13th, 2012 في 01:36

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي