حاتم حافظ

احداث مصر

إيه اللي بين اﻹخوان والاشتراكيين الثوريين؟

تقدروا تقولوا كدا إنه جواز مصلحة.. حاجة كدا شبه جوازة عادل إمام من يسرا في فيلم طيور الظلام.. واحد عايز يعمل غسيل أموال ويداري فلوسه الحرام وواحدة عايزة تترسم على الخلق وتعمل بنت ذوات

اﻹخوان بعد 7 شهور من عزل مرسي فقدوا كل ظهير شعبي وائتلاف دعم الشرعية اللي حاولوا يقنعوا بيه الناس باعتباره جبهة مكونة من عدة أحزاب ضاق عليهم أولا ﻷنه كله أحزاب إخوانية أو إخوانية متخفية وثانيا ﻷن الدولة نجحت في فرض تسميتها للتحالف دا باعتباره “تنظيم اﻹخوان اﻹرهابي” ثالثا ﻷن اﻹخوان فشلوا في الترويج لعلامة رابعة باعتبارها علامة احتجاج محترمة ممكن يرفعها أي ثائر وبالتالي عمقوا اختلافهم بالعلامة دي باعتبارهم إخوان وبس ورابعا ﻹنهم مقدروش يقنعوا حد بهتافات الثورة اللي سرقوها

الفشل دا كان فادح لدرجة إنهم لقوا نفسهم في عرض أي حد يقف معاهم يكون معروف إنه برا دايرة اﻹخوان واللي عاملين نفسهم مش إخوان.. ويا حبذا لو كان الحد دا خصم قديم ليهم.. ويا سلام لو كان كافر ابن تيت كلب زي الاشتراكيين الثوريين.. وعشان كدا اﻹخوان تنازلوا عن عنجهيتهم واستجابوا لطلب الاشتراكيين وقدموا اعتذار.. صحيح هو اعتذار على طريقة أبو الفتوح اللي هو لا تعرف إعتذار ولا مش اعتذار بس أهو تطور نوعي في استراتيجية الجماعة اﻹرهابية وأول اعتراف منها بإن 30 يونيه كان ليه ما يبرره رغم استمرار تسميته بالانقلاب

باختصار الجماعة محتاجة الاشتراكيين الثوريين لغسل سمعتها كجماعة بتحارب عشان تسترد السلطة وإظهارها كتيار ضمن تيار أكبر بيطالب بعودة الشرعية.. الجماعة عايزة شرعية لاستمرار وجودها في الشارع يعني

الاشتراكيين بقى قصة تانية.. دول خصمهم الدولة ذات نفسها.. باعتبارهم أناركيين هم ضد الدولة بمفهومها اللي إحنا بنحلم بيه.. وعشان كدا عندهم شعار من السبعينات بيقول “ضد السلطة دائما مع اﻹسلاميين أحيانا” طيب ليه ممكن يتحالفوا مع اﻹسلاميين رغم إنهم عقائديا واقتصاديا على طرفي نقيض؟ ﻷنهم لا مؤاخذة بلا وزن في الشارع.. جزء من دا بسبب الطبيعة اﻷيديولوجية اللي بتنفر الناس منهم وجزء منه بسبب هجوم اﻹسلاميين عليهم باعتبارهم كفار.. وجزء منه بسبب طبيعة حركتهم الخطابية الحنجورية

في نفس الوقت فيه نقطة تشابه فظيعة بين الطرفين: الاتنين عندهم خطاب مظلومية.. الاتنين جامدين عقائديا.. الاتنين معندهمش غير شعارات.. الاتنين ضد الدولة كدولة مش كنظام.. الاتنين بيحبوا يميزوا نفسهم كجماعة نقية.. اﻹخوان مؤمنين أطهار والاشتراكيين ثوار أنقياء

الاشتراكيين فرصتهم بعد ما اكتشفوا إنهم بقوا لوحدهم وإنهم كمان مابقاش ليهم أي رصيد شعبي ثوري يعولوا عليه (لاحظ إن الاشتراكيين عمرهم ما وجهوا دعوة للنزول لوحدهم) فمبقاش قدامهم زي يسرا عشان يعملوا لنفسهم قيمة قصاد الناس غير إنهم يتحالفوا مع اﻹخوان اللي كدا كدا في الشارع.. فرصة يتصدروا المشهد الثوري ﻷول مرة وفرصة تبان دعوتهم للتظاهر بيستجاب ليها بأعداد كبيرة وفرصة يكملوا ثورتهم ضد الدولة.. خصوصا وإنهم معندهمش مشكلة في وجود اﻹخوان وبيروجوا إن عنف اﻹخوان وإرهابهم أفضل من عنف وإرهاب الدولة.. رغم إنهم معندهمش أي تصور عن مواجهة عنف الجماعة وهي في الحكم غير بالعنف المضاد.. ومش عارف إزاي غايب عنهم إن اﻹخوان وهم في (الحكم) هيبقوا بيمارسوا عنف مزدوج: عنف الجماعة وعنف دولاتي باستغلال مؤسسات الدولة اﻷمنية بعد أخونتها

المشكلة إنه زي أي جواز مصلحة بتبقى أخرته زبالة

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, January 24th, 2014 في 01:28

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي