مصر أشرقت

احداث مصر

حيرتينى يامصر

حيرتينى يامصر شويه يقولوا فتنه حلت بمصر ، وشويه يقولوا فئتين متناحرين بيضربوا فى بعض ، والشعب اتقسم والبلد رايحه على فين؟؟
وفى وسط التساؤلات والأخبار المتلاحقه عن الاعتصام فى رابعه العدويه ،ودعوة السيسى للشعب لتفويضه للوقوف ضد الارهاب ، ورد الاخوان والكلام الكثير عن الارهاب وأحقية الناس فى الاعتصام ، والمطالبه بالشرعيه والافراج عن الرئيس المعزول
وبالرغم من هذه الاحداث المتلاحقه ، قررت آخذ اجازه وأنطلق الى الساحل الشمالى _ أقضى عدة أيام هناك بعيدا عن الأخبار ، وبعيدا عن الاعتصام ، وبعيدا عن كل شئ ، فلم أعد أعرف شيئا ، وكل الأطراف ترد على بعضها وتسوق الحجه تلو الخرى لكى تكسب التأييد
_ونحن فى الطريق الى الساحل ، وجدت شابين واقفين على الطريق قبل الافطار بوقت قليل يستوقفان السيارات ويعطونها وجبات مُغلفَه لكى يفطر الصائم ، فتحنا شبَاك العربيه وتلقينا منهم هذه الوجبات ، ابنتى قالت والله لازم آكلها يامامى حتى أُكسبهم الثواب الذى تمنوه من الله
ولكنى اندهشت !!! لم يسالونا اذا كنا اخوان أو مؤيدين للسيسى – مسلمون أم مسيحيون ، كل ماقالوه : رمضان كريم وسألونا عن عددنا حتى يعطونا الوجبات بعددنا
سألنى السائق هل شاهدت مثل هذا فى البلاد الأجنبيه التى زرتيها ياأستاذه ؟؟ قلت له : لا- لم أشاهد هذا ، وأنا أجاوبه كان هذا المنظر يهزنى شابين فى عمر الزهور يقفون على الطريق فى وقت الافطار ومعهم كراتين مملوءه بهذه الوجبات ، يفرقونها على العربات المسرعه التى لم تلحق الافطار فى منازلها
قلت ربما مارأيناه هذا حالة وحيده ـ ولكنى فوجئت بعد فترة عندما مررنا بقرية بسيطه بجموعه من الأفراد يقومون بنفس العمل
وبعد مسافة أخرى هالنى مارأيت ! رجل بسيط يرتدى جلباب وورائه زوجته ووالدته كل مايستطيعون تقديمه هو شراب الكركديه البارد ، وقف الرجل يحمل بين يديه صينيه ممتلئه بالأكواب ، وقد ظهر من مظهره المتواضع أن مايقدمه هو أقصى ما يستطيع تقديمه ،ولكنه كان يقدم الصينيه بوجه فرح ضاحك كله فخر واعتزاز بما يفعله ، يعطيك احساس كبير أنه لم يستطع أن يجلس فى بيته ويتناول افطاره مع أسرته ، دون أن يفكر فيمن يسافرون على الطريق ولم يلحقوا الافطار فى منازلهم ، فانطلق ليقدم لهم هديه بسيطه هى كل مايقدر أن يقدمه ولكنها كبيره كبيره فى المعنى
حيرتينى يامصر !!!! لم يسألنا الرجل اذا كنا اخوان أم لا- أو اذا كنا مسلمين أم مسيحيين -أو صائمين أو مفطرين-أو سأل ماأسماؤنا أو مناصبنا
كان يقدم تلك الصينيه وعليها الأكواب المملؤة بالكركديه الأحمر وهو يتلألأ بين يديه وكأنه يحمل الينا أكواب الشربات فى فرح وتعلو نظرته الاعتزاز والفخر بما يغعله ، وبكلمه طيبه انطلق يقول : كل سنه وأنتم طيببن
صحيح كل سنه وانتى طيبه يامصر
سألنى السائق تفتكرى حيحصل ايه فى مصر ياأستاذه بعد القنبله اللى انفجرت فى المنصوره
قلت له /أنا دلوقت فقط عرفت الاجابه :عمار يامصر
مصر أشرقت
amal abdalla

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, August 10th, 2013 في 22:11

كلمات جريدة احداث: , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي