مرعي يونس

احداث مصر

المتاهة الدستورية في مصر

من المسئول عن الازمات والدستورية التي مازالت تربك حياتنا السياسية وتعوق انطلاقة المصريين وتقدمهم بعد ما يقرب من 16 شهرا علي ثورة 25 يناير ؟ هل المسئول هو المجلس الاعلي للقوات المسلحة الذي يتهمه البعض بانه يقود ثورة مضادة ويصف المرحلة الانتقالية بالانتقامية ام ان المسئول هو جماعة الاخوان المسلمين التي يتهمها البعض بالجشع والرغبة في الاستحواذ علي كل السلطة ام ان الامر لايعدو ان يكون مجرد ارتباك سياسي وقانوني ام ان المسئول هو كل هذه العوامل معا ؟ هل المسئول هو جماعات المصالح ولوبي الفساد والقوي السياسية الانتهازية الاخري ام ان المسئول هو تخطيطات خارجية لاتريد لمصر والمنطقة باسرها الاستقرار ؟ عندما سقط النظام السابق وجد المصريون ضالتهم في الاخوان المسلمين فهم الفصيل السياسي الاكبر والاكثر تنظيما . كان الشعب المصري اشبه بالغريق الذي يتمسك بقشة لانقاذه وتطهير بلاده من الفساد والاستبداد كان واضحا ان الشعب فقد الثقة في كل شيء كما فقد توازنه من فرط ما تعرض له من ظلم وربما كان يشبه حالة الملك شهريار بطل قصة الف ليلة وليلة الذي اكتشف فجأة خيانة زوجته مع عبد آبق في قصره هنا فقد الملك عقله وتوازنه وقتل زوجته وخادمه ورحل الي مملكة اخيه المجاورة ولاذ بالصمت وبعد فترة من بقائه اكتشف خيانة زوجة اخيه بنفس الطريق والاسلوب فتضاعفت محنته وكشف السر لاخيه وقرر الاثنان هجر حياة القصور والنزول الي الناس العاديين والاختلاط بهم وهناك عرف الاثنان الحياة بحلوها ومرها بخيرها وشرها وتعرضا للمحن . المهم ان الملك شهريار اتخذ بعد هذه الرحلة اغرب قرار في التاريخ الانساني طبقا لاحداث القصة طبعا وهو ان يتزوج كل يوم فتاة ثم يقتلها اخر اليوم والغريب انه وجد وزيره ينفذ له هذه الرغبة المجنونة وظل الوزير يفعل ذلك حتي هجرت كل الفتيات والاسر المدينة ولم يتبق الا بنت الوزير نفسه التي قررت المغامرة والزواج من الملك ولم يستطع ابوها ان يقاوم رغبتها . كانت شهر زاد فتاة مثقفة .. عرفت منذ اللحظة الاولي ان الملك يحتاج لمن يعيد اليه توازنه النفسي فقررت ان تعالج هذه الحالة بالف حكاية وحكاية ادرك الملك من خلالها ان الحياة فيها الابيض والاسود وفيها الخير والشروعلي الانسان ان يتقبل ذلك شاء ام ابي . كان المصريون بعد الثورة يريدون من يعيد اليهم توازنهم وثقتهم بانفسهم وثقتهم في بعضهم البعض ويوجه طاقاتهم المتفجرة وظن جانب كبير منهم ان الاخوان يمتلكون الطاقة العلمية والروحية اللازمة لاداء هذه المهمة فهل اثبت الاخوان القدرة علي اداء تلك المهمة الجليلة ؟ للاسف تبين ان الاخوان والاسلاميين عموما مثل الساسة الاخرين لايمتلكون العلم ولايمتلكون الطاقة الروحية ولايصلحون لان يكونوا قدوة للمصريين في العصر الجديد فقد اتسم سلوكهم بالجشع والبراجماتية تخلي الاخوان عن الثوار في بعض المراحل وعندما وصلوا الي البرلمان قالوا ان الشرعية انتقلت من الميدان الي البرلمان وارتكبوا اخطاء سياسية متواصلة هم الذين ضغطوا علي العسكري لكي يسمح بترشيح الحزبيين علي الثلث المخصص للمستقلين وهم الذين سلقوا قانون العزل السياسي وهم يدركون عدم دستوريته وانشغلوا داخل البرلمان بقضايا لاتهم المصريين كثيرا الآن . ان هذا ليس نقدا فانا اعرف جيدا انه لايوجد في الساحة افضل منهم انما هو تذكيرللجميع والذكري تنفع المؤمنين.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Sunday, June 17th, 2012 في 22:40

كلمات جريدة احداث: ,

ردود to “المتاهة الدستورية في مصر”

  1. زعزع
    19/06/2012 at 01:30

    لكل منا رأية وقد أختلف معك أوأتفق
    لكن نحن كشعب مصر يجب أن نتعلم ولن يترك لنا الفرصة ولا المساحة لكي نتعلم السياسة إلا
    الأخوان
    أو بطريقة أخري سبنا نجرب ونديهم الفرصة كاملة زي ما أخد النظام السابق الفرصة وضيعنا
    حتقولي حنفضل نجرب لأمتي
    حقولك لغاية ما نتعلم
    سبنا نتعلم

اترك تعليقاًً على هذا الرأي