مدحت رزق

احداث مصر

عبثية المشهد السياسي في مصر

القيادي الإخواني السابق د. محمد حبيب وصف المشهد السياسي المصري بأنه مشهد عبثي بسبب غياب الشفافية وشيوع ثقافة الشك والريبة بين الفرقاء وهذا ما أحدث حالة من السيولة في المشهد كله بما يواكب فقدان الثقة علي مستوي كل الأطراف وانعكس ذلك كله علي الشعب المصري من حيرة وقلق واضطراب ولا يستطيع أحد ان يعفي طرفا من المسئولية سواء كان المجلس العسكري أو القوي السياسية والثورية والتيار الإسلامي بكل فصائلة فالكل ساهم بنصيب في المشهد العبثي.
وأنا أوافق د. حبيب علي كل ما وصف به المشهد واضف إليه بأن المشهد الحياتي المصري مثير للحيرة والشفقة في آن واحد فالمشهد بكل تفاصيله السياسية والاقتصادية والاجتماعية يطرح العديد من التساؤلات ولعل أهمها:
لماذا قامت الثورة وضد من ومن أجل ماذا وهل حققت أهدافها أو حتي جزءا منها وهل ستستمر أم انتهت عند هذا الحد؟!
الإجابة علي هذه التساؤلات معروفة لكن يبقي السؤال الأهم وهو إلي ماذا نحتكم إلي شرعية الثورة أم إلي القانون؟!
الإجابة بالطبع لا فنحن لا نحتكم لهذا ولا ذاك بل نحتكم للأهواء الشخصية لكل فصيل وفقا لحجمه وقوته ومدي تأثيره.
وبالنظر لتفاصيل المشهد نجده علي المستوي السياسي ان مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية عاجزة حتي الآن عن تلببية طموح جموع الشعب المصري سواء في سن مجموعة من القوانين الجديدة لمواجهة بعض القضايا التي فرضت نفسها بقوة بعد الثورة أو حتي تطبيق القانون الموجود بالفعل أو في سرعة إصدار الأحكام في العديد من القضايا المعلقة حتي الآن فنحن أمام برلمان غير قادر علي القيام بدوره وحكومة هي الأخري عاجزة عن القيام بواجباتها.
أما تفاصيل المشهد الاقتصادي فمازال الوضع الاقتصادي يسير من سيئ إلي اسوأ فالبسطاء الذين داعبهم حلم الخروج من دائرة الفقر مازالوا رهن الانتظار ومازالت الوقفات الاحتجاجية في ازدياد مستمر للمطالبة بتحسين الأجور والأوضاع المعيشية ومازالت الأسعار تواصل ارتفاعها دون رادع أو رقيب.
وتأتي الأوضاع الاجتماعية في المشهد الحياتي المصري لتتصدرها ازمة كبيرة تحدث عنها الكثيرون وهي ازمة الاخلاق التي سيطرت علي سلوكيات الشارع المصري وحولته إلي فوضي عارمة اختلط فيها الحابل بالنابل واختفت منه الاخلاقيات والسلوكيات الأصيلة التي كنا نتغني بها وكانت من أهم ملامح المجتمع المصري.
كل تفاصيل المشهد المصري تؤكد علي فقدان في الرؤية وغياب الاستراتيجية والخضوع الكامل للمتغيرات اليومية.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, May 1st, 2012 في 16:10

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي