هشام عبدالحليم

احداث مصر

مع جماعة الاخوان المسلمين تربح دائماً

الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد سواء قبل انتخابات الفصل التشريعي الأول للبرلمان بعد الثورة وكذلك مجلس الشوري أو بعدها من مطالب فئوية واعتصامات وقطع طرق وبلطجة ونقص في الامدادات التموينية واللوجستية كنقص البنزين والسولار والبوتجاز وغيرها من يقف وراءها؟.. سؤال يتردد علي كل لسان في الشارع المصري وداخل المنازل ودور العبادة والمصانع والحقول وغيرها فالحكومة متهمة دائماً لأنها المنوط بها حل هذه المشاكل والعمل علي عدم تكرارها لانها تتعلق بحياة الملايين من أبناء مصر الذين يبحثون عن لقمة عيش تسد جوعهم.
هناك اتهامات لفلول النظام السابق للتأثير علي المحاكمات التي تجري لرموزها من أجل عقد الصفقات السرية لانقاذهم من الاحكام الرادعة التي تنتظرهم للتغلب علي حالة الاحتقان السائدة في الشارع المصري لكني لا أعفي طرفا ثالثا من الممكن ان يقف وراء الستار خلف هذه الأزمات وقبل أن أحدده سأسرد لك عزيزي القاريء هذه الواقعة التي جرت أمامي فقد ذهبت لاجراء حوار مع رئيس شركة طنطا للزيوت والصابون في بلد السيد البدوي ففوجئت ان هناك اضرابات واعتصامات في مصنع الشركة ببنها فحاولت بحسي الصحفي ان أعرف الاسباب من هذه الاعتصامات فوجدت ان هناك قلة تنتمي للاخوان المسلمين من العاملين بالشركة من يحرض العمال علي هذا الاعتصام من أجل الحصول علي حوافز ومزايا مالية اضافية بدون ربط ذلك بالعملية الانتاجية رغم ان هؤلاء العمال حصلوا علي زيادات كبيرة في المرتبات والعلاوات والحوافز وكذلك حركة تعيينات وترقيات غير مسبوقة في تاريخ الشركة خلال الشهور القليلة الماضية ثم عرفت ان اتصالا جري بين عضو مجلس الشوري عن حزب العدالة ببنها ومع المسئولين بالشركة من أجل عقد لقاء معهم بمكتبه لدراسة المشكلة فما كان من رئيس الشركة ان أبلغه ان مثل هذه اللقاءات يجب ان تتم من خلال الشركة القابضة للصناعات الغذائية ودعاه للحضور إلي طنطا في أي وقت للتباحث في الأمر فما كان من عضو البرلمان ان قال لهم بالحرف الواحد أنا لن أذهب اليكم وعموماً الجماعة ويقصد الاخوان المسلمين تعرف كل هذه المشاكل وعندها الحل الكامل لها وهنا انتهي الحديث وبدأت أفكر فيما قاله حتي ان هواجس عديدة تسللت إلي نفسي وقلت هل من المعقول ان تقف الاحزاب الدينية التي تقود الان السلطة التشريعية في مصر وراء هذه الأزمات التي يمر بها المجتمع وتكاد تشل الحياة بأكملها لتثبت دعايتها انها جاءت لتحقيق معايير العدالة والحرية والرفاهية للمجتمع وانها تمتلك الحلول السحرية لكل المشاكل بعد ان فشلت إلي حد كبير في اثبات جدارتها في أدائها البرلماني أمام الرأي العام كله طوال الفترة الماضية؟
أعتقد ان لو هذا كان تفكيرها ستخسر حتما هذا الرهان بل وستسقط سقوطا جديدا أمام التاريخ الذي أثبت بالحجة والبرهان ان الدول التي تقوم علي أساس ديني تفشل وتنهار ولا ننسي ان فترة التخلف الحضاري والاقتصادي التي عانت منها أوروبا في القرون الوسطي كان بسبب سيطرة الكنيسة علي مختلف مناح الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, April 13th, 2012 في 20:04

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي