عاصم بسيوني

احداث مصر

نصيحتي الى الاخوان المسلمين

لاشك أن رصيدهم من الحب كبير في قلوب الناس. وجميعنا كان سعيدا ومازال عندما اكتسحوا الساحة. وتسيدوا المشهد. بعد الظلم الذي وقع عليهم ردحا من الزمن. مما جعلني متعاطفا معهم ونؤازرهم ونشد من عضدهم من منطق أنهم الفارس الذي يمتطي الحصان الابيض وسيطير بنا إلي حيث الأمان والاخلاص بل الخلاص من متاعبنا وشر أنفسنا وتطهيرنا من سوءاتنا. وانهم لاقوا صنوف العذاب أشكالا وألوانا. وتم تغييبهم وتهميشهم بل ووصمهم بالمحظورة. وأنه حان الوقت لأن ننصت إليهم ونعطيهم الفرصة لقيادة السفينة التي أوشكت علي الغرق.
أنهم جماعة الإخوان الذين أجمعنا عليهم واخترناهم كممثلين لنا في البرلمان بجناحيه. فصاروا بفضل الله أولاً ورجل الشارع ثانيا الغالبية. ورحنا نتابع بشغف الجلسات التي أشعلوها نارا بحماسهم. وصفقنا لهم بحرارة ولكن للأسف غرتهم الأماني وأخذتهم العزة بالكبر والعياذ بالله. فتمادوا في غيهم يعمهون. مما اصابنا بالدهشة بعدما لاحظنا أن الصواب جانبهم في بعض الأمور وان المعارك التي خلقوها الكثير منها مجرد استعراض للعضلات. وهذا هو مربط الفرس.
الحقيقة من خلال رصدي لتلك الصراعات والسجال لا اجد مبررا لها. أو وجود واع لها. فمثلا لا أفهم حتي الآن سبب اصرارهم علي تمثيلهم نسبة 50% في اللجنة التأسيسية للدستور. رغم الاعلان عن وجود 14 من خارج حزب الحرية والعدالة أي أنهم يمثلون 36%. وكان من الافضل ترك هذا الأمر لأطياف المجتمع المختلفة طالما هم الأغلبية في البرلمان. ويمكنهم فعل الكثير سواء كانوا في التأسيسية أم خارجها. ولو فعلوا ذلك لأراحوا واستراحوا وجنبوا أنفسهم القيل والقال. وكذلك لما وضعوا أنفسهم في موضع الشك والاتهام. ولو أنا منهم لقلت “بلاها” دستورية كنوع من حسن النوايا وجذب لمزيد من المريدين لحلقات ذكرهم كمشايخ أفاضل وأصحاب لحي تتدلي فوق صدورهم. بدلا من الضحك علي الذقون. مع احترامي وتقديري لهم. المهم أنهم ورطوا أنفسهم في قضية كان من الممكن الخروج منها بذكاء. والغريب أنهم دخلوا في أزمة مع المجلس العسكري الأب الشرعي للبلاد حاليا. وبدأوا يتقولون بل ويتطاولون عليهم. وهذا خطأ جسيم لا يصب في صالحهم ولا في صالح الوطن خاصة في تلك المرحلة الحساسة في عمر الوطن. الأمر الذي يجعلنا نسأل هل شهر العسل بين المجلس وجماعتنا انتهي؟ خاصة ان الأزمة بدأت ببيان اصدرته الجماعة ووصفه البعض باعلان “حرب” وتبعه بالتالي رد عنيف من الاعلي الأمر الذي يعيد إلي الأذهان سيناريو الصدام عام 1954 اعتبره المحللون أنه تذكير بالماضي الأليم. وهذا شيء طبيعي بأن يصف العسكري محاولات الجماعة للضغط عليه بالوهم يقول: “لقد توهم البعض أن بمقدورهم الضغط علي القوات المسلحة ومجلسها الأعلي” وصراحة عندهم الحق طالما الامور وطلت إلي حد قول اخواننا بأن “الجماعة لم تتزوج المجلس العسكري حتي يحدث بينهما طلاق”.
الأغرب ان حزب الاغلبية الإخواني والذي يذكرنا بجبروته وطغيانه بالوطني سابقا مصر علي حل الحكومة. متوهما بقدرته علي ذلك رغم أنه وهم. وليس من سلطاته والحقيقة لا أري مبررا لهذا الاصرار. فالحكومة جاءت للانقاذ وعمرها قصير. ولا يمكنها في ظل الظروف الصعبة فعل كل شيء. رغم نجاحها بنسبة كبيرة. وجميعنا يعرف ذلك. فلماذا الاصرار علي خلع الحكومة وعدم الصبر عليها بقية الأيام القليلة المتبقية من عمرها نصف السنوي تقريباً. كما ان عمر البرلمان قصير إذا ما حكمت المحكمة بعدم مشروعيته بناء علي اكثر من 700 طعن مقدمة ضد التيار الإسلامي في الغالب.
نصيحتي للإخوان هي التريث والتحلي بالصبر علي المكروه إذا كان ذلك صحيحا وهم الذين يذكروننا دائما بالصبر ويصبونها في آذاننا صبا من أعلي منابرهم صباحا ومساء. وألا يصبوا الزيت علي النار حتي ولو كان العسكري مذنباً. وان كنت أري غير ذلك. وليتذكروا حسناته وأفضاله الكثيرة علينا. فلولاه صراحة ما كنا نحن الآن وأمامكم الجيش في سوريا وليبيا واليمن. وليعلموا أن العسكري لو أراد القفز علي السلطة لفعل وله الحق ولن يلومه أحد. “ثم إن أخرة خدمة الغز علقة” وصراحة عيب ما يفعله الإخوان في حق العسكري. ثم اننا لسنا ملائكة وبلا خطايا. وما يفعله الإخوان وبمؤازرة السلفيين للأسف لا يرضي الله ولا رسوله. ولا يصب في مصلحة الوطن. فما يفعلونه يخالف ما يدعوننا إليه. ويجعلنا نشك في نواياهم ونقدم علي وقوفنا بجانبهم. ويشوه الصورة الجميلة التي التقطناها بمشاعرنا وحواسنا قبل عقولنا. أقول لهم عودوا إلي صوابكم وإلي محبيكم. ولا تغرنكم الحياة الدنيا وكي تتجنبوا أجواء مارس 1954 وهو اليوم الذي تم فيه حل جماعة الإخوان واعتقال المرشد العام حسن الهضيبي و450 من أتباعه. وان كنت لا أعتقد أن هذا سيحدث لأن أخلاق العسكري ليست بهذا السوء. ولأن الزمن لا يعود للوراء. ولكن إذا وصل الأمر إلي التهديد بمليونيات واعلان العصيان المدني واستغلال البلطجية والفلول هذه الظروف لتحرق الحرث والنسل وقتها لا يلومون إلا أنفسهم. ولن نتعاطف معهم إذا عادوا إلي المصطلح البغيض وهو “المحظورة”!
وأخيراً:
* هل الإخوانُ الوطني.. وجهان لعملة واحدة؟!
* هل يدرك الإخوان أن تشكيل التأسيسية.. باطل؟!
* هل يدرك الإخوان أن الطمع يقل ما جمع؟!
* لست مع الجماعة تقديم مرشح للرئاسة.
* استحواذ الحزب الوطني المنحل علي كل شيء.. جعلنا نكرههم.
* السياسة لعبة قذرة.. إياكم والفتنة فهي أشد من القتل..!

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, March 30th, 2012 في 06:14

كلمات جريدة احداث: ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي