حلمي بدر

احداث مصر

إنقاذ مصر.. بالإرادة الشعبية

ما قاله فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي “رحمه الله” بأن الثائر الحق هو الذي يثور ليهدم الفساد ثم يهدأ ليبني الأمجاد وهو ما بدأه فعلا برلمان الثورة في جلساته حيث حقق انجازات كثيرة ليستكمل دورته البرلمانية للتشريع والرقابة بعد أن تم تفريق قيادات النظام المخلوع “حسني مبارك” إلي سجون متفرقة لمساواتهم بباقي المساجين ونأمل أن يشكل مجلس الشعب لجنة للتحقيق فيما اثير من حقائق حول تورط جماعة 6 ابريل في إثارة الفوضي الخلاقة التي تتزعمها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بدعوي نشر الديمقراطية ولكن هيهات فإن مصر قادرة علي إجهاض هذه الجماعة الشيطانية التي تريد اسقاط مصر.. وتحديد موعد الترشح للانتخابات الرئاسية اعتبارا من 10 مارس المقبل يؤكد ان المجلس العسكري جاد فعلا في تسليم السلطة المدنية.
** هناك مصطلحات اندثرت مع الزمن فقد كنا نستخدم جلالة الملك المعظم حفظه الله ثم الرئيس المؤمن ثم الامبريالية العالمية والاشتراكية بفروعها وأيضا الشيوعية وذيولها والمحظورة وأخيرا المخلوع أي باختصار لا يبقي الحال كما هو عليه؟! ولابد أن نتحد لمواجهة التحديات من أجل بناء مصر الحديثة ومستقبل أفضل لأبنائنا من خلال العمل والبناء وتحقيق العدالة الاجتماعية الحقيقية.
ولابد أن نوجه التحية والتقدير للقوات المسلحة ومجلسها الأعلي في مواقفها الوطنية وأولها حماية ثورة 25 يناير والحفاظ علي المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات برلمانية حرة ونظيفة.
لابد أن نحافظ علي مكاسب ثورة 25 يناير لأنها تعني بداية عهد جديد لشعب عاني من فراعنة لا يحبون إلا أنفسهم ويطالب اليوم برفع رايات الوطن خفاقة من أجل العزة والكرامة.
لقد كان نتاج ثورة يناير أول مجلس شعب تم انتخابه بإرادة حرة تعبر عن توجه مصر نحو الأفضل وتصحيح مسار الماضي ولذلك فإن مجلس الشعب مطالب بتفعيل دوره الرقابي والتشريعي وعدم الخوض في الثأر من الماضي من أجل مستقبل مصر وهناك حقيقة هي اننا لن ننسي النظام السابق وفساده وبجميع الأحوال فإننا مررنا بظروف صعبة أدت إلي ثورة 25 يناير التي أيدتها القوات المسلحة وحماها الله.
وبالانتهاء من تشكيل مجلس الشوري تكون المؤسسة التشريعية قد اكتملت في إطار بناء مصر الديمقراطية علي طريق التحول الديمقراطي لأن مصر قادرة علي مواجهة التحديات والمخاطر لأن شعبها عريق قادر علي صنع التاريخ رغم كيد الحاسدين ولا تقبل التفريط في سيادتها واستقلال إرادتها ولا تقبل شروطا أو املاءات من أحد لأن مصر قادرة علي تحمل مسئوليتها الاقليمية والدولية وتدافع عن قضايا أمنها القومي.
لقد أثبت المصريون في احتفالاتهم بثورة 25 يناير بأنهم جديرون باستكمال ثورة يناير وان الثورة تسير نحو تحقيق أهدافها ويكفي ان اعظم انجاز هو رحيل اسرة مبارك عن حكم مصر في أيام قليلة وتولي الاسلاميين مجلس الشعب بإرادة حرة من الناخبين وأحملهم المسئولية التاريخية في أن يعملوا لصالح مصر واحترام إرادة الشعب والاستماع لجميع الآراء وعدم اقصاء أو تهميش في رأي مثل ما كان يفعل الحزب الوطني المنحل!
ودعوة الشباب لتأسيس حزب سياسي يعبر عنهم هو خطوة نحو تحقيق الديمقراطية وترسيخ مبادئ ثورة 25 يناير لأن هذا الحزب سيحافظ عن قناعة علي مبادئ هذه الثورة البيضاء التي تظلل بنورها طريق الحرية والرخاء لكل مواطن.. وهذا الحزب سينخرط فيه الشباب والشيوخ في آن واحد لأنه يمثل آمال وطموحات شعب مصر.
لقد تغير الانسان المصري إلي الأحسن لأنه مسئول عن تحقيق أهداف الثورة واستكمالها لأنه لن يسكت علي الظلم وسيخرج علي كل ظالم ومن يعبث بمقدراته. لأن ثورة يناير منحت المصريين الحرية بعد سنوات من الاستبداد والفساد ولذلك فإن مصر ترفض التهديدات الأمريكية بشأن قطع المعونات الاقتصادية والمالية عن مصر لأننا مارسنا حقوقنا في التحقيق مع المنظمات العاملة في مصر أيا كانت جنسيتها طبقا للقانون المصري فيما يتعلق بممارسة الفوضي الخلاقة ومحاولة تأجيج الفتنة بين شعب مصر الموحد لاسقاط مصر والمجلس العسكري يقظ ومعه برلمان الثورة الذي انتخب بإرادة شعبية حرة لتنفيذ خارطة الطريق التي سبق الإعلان عنها وصولا لتسليم المسئولية إلي سلطة مدنية منتخبة بطريقة ديمقراطية نزيهة وشفافة.
ان ثورة يناير مستمرة ويجب علي الجميع الاعتراف بأنها أحدثت نقلة كبيرة نحو الحرية والتحول الديمقراطي ومطلوب من الثوار “التهدئة” لبناء الأمجاد للشعب المصري.. هذه الثورة التي تلاحم خلالها الشعب مع الجيش لتحقيق المطالب المشروعة لجميع المصريين والعمل معاً من أجل مصلحة مصر حتي تتبوأ مكانتها اللائقة بين الأمم.. لقد أثبتت القوات المسلحة انها علي الحياد وتقف من كافة القوي السياسية علي مسافة واحدة انطلاقا من هدفها هو مصلحة الوطن وكرامة المواطن وانها لم ولن تنحاز لطرف علي حساب آخر وهي تسعي لإصلاح سياسي وتحول ديمقراطي لأن الجيش هو جيش كل المصريين.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Monday, February 13th, 2012 في 15:22

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي