بسيوني الحلواني

احداث مصر

خسائر المفتي و الحويني

لا أدري: لماذا لم يتدخل الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ومعه حكماء الأزهر والصوفية لوقف مهزلة التقاضي والحرب الكلامية بين الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية والشيخ أبو إسحق الحويني أحد أبرز قيادات الدعوة السلفية.. خاصة وأن كل أطراف هذه المعركة خاسرون وسيلحقهم جميعا غضب الله وعقابه إن عاجلاً أو اجلا لما يلحقونه بالإسلام من ضرر بالغ.. وما يتسببون فيه للوطن من خسائر في وقت يئن فيه بالخسائر والاضطرابات والقلق والتوتر بفعل تصرفات أبنائه السفهاء.
لقد أخطأ الشيخ الحويني خطأ فادحا عندما تجاوز في حديثه عن المفتي ووصفه بما لا يليق فأخلاق العلماء تفرض عليه أن يكون عف اللسان وأن يكون خلافه مع الآخرين وخاصة علماء الأزهر راقيا ومتحضرا.. كما أخطاء الدكتور علي جمعة هو الآخر خطأ فادحا عندما رد علي تجاوز الشيخ الحويني برفع قضية أمام المحاكم. فهذا التصرف غابت عنه الحكمة وروح التسامح الإسلامي التي كثيرا ما تحدث عنها المفتي لعامة الناس في أحاديثه ومقالاته الدينية.. فخلافات العلماء ودعاة الإسلام لا ينبغي أن تيحسمها القضاء. وحسن التصرف المغلف بالحكمة والتسامح والترفع عن الصغائر والاحساس العميق بهموم الوطن ومصائبه وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد يفرض علي الجميع التعقل والتصرف بمسئولية وهو الأمر الذي افتقده الطرفان وخسرا بسببه حب الجماهير المصرية وثقتها في الرجلين.
***
لابد أن يدرك الطرفان المفتي والحويني أن حربهما خاسرة وأن صراعهما القضائي والفضائي والدعوي سيجلب لهما المزيد من غضب الله وسخطه. وأن البلاد ليست في حاجة إلي إسفاف. وعامة الناس يحتاجون إلي قدوة في التسامح والإحساس بالمسئولية وإعلاء مصلحة الوطن فوق كل الصراعات والنزاعات والمطالب الشخصية. فكفي ما يفعله البلطجية بالوطن من جرائم وكفي ما يقوم به السفهاء من قطع طرق وتعطيل مصالح الناس. وكفي ما يقوم به الجهلاء من محاولات مستمرة لإرهاب القضاة ودفعهم إلي أحكام جائرة تناصر طرفاً علي حساب طرف آخر.
العناد بين المفتي والحويني في هذه الحرب الخاسرة سيصب في مصلحة خصوم الإسلام الذين يتربصون به وبعلمائه ودعاته والمتحدثين باسمه. ولذلك لابد أن يرتفع صوت العقل والحكمة ويتدخل العقلاء الحكماء من علماء الأزهر ورموز التيار السلفي لوقف هذه المسرحية الهزلياً فوراً قبل أن تراق البقية من كرامة العلماء والدعاة علي أبواب المحاكم وفوق المنابر وفي وسائل الإعلام التي تبحث عن الاثارة وتفتعل المعارك وتسكب كل المواد الحارقة علي خلافات بسيطة لتشتعل الحرائق التي تضر بالوطن كله.
إذا لم يستجب كل من المفتي والحويني لجهود الإصلاح ولنداء العقل والحكمة ويتخلق كل منهما بخلق العفو والتسامح فلا مكان لهما في نفوس المصريين الذين يجلون علماءهم. ولا ثقة فيما يقولانه للناس منذ اليوم. بل ينبغي أن ينصرف عنهما الناس. فالوطن يمر بأخطر فترة في تاريخه وإذا لم يكن للعلماء ودعاة الإسلام دور واضح في لم الشمل فلا قيمة لهم ولا خير فيهم ولا ينبغي أن يستمع إليهم أحد.

الأهداف التي يسعي إلي تحقيقها علماء ودعاة الأزهر والسلفية واحدة وهي هداية الناس إلي صحيح الإسلام. وإذا كان للبعض أهداف أخري غير ذلك فليذهبوا إلي الجحيم ويبقي الاسلام دعوة إلي التسامح والرحمة والعدل والعفو وكل القيم الانسانية النبيلة. وتبقي مصر قوية متماسكة متسامحة قادرة علي تجاوز أصعب مرحلة انتقالية في تاريخها.
يافضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أنت الآن كبير العائلة المصرية وكبير المؤسسة الأزهرية تدخل بحكمتك ولا تترك المفتي والحويني يتطاحنان. فالامر لن يتوقف عند الصراع بين فردين. بل سيتحول الأمر إلي معركة تجلب المزيد من الخسائر للأزهر والدعوة السلفية وقبل الطرفين “مصر” وثورتها التاريخية.
ياأصحاب الفضيلة والكرامة والعقل والحكمة من علماء الأزهر ودعاة السلفية سارعوا إلي انقاذ الشيخين الجليلين “المفتي والحويني” من غضب الله وسخط الناس ومارسوا كل الضغوط علي الطرفين للتخلق بالتسامح وقبول التصالح ووقف هذه الحرب الطاحنة التي تضر بالوطن.
اللهم اهدي العالمين الكبيرين إلي ما فيه الخير للإسلام ولمصر. وأبعد عنهما كل شياطين الجن والإنس وارحمهما من العناد والغطرسة وارزقهما التواضع والرحمة والعفو عند المقدرة.. آمين…آمين.. آمين.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Friday, November 4th, 2011 في 11:45

كلمات جريدة احداث: ,

7 رد to “خسائر المفتي و الحويني”

  1. ally himo sky
    10/11/2011 at 18:29

    هى كلمة و امرى إلى الله
    المفتى من الفلول و من النظام البائد ياريت ترحمونا كان فين المفتى افندى من الظلم الواقع على الأمة الأسلامية و الله لم نتعلم أى شيئ منهم فى دين الله و لم نتعلم الا من القنوات الفضائية الأسلامية ارحمونا من النفاق كفاية هو كان مفتى مبارك و ذهب مبارك فليذهب معة و برحمنا

  2. البية
    08/11/2011 at 18:25

    اعجبتنى جدا هذة المقاله رغم اننى من اشد العجبين بالشيخ ابو اسحاق الحوينى لما يتمتع بة من قول كلمة الحق ولا يخاف فى الله لومة لائم …..وحزنى العميق من فضيلة الفتى من بعض الفتاوى التى كانت تخدم النظام البائد .ولاتخدم المسلمين عموما عفى الله عما سلف وليتقى الله كل مسؤل وليعلم انة مسؤل امام الله عن كل من تحمل تبعاتهم وسوف يحاسب امام الله عن كل كبيرة و صغيرة . ونستمع الآن الى قول العقل ويتدخل العلماء لحل هذة الازمة التى لم نعرف لها نظير فى عالمنا الاسلامى وهذة هى الاولى من نوعها وفق الله الجميع لما فيه خير البلاد والعباد وخدمة هذا الدين الحنيف والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

  3. ميدو
    05/11/2011 at 19:26

    يا اخي يجب ان تعلم ان الشيخ الحويتي لم ينتقد فضيلة المفتي ولكنه انتقد تصرفاته واقواله وادعائاته الكاذبة وهومفتي الديار لأكبر دولة من دول العالم الإسلامي وكان يجب ان يكون هناك من يرده الي الحق اتباعا لقول سيد المرسلين انصر اخاك ظالما او مظلوما

  4. الزانتى خليفة
    05/11/2011 at 15:48

    اسائل اللة العظيم ان يهدى مشا يخنا وان يجعل بعد العسر يسر وان يجعل كيد كل من ارادنا والمسلمين بسؤ ان يجعل كيدة فى نحرة واقول لمشا يخنا اتقو اللة فى الدين لانكم اعلم منى بمن يتربص بكم ويريد ان يوقع بينكم حتى تاتى لة الفرصة بان يشمت ويشمتا الاخرين فيكم//يحيى الازهرى

  5. هو عشان الشيخ الحوينى رده
    05/11/2011 at 03:26

    أفضل شئ مناظره علميه تليق بالشيخين على الهواء مباشر والغلطان يتأسف للأخر

  6. mahmoud
    04/11/2011 at 21:21

    نطالب بعزل المفتى لانه اخطا فى حق الائمة السابقين مثل الحافظ بن حجر وابن تيمية والشيخ الحوينى ده هو أسد الامة الذى يدافع عن السنة

  7. محمدالسيد
    04/11/2011 at 13:46

    نحن معك ياحوينى امامالمفتى الفاشل الى عينة مفتى ظلمة00000000000000009

اترك تعليقاًً على هذا الرأي