أشرف صقر

احداث مصر

الفتوات والفوضى الهدامة

ما نعيشه الآن وبعد 25 يناير هو عصر الفتوات , والفتوه هو ذلك الشخص صاحب القوه والسطوه التى يفرض بها مايريد على من يريد ووقت مايريد , فلا يوجد لديه شىء أهم من تحقيق غايته , وأول ظهور للفتوات كان بالمعركه الشهيره التى تزعمها الفلول وتم إستخدام البغال والجمال والحمير بها والهدف موجود وهو بث الرعب والزعر بين شباب الثوره ولكن أصحاب الثوره إستطاعوا كسر رقاب الفتوات وجعل رؤوسهم فى التراب – ثم ظهر بعد ذلك نوع آخر من الفتوات وهم قسمان الأول من اللصوص والبلطجيه والثانى من شباب الثوره والهدف لكلاهما واحد وهو إزلال الشرطه ولكن الغايه مختلفه فغايه الفتوه اللص هى سرقه السلاح وإزلال قوات الشرطه بالأقسام وذلك لرواسب من الزمن الماضى وشباب الثوره وهدفهم الثأر لشهدائهم , فحرق سيارات الشرطه وحرق الأقسام وسرقه السلاح هى الطريق لتحقيق غايه كل من الفريقين وكل شىء مباح لتحقيق الهدف , وهذا منطق الفتوه – نوع آخر من فتوات ما بعد الثوره وهم الهاربين من السجون والذين إنتشروا كالجراد بهروبهم أو تهريبهم , وهم فتوات ولهم هدف وهو إشاعه الزعر بين العباد من سطو وسرقه وترويع فى البلاد وهو الهدف ولأجل تحقيقه فكل شىء مباح – والفتوه بوجه عام هو شخص ميت القلب منزوع الإحساس فالكل عنده سواء والدم عنده كالماء , الغباوه هى الصفه التى يرتسم بها وجهه , فلابد للفتوه أن يُعمل له الحساب – لكن سريعاً ما إنتشرت طبقه راقيه من الفتوات فهى طبقه مثقفه فى غالبها وهى على أشكال مختلفه فبدايه الظهور للفتوه المتعلم كان هذا الإنتشار كالجراد فى الفضائيات والبرامج الحواريه والسياسيه من مذيعين ومذيعات فتوات أدواتهم وبالصوت والصوره الإستفزاز بالألفاظ الغير مهذبه والهمز واللمز والسخريه وعدم الإحترام – فهذه أدواتهم التى تجعلهم من كبار الفتوات وخصوصاً لإستخدامهم هذه الأدوات مع الكبار بمعنى أنهم أصحاب السطوه والنفوذ وهم الأكبر وذلك بقله أدبهم وسفالتهم التى بها يتجمع حولهم المريدون من أمثالهم فتكثر طلبات الإعلانات مع تنفيذ أهداف أصحاب القنوات , و إثاره البلبله وعدم الإستقرار والتشتيت الذى يؤدى للفوضى كلها أمور لم يحسب لها الفتوه الحساب , المهم هو الهدف وهو الإعلانات وتنفيذ الأجندات ـ أيضاً هناك فتوات الأقلام من مدعى الصحافه وهم فى الحقيقه مأجورين كمأجورين الجمال والبغال ولكل منهم هدف ولتحقيق الهدف كل شىء مباح , أتخيل وجوههم وأنا أقرأ لكلامهم فهى صفراء اللون وأياديهم وهى ترتعش رافضه لما يكتبون ويسطرون من فتن وأكاذيب وإفتراءات وإدعاءات والهدف واضح ومعلوم وهو إحداث البلبله والتشتيت بين أفراد المجتمع وهو هدف ولتحقيقه كل شىء مباح فهذه هى مبادىء الفتوات – حتى بعض الساسه والعاملين بالسياسه أصبح منهم الفتوات , فالفصائل تعددت والخصوم تزايدت ولكل من يريد أن يكون لابد أن يتخلق بأخلاق الفتوات فتحقيق هدفه هو غايه الغايات ولحدوثه كل شىء مباح , تحالفات وتآلفات وغدر وخيانات وتشتيت وفرقه ومكائد وتضليلات , المهم هو الهدف والهدف هو أكبر نصيب فى الكعكه التى يتنافس عليها المتنافسون , وتشاهدهم فى الميدان يتصارعون كلٌ بعزوته ومُريديه وأكبر عدد من مؤيديه , إذا لم يُستجاب لطلب أحدهم دعا للمليونيات , لا شىء يهم والمهم هو الهدف وأن يكون كل فصيل هو الأكبر والأكثر نصيباً فى الكعكه , البورصه تقع لا يهم , السياحه تتوقف مش مهم , بلد تخرب بسبب صراعاتهم ومظاهراتهم وسطوتهم , كل شىء متاح وكل شىء مباح المهم هو الكعكه ونصيبهم فيها , وإذا تم إرضاؤهم خلقت بذلك فتوات جُدد ضدهم لا يرضيهم إرضائهم , فنحن فى زمن الفتوات – وهذا نوع آخر من الفتوات وقد إنتشر بين جميع الفئات , فهم الأكبر بالإضرابات والإعتصامات , ومن عجائب الأمور أن يكون فتواتنا هنا من المعلمين والأطباء الذين يعلمون ويداوون , ولكل منهم هدف , ولتحقيق الهدف كل شىء مباح , مدارس تغلق مرضى يتألمون , مش مهم , فعند الفتوه لا يهم إلا تحقيق الهدف , وفتوات النقل العام بسائقيهم وكمسارييهم وإدارييهم , جميعهم لهم هدف , والمهم هو تحقيق الهدف , إهدار الملايين يومياً , مش مهم , وقف حال وبهدله الملايين يومياً , مش مهم , فهم فتوات ولهم هدف والمهم تحقيق الهدف – نوع آخر من الفتوات وهم من مكونى جروبات فى الفيس بوك , هدفهم التريقه والسخريه والإستهزاء , فهكذا يحركهم مستخدميهم , فإذا أردت أن تهين الكبير سلط عليه عيل , وما أكثر العيال مع ندره الكبار , وماذا سيفعل الكبار للفتوات العيال , سيؤثرون الصمت , وهنا تصبح العيال من الفتوات الكبار – نحن الآن فى عصر الفتوات , وهم من كل طيف ولون وكافه الثقافات , نفسى ومن بعدى الطوفان , ذلك هو الهدف , لا تصدقوا الشعارات وحب الوطن ومعسول الكلمات , فكلها غايات لتحقيق الهدف , نفسى ومن بعدى الطوفان هو الهدف , وليحذر كل فتوه يسعى لتحقيق هدف من حرافيش وجدوا أنفسهم ليسوا هم الهـدف , فأكبر الفتوات كانت نهايته على أيدى حرافيش الحارات .

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, September 29th, 2011 في 06:38

كلمات جريدة احداث: , , ,

اترك تعليقاًً على هذا الرأي