مصر اشرقت

احداث مصر

الدكتور محمد وجهازه العجيب

الدكتور محمد هو شاب صغير حديث التخرج ينحدر من أسره غنيه ، الحياه بالنسبة له كلها رفاهيه ، كل شىء موجود ، تنحصر اهتماماته فى دراسته وفى متابعة الاحاديث الدينيه والاستغراق فيها وفى نفس الوقت متابعة الكليبات الغنائيه ، لم يكن له اى اهتمامات سياسيه او ميول حزبيه ، وتنحصر اهتماماته على النت فى الحديث مع اصحابه ، واذا وجد دعوة للمليونيات لم يعيرها اهتماما واذا فتح صفحة كلنا خالد سعيد كان يتصفحها دون ان يهتم بها او دون ان يشعر انهم هنا معنا فى هذا البلد ، فعالمه بعيد عنا تماما
عندما سافر الى مارينا الصيف اللى فات لفت نظره الغنى الفاحش فى القصور وديكوراتها واليخوت وفى موديلات العربيات ، رجع يتناقش مع والدته ويعلق تعليقا لايخلو من سخريه
تقولين اننا اغنياء كيف وهؤلاء الناس اغنياء ببشاعه ،اغنياء فوق التصور
واحتارت الام التى ظنت دائما انها عندها اجابه لكل سؤال ،اما فى هذا السؤال لم تجد اجابه ولكنها قالت له : مااعرفه ان الانسان لو اشتغل 48 ساعه فى 24 ساعه لن يجنى كل هذا المال ولااعرف من اين ياتى هذا المال !
هذه الاجابه لم تشفى غليله ولكنه اخذ يتطلع ويبحث كيف يصبح مثل هؤلاء
وكانت اول خطوات المستقبل بالنسبة له عندما اشترى جهاز (ايبكس لوكيتور) وهو جهاز يفيده فى عمله وقد وعد والدته ان يرد لها ثمن الجهاز من ارباحه ونتيجة عمله به ، واخذ هذا الجهاز معه فى المستوصف الذى يعمل فيه ، شاهدته الدكتوره المشرفه واندهشت واخذت تتفرج عليه وتفحصه ، سالها ان كانت قد اشتغلت عليه قبل ذلك ، قالت لاوالله على ايامنا كنا بنشتغل االضرس بالرجل وليس بهذا الجهاز
ظن محمد ان هذا اول الطريق لتحقيق الارباح ،وقعد يحسب هيكسب كام من كل مريض وكم سيسهل عليه هذا الجهاز الوقت وكمان الجهد فيضرب المرضى فى الضعف
وكانت المفاجاه !! التى لم يعرفها ولم يختبرها من قبل ، المرضى فى المستوصف كانوا صنف من الناس لم يختبرهم الا فى الافلام ولكن على ارض الواقع لم يتعامل معهم
وفوجئ بسيده كبيره فى السن طلب منها ان تعمل اشعه على ضرسها فرفضت وقالت له اخلعه يابنى احسن ، قال لها لااستطيع ان اخلعه بينما اسنطيع ان اعالجه، ووجد على وجهها حيره ، فسالها عن سبب حيرتها ، فقالت له بكم الاشعه ، قال لاتتعدى الخمسة جنيهات ،فقالت فى خجل وتردد انها لاتملك خمسة جنيهات ، فاعطاها هذا المبلغ الصغير جدا واحتسبه عند الله ، ونسى هذا الموضوع تماما، ولكن بعد ايام قليله جاءت له نفس السيده لترد له الخمسة جنيهات و تعتذر لانها لم يكن معها هذا المبلغ ، رفض ان ياخذهم منها ولكنها اصرت بكبرياء وتعفف ان ياخذ المبلغ منها ، وامام اصرارها اخذهم
ولكنه اندهش لم يكن يعرف ابدا ان احدا لايمتلك خمسة جنيهات وقد اعتقد ان السيده تدعى الفقر ولكنه احس الصدق فى كلامها والانكسار والهزيمه والخجل على وجهها
ياخبر ! فى مصر من هو فقير الى هذه الدرجه ، واين المسئولين ؟ واين ولاة الامور ؟وعندما قص الحكايه على والدته ، قالت له ان الاغلبيه من الشعب المصرى على هذا الفقر وربما اكثر هناك الفقر والمرض والبطاله وغيرهم
نسى الدكتور محمد الجهاز والارباح وتكوين الاموال والسياره الاخر موديل ،كما نسى رايه السابق بعدم محاكمة مبارك فقد كان ينظر اليه على انه رجل كبير فى عمر جدته التى فقدها من سنتين وكانت اغلى انسان عنده
فكان رايه دائما ان هذا الرجل لايهان ولااحد يمسه وانه سوف يدافع عنه كما كان يدافع عن جدته قبل وفاتها
وتساءل كيف يكون مبارك مثل جدته وهو كان يترك غالبية شعبه بهذا الفقر المدقع وكيف هنا بالعيش مرفه الى اقصى درجات الترفيه وهناك ملايين من الشعب لايستطيعون العيش بكرامه كيف وكيف وكيف
اسئله كثيره دارت بذهنه_ وجاء صباح يوم جديد ووجدته والدته يحمل شنطته وسالته الى اين ؟
قال لها الى التحرير
Amal abdalla
مصر اشرقت

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Tuesday, July 12th, 2011 في 05:04

كلمات جريدة احداث: , , ,

2 رد to “الدكتور محمد وجهازه العجيب”

  1. loay
    19/09/2011 at 22:45

    waw

  2. loay
    19/09/2011 at 22:44

    begad anta sah gadan

اترك تعليقاًً على هذا الرأي