عبد النبي الشحات

انتخابات مجلس النوب

برلمان قندهار بين الشرعية الثورية والشرعية الإلهية

تابع ملايين المصريين جلسة الإجراءات لأول مجلس تشريعي لمصر بعد ثورة 25 يناير. اختلفت المشاعر والآراء. وردود الأفعال. لكن لم يخرج الأمر كثيراً عن إطار المتوقع في هذه الجلسة التاريخية. من مشادات ومزايدات وشعارات جوفاء دخل بها بعض المنتمين إلي التيارات الدينية البرلمان بينما تاجر البعض الآخر بأشلاء الشهداء من الثوار.
* وحتي تتضح الصورة هناك فريقان. الأول يري أن هذه الجلسة التاريخية سيسجلها المؤرخون. فهذا أول برلمان يأتي بإرادة شعبية حرة دون تزييف لإرادة الناخبين.. وقال أنصار هذا الفريق إن الاختلاف بين الفصائل والقوي السياسية تحت القبة أمر طبيعي جداً. لأن هذا يعني أننا أمام برلمان ثورة “بجد”.. كما أنه من حق الأغلبية أن تختار رئيس مجلس الشعب ورؤساء اللجان طالما احتكمنا جميعاً للصندوق الانتخابي.. وعلي الأقلية أن تحترم الأغلبية. من الإخوان الذين تعرضوا للقهر هم وأسرهم سنوات طويلة. فاستحقوا أن ينالوا ثقة الشعب.. ولابد أن نساعدهم للعبور إلي مصر المستقبل.
أما الفريق الثاني. فيري أننا أمام مجلس شوري الجماعة. وليس برلماناً يعبر عن مكونات المصريين بدقة. إلي حد وصفت به النخبة وبعض المثقفين أننا في برلمان “قندهار” من كثرة “اللحي” التي ظهرت بكثافة داخل القاعة وكانت السمة الأبرز.
وقال أنصار هذا الفريق: إن ما حدث أكبر عملية تزوير في تاريخ مصر عن طريق تزوير المناخ السابق علي الانتخابات وهو أخطر من التزوير الذي يقع في الصناديق.. وحذر هؤلاء.. من أننا مقبلون علي أعتاب الدولة الدينية خاصة أمام إصرار بعض النواب السلفيين علي تغيير نص القسم الدستوري بإضافة عبارات متشددة تعكس ضعف الانتماء إلي الدولة المصرية التي تقوم علي المواطنة وقبول الآخر.. بينما أدبيات بعض هؤلاء النواب وهم أكثرية تقوم علي السمع والطاعة وبالتالي فإن ولاءهم لن يكون للدولة بقدر ما سيكون للمرشد وللعقيدة قبل الدولة والوطن.
* ووسط الاثنين هناك فريق ثالث.. من شباب التحرير.. يري أن الإخوان والسلفيين ركبوا الثورة بينما ضحي زملاؤهم من الشباب الأحرار بدمائهم الزكية لاسترداد الحقوق المسلوبة والمنهوبة. وصعد علي أكتافهم آخرون. والدليل أن برلمان الثورة. بلا ثوار تقريباً. ولازال هؤلاء في الميدان يبحثون عن تلك الشرعية. وأعتقد أن معركتهم لن تكون سهلة أمام الشرعية الإلهية التي تبيح كل شيء من أجل الوصول للهدف وتقف وراءها أسلحة وأجهزة. في إطار صفقة.. معينة ربما سيكشف عنها التاريخ فيما بعد.
*****
* الشعب يريد مجلس شعب وليس مجمع فقهاء يؤجل مناقشة المشاكل الجماهيرية الملحة انتظاراً.. للمن والسلوي وأنهار العسل ومكافأة الفقير بنعيم الفردوس نتيجة لصبره. علي سرقة ونهب ونهش في لحمه. طوال سنوات عاني خلالها الأمرين.. لذلك.. أعتقد أن البرلمان الحالي مطالب بالكثير والكثير.. وفي وقت قصير!!؟
*****
مفيش فرق كبير بين احتكار الحزب الوطني المنحل السابق للجان مجلس الشعب وبين استئثار الإخوان بمعظمها عن طريق الاستحواذ وليس الكفاءة.. الأول كان يحصل عليها بالبلطجة السياسية. أما الثاني فيحصل عليها بالحكمة والموعظة الحسنة.. وكله بالانتخاب!!
صورة د.سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب الموقر دخلت أروقة البرلمان قبل إعلان نتيجة الانتخابات بساعة. طبعاً. لأنها معروفة ومحسومة سلفاً.
* تعديل قسم البرلمان.. ليس أكثر من مراهقة سياسية.
* برغم أن مبدأ السمع والطاعة هو مبدأ حاكم داخل جماعة الإخوان. إلا أنه لا يجوز للمرشد العام أن يأمر أفراد الجماعة بالتصويت لصالح مرشح رئاسي بعينه.. واللا إيه!؟

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Saturday, February 4th, 2012 في 04:19

كلمات جريدة احداث: , , ,

2 رد to “برلمان قندهار بين الشرعية الثورية والشرعية الإلهية”

  1. عبدالناصر شوقى
    09/02/2012 at 06:15

    استاذ عبدالنبى حضرتك متحامل جداً لأن
    برلمان قندهار اللى مش عاجب حضرتك جاى عن طريق الصندوق يعنى مش بالتزوير وحضرتك لما تعترض على ارادة الشارع يبقى انت ديكتاتورى ومش بتفرق كتير عن افراد الحزب الوطنى
    حزب الحرية والعدالة لا يتلقى اوامر من المرشد ولكن بحكم كون الكثير من اعضاء الحزب هم اعضاء فعليين فى الجماعة بديهى يكون تفكير الحزب معبر عن فكر الجماعة
    لأول مرة اسمع عن جماعة تأخذ اغلبية برلمانية ولا يكون لها حق فى اختيار اللجان
    لا يحق لأى شخص أن يعترض على اللحى لسبب بسيط وهو انها حرية شخصية

  2. محمد نصار
    04/02/2012 at 12:05

    تصدق بالله انك مريض نفسي والله كلامك وحديثك لايقوله الا مريض نفسي ادعو الله لك بالشفاء ياكذاب يامفتري يامثير الفتنة وارجو ان تنشروا الرد كما تنشروا ردود من يهاجمون الاخوان
    حديثك يفرق ولايجمع ويخرب ولا يصلح ويثير الفتنة ضد جماعة وصلت الى الانتخابات عبر الصناديق كفايا مزاديات وافتراءات ألا لعنة الله على الظالمين

اترك تعليقاًً على هذا الرأي