عبد القادر شهيب

انتخابات مجلس النوب

نتائج الانتخابات المصرية وبدعة الاخوان

الآن بعد أن صارت الطريق سالكة أمام الإخوان للوصول إلي السلطة. لم يعد يصح أن يحتفظوا بأسرار يخفونها ولا يريدون الكشف عنها.. لقد سكتنا طوال الشهور العشرة الماضية منذ أن استعاد الإخوان الشرعية القانونية علي هذا الالتباس الغريب في الحالة الإخوانية.
فهناك جماعة للإخوان مازال المعروف عنها للرأي العام أقل من المجهول منها.. لأنها مازالت تحتفظ بأسرار ضخمة. خاصة فيما يتعلق بالعضوية والتمويل والنشاط. رغم أنها تتوسع في امتلاك المقارات العلنية في شتي أنحاء البلاد. ويتمادي قادتها في الظهور الإعلامي.
وهناك في ذات الوقت حزب لهم لم ينقطع الحبل السري بينه وبين الجماعة. ولا يبدو أنه سوف ينقطع أبداً إذا ظلت هذه الازدواجية الغريبة التي تجمع بين حزب يمارس السياسة. وجماعة لم تهجر ممارسة العمل السياسي. حتي أنها هي التي أخذت علي عاتقها القيام بالحملات الانتخابية لمرشحي الحزب خلال الانتخابات البرلمانية. وبرر الإخوان ذلك بعدم امتلاك حزبهم الخبرة الانتخابية اللازمة لحداثته!
وبهذا المعني التنافسي السياسي بين الإخوان والقوي السياسية الأخري غير متكافيء وغير عادل لأنهم حاصلون بالجمع بين الحزب والجماعة علي ميزة تنافسية غير موجودة لدي الآخرين.. لكن الأكثر غرابة أن حزب الإخوان بعد وصوله إلي السلطة سيظل تحت وصاية الجماعة.. فهذا أمر لا يوجد مثيل له في أي دولة تمارس الديمقراطية.
لقد قال الإخوان إنهم سوف يحتفظون بجانب حزبهم بالجماعة لتمارس العمل الدعوي والعمل الاجتماعي.. وهذا حقهم لا ينازعهم فيه أحد.. لكن حق الدولة عليهم الآن تقنين أوضاع هذه الجماعة لتطفو كلها من تحت السطح إلي فوقه. لتمارس نشاطها في النور. وتحت عيون الرأي العام ورقابته. ليتأكد أنها لا تقوم بشيء يخالف القانون.
وغير مقبول أن يقول الإخوان إنهم ينتظرون تعديل قانون الجمعيات الأهلية حتي يقننوا أوضاع جماعتهم.. فإذا كان هدف تعديل القانون تيسير عملية منح التراخيص للجمعيات الأهلية. فالمؤكد أن القانون الحالي قبل التعديل في ظل الأوضاع السياسية الجديدة. لن يعطل حصول جماعة الإخوان علي الترخيص القانوني المطلوب.
إن جماعة الإخوان لها صلات خارجية وعلاقات دولية عديدة. حيث ترتبط بتنظيم أممي هو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. الذي لم يعد مستساغاً أن ينكر الإخوان وجوده أو صلتهم به. خاصة وأن مرشد الجماعة يحصل علي تأييد التنظيم ليتولي منصبه في مصر.. وليس مقبولاً أن يقوم الإخوان بممارسة السلطة من خلال حزب يرتبط بجماعة هي جزء من تنظيم دولي علي هذا النحو.. فهذا لا يجرمه فقط قانون الأحزاب إنما يخالف قواعد العملية السياسية.

اقرأ ايضاً صفحات رأي متعلقة على جريدة احداث اليوم:

اضيف بتاريخ: Thursday, December 15th, 2011 في 04:55

كلمات جريدة احداث: , ,

2 رد to “نتائج الانتخابات المصرية وبدعة الاخوان”

  1. سياف
    19/12/2011 at 08:53

    وبعد كل الكلام ده اية المطلوب حضرتك عاوز اية ؟! عجبي

  2. أحمد عابد محمد يوسف
    18/12/2011 at 09:14

    وماله يا عم عبد القادر ؟جماعة دين ودولة .الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدير الدولة الاسلامية من المسجد.

اترك تعليقاًً على هذا الرأي